يُثبت اللبنانيون دائماً أنهم "إنقاذيو اللحظة الأخيرة". يتمادون في الخطأ تبعاً لأهوائهم ونزواتهم، لكنهم عندما يشعرون بالفأس تتجه نحو الرأس، يتّحدون فجأة لاستدراك الخطر ودرئه. هذا ما حدث في جلسة الحكومة الأخيرة حيث اجتمعوا وصوتوا بالإجماع أن مسؤوليتهم في دعم "الإخوان العرب" ثابتة لا تتجزأ، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بحسابات الربح والخسارة: إنها الروح الفينيقية القديمة التي لا تنفك تعتمل في الصدور!
لماذا لم يُعقد اجتماع كهذا قبل أن يتوجه وزير خارجيتنا، "مراهق السياسة اللبنانية"، ليقرر في اجتماعين عربيين على الملأ خروج لبنان عن الإجماع العربي في موضوع الحرب الباردة/الساخنة، العربية/الإيرانية؟ اجتماع يقرر سلفاً ما ينبغي أن يُعلم ويُقال وما يشكّل "موقف لبنان الرسمي" أمام أشقائه الكبار الذين يعانون من هذه الحرب؟ الجواب على أثلّة اللسان: سياسيونا الحاليون ديدبهم الإجتهاد الشخصي والإنتهازية المصلحية بعيداً عن البراغماتية المتفحصة. وزير خارجيتنا لم يعبأ بسهامه المصوبة لأقرب العربان إلى عروبتنا، المملكة العربية السعودية ودول الخليج حيث أصابتهم في الصميم، وعرّضت أوضاع نصف مليون لبناني يضخون منها مليارات الدولارات في اقتصادنا القومي، فصح فيه المثل: "الولد ولد.. إلخ".
هل تلام المملكة في إلغاء مساعدتها لجيشنا اللبناني؟ كلا. معاناتها هي نفسها معاناة يوليوس قيصر الذي خانته بطانته كما يخون الإسلام الإيراني الهجين اليوم الإسلام العربي الأصيل، فتوجه إلى أقرب مناصريه باللوم: حتى أنت يا بروتوس؟ أجداد عرب المملكة والخليج هم من أغدقوا الإسلام السمح على شعوب كسرى ليقوم أحفاد هؤلاء اليوم ويناجزوهم العداء باسم الإسلام!. لبنان والمملكة كانا على الدوام ما كان لبروتوس ويوليوس قيصر من أخوّة وتعاطف وتواصل. كلا لا نلوم المملكة، والشاعر حسم هذا الموضوع ببيت واحد: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة/على المرء من وقع الحسام المهند". والأن يجتمع اللبنانيون لتقديم "اعتذارياتهم" للمملكة، وهي بمثابة اعتذاريات النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر عندما تعرّض بزلة لسان لامرأته، ويستسمحونها ويتذللون في التبرير، ليس من باب الإعتراف بالخطأ بل طمعاً باسترجاع البلايين الأربعة والإبقاء على نصف مليون لبناني في مواقعهم المنتجة. إنها الفينيقية المصلحية أولاً واخيراً والتي غرق فيها هذا الوطن، وهي أشد وأدهى من غرقه في النفايات!
فوضى الحكم.. وآثارها المدمرة!
من يجرؤ على التعامل مع بلد لا رئيس له، ولا حكومة ديمقراطية فيه، ولا مجلس نواب يمكنه تشريع قانون أو اجتراح موازنة أو قانون انتخاب. لقد بات اللبنانيون يأملون في الوصول اجتماعياً لمستوى جزر القمر التي لديها الكهرباء 24/24، ومصانع تدوير للنفايات، مع أن رئيسها الذي دعي لمؤتمر القمة الإسلامية الأخير في الرياض، كانت "مداخلته" الوحيدة في الفعاليات ملاحظته أن زخارف سقف القاعة "من أروع ما رأى"!
استفيقوا أيها اللبنانيون.. لقد شد بكم زعماؤكم إلى أسفل الدرجات بين الأمم. كفاكم "تذاكياً" على شعوب الآخرين ما دمتم محازبين ومناصرين وناخبين لزمرة الفساد والإفساد التي تتحكم بمصائركم. أنتم اليوم، كما وصف ونستون تشرشل (الجد) أجدادكم سنة 1860، "أسود، يقودكم كلاب"! طبعاً، السعودية تمسك ببلايينها الأربعة عن قواتكم المسلحة، عندما ترى أعمال هؤلاء الكلاب، وتسخو في الوقت عينه – والكلام لمن يشككون في قدراتها المالية – بخمسة بلايين لمساعدة السودان أو لأي شعب بائس يقوده "أسود". بل أن الخليجيين منعوا مواطنيهم من القدوم لأرضكم الملوثة ليس بالقاذورات فحسب بل بنفايات السياسيين خشية أن ينتقل "فيروس" الفساد إلى أرضهم الطيبة. لقد صدق من قال: "الحكومة ظل الله على الأرض"، وها أنتم تقيمون الآن فوق أرض غادرها ظل الله!.
