0
دعا وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي الى استقالة الحكومة بعدما تحولت من ربط النزاع مع “حزب الله” إلى تأمين غطاء لممارساته وجرائمه، معتبراً ان استمرارها يعتبر غطاء للحزب للاستمرار بتعطيل الانتخابات الرئاسية. ورأى ريفي ان “حزب الله” يعمل لتدمير العلاقات اللبنانية – العربية بغية تحويل لبنان الى جزء من ايران لكن واهم من يظن انه سيتمكن من تحقيق ذلك، مشيرا الى ان استقالته تأتي لقرع جرس الانذار وقلب الطاولة بعدما تبين ان الامور تتفاقم بل ان يتم ايجاد حل لها.

ريفي وفي حديث لـ”الحدث” شرح أن استقالته من منصبه كوزير للعدل كانت لأسباب سياسية موضوعية، بعضها يتعلق بالامن الوطني الذي أصيب بضعف خصوصاً في قضية المجرم ميشال سماحة، كما ان من الاسباب ملف النفايات التي سيغرق البلد كله بها وكذلك بسبب الاساءة لعلاقات لبنانية العربية.

كما علق على بيان الحكومة بعد الاجراءات السعودية والخليجية، فلفت إلى ان مجلس الوزراء أمضى 7 ساعات في موضوع “انشاء عربي” الا ان الامر لم يكن يتطلب اكثر من 7 دقائق ومن هنا الحاجة لقلب الطاولة على الوضع الوزاري العاجز عن تحديد هوية لبنان العربية وعن حل قضية سماحة. واكد ان ما حصل هو مؤشر لأزمة وطنية كبرى، متابعاً: “لا يمكن ان نقبل بأنني عرب فلا مكان للحلول الوسطية، إما أبيض وإما أسود”.

الى ذلك وتعليقا على تواصل الإجراءات السعودية والخليجية التصعيدية، عبّر ريفي عن تفهمه للاجراءات اذ ان “هناك من يحاول العبث بأمن الدول الخليجية عدا عن توجيه الإهانات والاتهامات بكلام غير مقبول لا دبلوماسيا ولا اسلاميا او عربيا”. ولم يستبعد رفع وتيرة التدابير العربية تباعاً، مشددا على رفض اخذ لبنان كمنبر للهجوم على اي دولة كما تحويله لنقطة استشارة عسكرية لاعمال قتالية ميليشيوية ارهابية تمارَس في بعض الدول.

وردا على سؤال عن حصول وساطات لحل الأزمة مع السعودية وتحديدا من قبل رئيس مجلس النواب بري، رحب ريفي بكل جهد يبذل لتوضيح هذا الامر بشكل قاطع ونهائي من بري ام غيره لكن على التوضيح ان يكون حاسماً. وشدد على ان من يعتقد “اننا فرس او ايرانيين فهو واهم فلبنان لن يكون بهذه الهوية نهائياً”.

وذكّر ريفي ان “حزب الله” درب مقاتلين في كل من البحرين واليمن وسوريا كما شارك في القتال مباشرة في سوريا والعراق وغيرها لذا فإن الوضع معقد وصعب في لبنان، مضيفاً: “يجب ان نكون واضحين في امورنا الوطنية والعربية بدل “لملمتها” على الطريقة اللبنانية عبر نصف الحلول او ارجاء المشكلة”.

وكشف انه عارض هذا الواقع على طاولة الحكومة منذ البداية لكن الامور كانت تتفاقم وكأن الحكومة أصبحت تشكل غطاءً لحزب الله لما يقوم به من تدمير للعلاقات اللبنانية – العربية والآن يجب ان يكون هناك مسعى لوضع النقاط على الحروف.

وتعليقاً على ما اعلنته الحكومة اليمنية انها تمتلك دلائل على تورط “حزب الله” في تدريب الحوثيين وتحضير عمليات امنية، ذكّر ريفي انه خدم 40 سنة في المجال الامني وكان تصل معلومات عن هذا الامر فالحزب قاتل بشكل علني ودرب مقاتلين يمنيين مستخدماً جوازات سفر لبنانية الى جانب جرائمه في البحرين وسوريا، متابعاً: “حان وقت وضع النقاط على الحروف وقول الاشياء كما هي وليتحمل كل شخص مسؤوليته تجاه الجريمة بحق الاخوة العربية والانسانية وبحق لبنان”.

وعن آفاق الوضع في لبنان، وصف ريفي ما يجري بغير الطبيعي، قائلاً: “كنا نسيّر الامور لكن “لا مش ماشي الحال” فيجب عدم تأمين غطاء وطني لسلوكيات حزب الله لان لبنان لم يعد يحتمل نهائياً خصوصاً بعد الجريمة الاخيرة من حيث التعدي على الاخوة العربية اثر عدم ادانة ما حصل من اعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد لذا قررت قلب الطاولة وقرع جرس الانذار اذ يكفي للبنان تحمل هذه السلوكيات”.

ريفي رأى ان “حزب الله” يسعى لتدمير العلاقات اللبنانية – العربية لتحويل لبنان الى جزء من ايران او قاعدة متقدمة لطهران على البحر المتوسط لكن هذا وهم ولن يتحقق “فنحن عرب هذا هو التاريخ والواقع والمستقبل ونسبقى عرباً مهما كلف الامر ولن يستطيع احد تغيير هويتنا العربية باوهامه التي تعاكس التاريخ والجعرافيا والديمغرافيا فنظرية تصدير الثورة الايرانية غير واقعية ولن تتحقق”.

وعن مصير الحكومة اللبنانية، اكد ريفي انه ان كانت تشكل غطاء لبنانيا لتصرفات “حزب الله” فلتسقط، معبرا عن اسفه لان الحكومة شكلت لربط النزاع مع الحزب فتحولت لغطاء له لذا يجب ان تسقط الاغطية التي تغطي اجرام حزب الله.

وختم مشيرا الى ان استمرار الحكومة يعني اعطاء فرصة اضافية لـ”حزب الله” لمنع حصول انتخابات رئاسية واستمرار التعطيل المؤسسات الدستورية، داعيا الى سقوط الحكومة واعادة بناء السلطة عبر احترام الوطن والشراكة.


24 شباط 2016

إرسال تعليق

 
Top