0
ماذا تعني عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت في هذه المرحلة بالذات، خصوصا انها على ما قال "طويلة الامد هذه المرة"؟ وهل ترتبط حصريا بالملف الرئاسي والتسويات والحلول الجاري العمل عليها لانقاذ الرئاسة من براثن "فراغ العامَين"، خصوصا اذا ما أدرج في هذا الاعتبار كلام رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط من عين التينة أمس وفي تغريدته الـ"تويترية" اليوم حيث قال على ما يبدو ان مواكب المرشحين تتجه نحو المجلس النيابي، احدهم قادم في قطار وهو على عجلة من امره والاخر على متن قارب، اتمنى ان يصل في الوقت المناسب...

ويبدو ان صورة الرئيس المقبل بدأت تتضح"، ام انها عودة انتخابية على مشارف الانتخابات البلدية والاختيارية لاعادة شد العصب الشعبي المتلاشي؟ ام هي محاولة لتركيب "بازل" سياسي جديد قد تستلزمه مقتضيات المرحلة بعد تطوراتها "الكانونية"؟

أيا كانت الاسباب والاهداف، تقول اوساط سياسية في فريق 8 آذار ان كل هذه الفرضيات قد تكون واقعية، لكن ما هو غير واقعي ولا يمكن للمنطق قبوله ان تكون عودة الحريري أعادت رص صفوف قوى 14 آذار التي أظهرت الصورة الجامعة لقياداتها أمس مدى تباعدها وعمق التشققات التي ضربت أرضيتها وأسسها في الصميم لدرجة ان أحدا لم يفته مشهد قيادات هذه القوى على طريقة " كلٌ يغني على ليلاه"، ويضمر للآخر خلاف ما يقول، وليس أدّل الى هذا الواقع مما وجهه الحريري من انتقاد "لحليف الامس"، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتحميله مسؤولية الحرب موجها اليه انتقادا مبطّنا، وهو الذي خرق الحواجز الامنية للمشاركة في ذكرى "المستقبل" ولو انها وطنية بالنسبة اليه.

وتؤكد الاوساط ان عودة الحريري لن تحدث تغييرا في الواقع الداخلي ولا في "الستاتيكو" الرئاسي ما دام خطابه أكد المؤكد ومواقفه لم تقدم جديدا لا على مستوى الترشيحات الرئاسية التي لم يضف اليها حتى اعلان ترشيحه الرسمي لزعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية ولا على مستوى فتح الباب على تبني خيار ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون من خلال تأكيد التزامه الكامل بفرنجيه.

وتبعا لذلك، تشير اوساط 8 آذار الى ان عودة زعيم "المستقبل" فرضتها الى مناسبة 14 شباط في حد ذاتها عوامل عدة قد يكون أبرزها الواقع السنّي الذي يبدو يتفلت من مظلة الزعامة الحريرية نحو توزيع الولاءات السياسية لاكثر من شخصية، كانت حتى الامس القريب في كنف المستقبل وتستعد لمشاريع زعامات باتت ارضيتها جاهزة ولو مناطقيا، اضافة الى بعض المعالجات الضرورية لشؤون حزبية داخلية لا يمكن ان تسوّى عن بعد. 


"المركزية" - 15 شباط 2016

إرسال تعليق

 
Top