لم يكن اللبنانيون يوماً غنماً. في تاريخهم الطويل ثاروا على كل المحتلين. قاوموا وقاتلوا وقتلوا. اصطفوا كثيراً، لكنهم كانوا مقتنعين باختياراتهم، سواء السياسية او حتى المذهبية. حقق كثيرون منهم نجاحات باهرة ورفعوا اسم بلادهم عالياً. منهم خرج قديسون، ومن بينهم سقط شهداء. في هذا اللبنان سقطت كل الوصايات والاحتلالات. الشعب اللبناني هو الصامد ابداً، والمجدد، والمتجدد، بعيداً من اصطفافات 8 و14 اذار، التجمعات الناشئة لأهداف محددة في الزمان والمكان والظروف، وغير الثابتة في المعادلة الوطنية الدائمة.
لم تكن هذه الحملة التي تطلقها "النهار" وليدة ردة فعل على شيء او أمر ما، وليست رفضاً لترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، ولا اعتراضاً على مصالحة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وليست استباقاً للانتخابات البلدية والاختيارية، ولا اصطفافاً يصب في خدمة احد او فريق.
لم تكن هذه الحملة التي تطلقها "النهار" وليدة ردة فعل على شيء او أمر ما، وليست رفضاً لترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، ولا اعتراضاً على مصالحة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وليست استباقاً للانتخابات البلدية والاختيارية، ولا اصطفافاً يصب في خدمة احد او فريق.
حملة "حرر فكرك" بدأنا الإعداد لها في ذكرى اغتيال جبران تويني، لتكون دفعاً جديداً لشعب يأبى الانكسار، لشعب يراد له الاحباط والهزيمة بشتى الوسائل. لكنه يقاوم باستمرار ويثور وينتفض عندما يشتد عليه الخناق. هذا الشعب يتراءى أمامنا في أبهى حلة في اليوم التاريخي في 14 اذار، عندما تجاوز كل الحواجز النفسية وشبح العنف، ليلتقي ابناؤه على هدف واحد: السيادة والحرية والاستقلال للبنان.
هذا الشعب الذي آمن به جبران تويني، ودعاه باستمرار إلى الثورة، مدعو اليوم إلى التعقل اكثر، إلى درس خياراته، إلى حض السياسيين على تسيير عجلة المؤسسات وانتخاب رئيس، مدعو إلى إصلاح مؤسساته الحزبية والدينية والاجتماعية من داخلها، مدعو إلى الإفادة من علاقاته الخارجية لمصلحة البلد. وعليه ان يحرر فكره وعقله وقلبه من موروثات الامس ليتطلع إلى غد أفضل. نحن نحب الحياة، ونستحقها وافرة.
نايلة تويني - "النهار" - 12 شباط 2016
إرسال تعليق