لماذا لم يُعقد اجتماع كهذا قبل أن يتوجه وزير خارجيتنا، "مراهق السياسة اللبنانية"، ليقرر في اجتماعين عربيين على الملأ خروج لبنان عن الإجماع العربي في موضوع الحرب الباردة/الساخنة، العربية/الإيرانية؟ اجتماع يقرر سلفاً ما ينبغي أن يُعلم ويُقال وما يشكّل "موقف لبنان الرسمي" أمام أشقائه الكبار الذين يعانون من هذه الحرب؟ الجواب على أثلّة اللسان: سياسيونا الحاليون ديدبهم الإجتهاد الشخصي والإنتهازية المصلحية بعيداً عن البراغماتية المتفحصة. وزير خارجيتنا لم يعبأ بسهامه المصوبة لأقرب العربان إلى عروبتنا، المملكة العربية السعودية ودول الخليج حيث أصابتهم في الصميم، وعرّضت أوضاع نصف مليون لبناني يضخون منها مليارات الدولارات في اقتصادنا القومي، فصح فيه المثل: "الولد ولد.. إلخ".
هل تلام المملكة في إلغاء مساعدتها لجيشنا اللبناني؟ كلا. معاناتها هي نفسها معاناة يوليوس قيصر الذي خانته بطانته كما يخون الإسلام الإيراني الهجين اليوم الإسلام العربي الأصيل، فتوجه إلى أقرب مناصريه باللوم: حتى أنت يا بروتوس؟ أجداد عرب المملكة والخليج هم من أغدقوا الإسلام السمح على شعوب كسرى ليقوم أحفاد هؤلاء اليوم ويناجزوهم العداء باسم الإسلام!. لبنان والمملكة كانا على الدوام ما كان لبروتوس ويوليوس قيصر من أخوّة وتعاطف وتواصل. كلا لا نلوم المملكة، والشاعر حسم هذا الموضوع ببيت واحد: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة/على المرء من وقع الحسام المهند". والأن يجتمع اللبنانيون لتقديم "اعتذارياتهم" للمملكة، وهي بمثابة اعتذاريات النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر عندما تعرّض بزلة لسان لامرأته، ويستسمحونها ويتذللون في التبرير، ليس من باب الإعتراف بالخطأ بل طمعاً باسترجاع البلايين الأربعة والإبقاء على نصف مليون لبناني في مواقعهم المنتجة. إنها الفينيقية المصلحية أولاً واخيراً والتي غرق فيها هذا الوطن، وهي أشد وأدهى من غرقه في النفايات!
فوضى الحكم.. وآثارها المدمرة!
من يجرؤ على التعامل مع بلد لا رئيس له، ولا حكومة ديمقراطية فيه، ولا مجلس نواب يمكنه تشريع قانون أو اجتراح موازنة أو قانون انتخاب. لقد بات اللبنانيون يأملون في الوصول اجتماعياً لمستوى جزر القمر التي لديها الكهرباء 24/24، ومصانع تدوير للنفايات، مع أن رئيسها الذي دعي لمؤتمر القمة الإسلامية الأخير في الرياض، كانت "مداخلته" الوحيدة في الفعاليات ملاحظته أن زخارف سقف القاعة "من أروع ما رأى"!
استفيقوا أيها اللبنانيون.. لقد شد بكم زعماؤكم إلى أسفل الدرجات بين الأمم. كفاكم "تذاكياً" على شعوب الآخرين ما دمتم محازبين ومناصرين وناخبين لزمرة الفساد والإفساد التي تتحكم بمصائركم. أنتم اليوم، كما وصف ونستون تشرشل (الجد) أجدادكم سنة 1860، "أسود، يقودكم كلاب"! طبعاً، السعودية تمسك ببلايينها الأربعة عن قواتكم المسلحة، عندما ترى أعمال هؤلاء الكلاب، وتسخو في الوقت عينه – والكلام لمن يشككون في قدراتها المالية – بخمسة بلايين لمساعدة السودان أو لأي شعب بائس يقوده "أسود". بل أن الخليجيين منعوا مواطنيهم من القدوم لأرضكم الملوثة ليس بالقاذورات فحسب بل بنفايات السياسيين خشية أن ينتقل "فيروس" الفساد إلى أرضهم الطيبة. لقد صدق من قال: "الحكومة ظل الله على الأرض"، وها أنتم تقيمون الآن فوق أرض غادرها ظل الله!.
د. هادي عيد - 25 شباط 2016
إرسال تعليق