0
اي حوار ستحمله جولة الغد؟ مرشحان للرئاسة، ومرشحان يفترض ان يشاركا في طاولة الحوار. رئيس " تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه. حتى اللحظة، لا تأكيد ولا نفي حول مشاركتهما شخصيا في الحوار، او عن طريق مندوبين لهما.
 
وبمعزل عن حضورهما او لا، فان الجولة الحوارية غدا تكتسب بعدا اخر، بعد الترشيح الرسمي لعون. فعن اي مواصفات بعد سيتحدث المتحاورون، وبات ضمن اللعبة مرشحان من الصف الواحد؟ ربما قد تتحول الجلسة كما سابقاتها، فرصة لتعزيز العمل الحكومي، وخصوصا وسط التهديد باستقالة وزراء " التيار الوطني الحر".
 
"بالتأكيد": عبارة واحدة يرددها اطراف ثلاثة: الكتائب. "المردة". "التيار الوطني"، في اجابتهم عن حضورهم جلسة الغد الحوارية، الا ان مستوى التمثيل لم يحسم بعد عند "المردة" والتيار""، في وقت تبدو الكتائب واضحة في تكوين موقفها من التطورات الاخيرة المتسارعة، ولا يخفي رئيس كتلة نواب الكتائب النائب ايلي ماروني لـ"النهار" ان " جولة الحوار غدا ستكون لها مميزات، وسط وجود مرشحين من الفريق نفسه، مما يعني ان البحث سيشكل احراجا للاطراف الذين يعتبرون انفسهم حلفاء للمرشحين، لكونهم تأخروا في اعلان مواقفهم الواضحة او الداعمة للترشيح، ولاي مرشح بالتحديد".
من هنا، يلفت ماروني الى امكان ان يحوّل الرئيس نبيه بري الجلسة الى اتجاه اخر، وهو المطالبة الملّحة والمطلوبة لتعزيز العمل الحكومي، فتصبح الحلقة جلسة تشاور حول انتاجية مجلس الوزراء.
 
وفق الكتائب، فان "الملف الرئاسي لا يزال بعيدا جدا جدا"، وهي تضع امكان استقالة وزراء "التيار" في اطار " النغمة القديمة الجديدة لا اكثر"، يقول ماروني: " اذا استقالوا سيحلّ مكانهم الوزراء بالوكالة، واعتقد انهم لن يقدموا على هذه الخطوة، لانهم متمسكون بمواقفهم".
 
غدا، ستبدو صورة الحوار غريبة، فعن اي مواصفات او مطالب سيتحدث المتحاورون، في وجه مرشحين متقابلين؟. لقد بات الاستحقاق الرئاسي في مرحلة مغايرة عن تلك التي كانت حين انطلق الحوار الموسع. ويسارع ماروني الى القول: " في الاساس، ان مواصفات الرئيس لا تنطبق على عون ولا على فرنجيه، والا لكنا بادرنا فورا الى اعلان التأييد".
 
اما في رأي "التيار الوطني"، فان الحوار هو مساحة لامكان التلاقي والتقارب. تقول اوساطه لـ"النهار": " نحن مستمرون في تشاورنا مع الجميع، وان جولة الحوار غدا تأتي في هذا الاطار".
 
وعن الاستقالة من الحكومة، ترفض الاوساط الاجابة، لكون الموقف الرسمي النهائي سيحدده اجتماع "التكتل"، رافضة كشف مزيد من المعلومات.
 
اما ماروني فيعود ويختصر الواقع، "ان سبب الفراغ هو نفسه معطل الحكومة. لا ارى افقا للحل القريب"... وحتى تحين الساعة، يبدو العبور الى الاستحقاق الرئاسي طويلا، والسؤال هل سيتواجه عون وفرنحيه غدا على طاولة الحوار؟ 


منال شعيا - "النهار" - 26 كانون الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top