هل استَدرج الأسد بوتين إلى المستنقع السوري؟ نعم ولا. الغزو الإيراني الإفتراسي للأسد وجيشه وبلاده تحول لبناء "دولة إيرانية" فوق الأنقاض السورية تطلق الثورة الخمينية منها على امتداد الشرق الأوسط.
لقد تبين للأسد أنه لم يعد قائداً أو رئيساً بل "رهينة حرب" يُؤمر وينفّذ دون حول أو قوة ويفتك مرغماً ببني قومه ويدمّر بلاده، ما جعله يدير وجهه نحو حليفه الدب الروسي طالباً العون والمساعدة.
لقد تبين للأسد أنه لم يعد قائداً أو رئيساً بل "رهينة حرب" يُؤمر وينفّذ دون حول أو قوة ويفتك مرغماً ببني قومه ويدمّر بلاده، ما جعله يدير وجهه نحو حليفه الدب الروسي طالباً العون والمساعدة.
تزامن هذا مع تواجد هذا الدب الذي رفل في المياه السورية "الدافئة" وحقق حلم القياصرة، وأصبح صعباً عليه العودة إلى الصقيع والتخلي عن "مكتسباته السورية".
المحللون الأوروبيون يعتقدون أن القيصر الجديد كان يراقب كالصقر تضاعفات الهيمنة الإيرانية على الأسد وتراجعها عسكرياً في الميادين السورية، وينتظر بفارغ الصبر نداء "زلمته" للمساعدة.
الروس قبل الغربيين، يشككون في مغامرة رئيسهم. منذ أسبوعين راح يلعب "الهوكي" أمام الكاميرات بمناسبة ميلاده الـ62 في منتجع سوشي حيث تمر سفنه الحربية محملة بالذخائر في طريقها لطرطوس، ليطمئن الجميع أنه يعرف ما يفعل فيما الغرب ينام مع زعيمه أوباما ويكتفي بالاستنكار. إسرائيل، التي تؤمن أن "العربي الطيب هو العربي الميت"، مرتاحة لما يجري من تقتيل ودمار، وقد "باركت" عمليات بوتين وأقامت "خطاً ساخناً" بين اللاذقية وتل أبيب لتنظيم الطلعات الجوية وتلافي التصادم بين 12 سلاح جوي تجوب الأجواء السورية.
ويخطىء من يعتقد أن بوتين في صدد التحرش بداعش، إلا من باب رفع العتب، وذلك لسببين: علمه أن داعش هي ربيبة الأسد التي تمده بالنفط والكهرباء وتعطيه حجة مقارعة الإرهاب، وكذلك ربيبة تركيا التي تسهّل لها مرور الثوار مقابل تصدّيها للأكراد. هدف بوتين الأساس الحفاظ على الأسد وتأمين الشريط الساحلي بين لبنان وأنطاكيا الذي يعتبره الروس منطقة نفوذهم، ولتذهب بقية سوريا إلى الجحيم. وعبثاَ حاول الأسد إقناعه بتوسيع عملياته خلال زيارته الخاطفة الثلاثاء الماضي. بوتين يلتقي مع الإيرانيين في الدفاع عن الأسد بشكل مختلف: إنه لا يهتم بإنهاء الحرب السورية بقدر اهتمامه بإثبات الوجود الروسي كقوة عظمى تتجاوز ما حاوله السوفيات، ويفرض على الأوروبيين والأميركيين أن موضوع القرم وأوكرانيا هو غيض من فيض وأن الآتي أعظم. فهل ينجح في ذلك؟
مهزلة مجلسنا النيابي
المادة61 من "القانون الداخلي" لمجلس النواب تقول: "لا يجوز للنائب التغيّب عن أكثر من جلستين في أية دورة من دورات المجلس العادية والاستثنائية إلا بعذر مشروع مُسبق يُسجّل في قلم المجلس". فكيف "يجوز" للنواب التغيب عن أربعين جلسة متتالية لانتخاب رئيس جمهورية دون "عذر مشروع"؟. لست أدري إذا كانت تنطبق على هؤلاء النواب قصة الحمار الذي رفض اجتياز الساقية بشد رسنه نحوها، لكنه عبَرَها عندما شده صاحبه بذنبه إلى الوراء. ها هنا اقتراح يمكن أن يطبقه رئيس المجلس إذا شاء أن يتم أي نصاب.
ولكن هل يريد نبيه بري بصفته رئيس جمهورية الأمر الواقع والذي يدعو الآن لجلسة "تشريع ضرورة" هي بمثابة ذنب الحمار، أن يكون هناك نصاب أو تشريع؟ إنه يعلم جيداً أن هذه "متاهة" جديدة يُدخِل فيها النواب واللبنانيين ككل. دستورياً، ليس هناك "تشريع ضرورة"، بل "تشريع" يكون ضرورياً أو لا يكون. والكلمة الأولى والأخيرة ترجع لرئيس المجلس وهيئته العامة مجتمعة. وهو أمر يمكن أن يتم خلال يومين إذا توفرت النيات الحسنة. لكنها عملة نادرة هذه الأيام.
الروس قبل الغربيين، يشككون في مغامرة رئيسهم. منذ أسبوعين راح يلعب "الهوكي" أمام الكاميرات بمناسبة ميلاده الـ62 في منتجع سوشي حيث تمر سفنه الحربية محملة بالذخائر في طريقها لطرطوس، ليطمئن الجميع أنه يعرف ما يفعل فيما الغرب ينام مع زعيمه أوباما ويكتفي بالاستنكار. إسرائيل، التي تؤمن أن "العربي الطيب هو العربي الميت"، مرتاحة لما يجري من تقتيل ودمار، وقد "باركت" عمليات بوتين وأقامت "خطاً ساخناً" بين اللاذقية وتل أبيب لتنظيم الطلعات الجوية وتلافي التصادم بين 12 سلاح جوي تجوب الأجواء السورية.
ويخطىء من يعتقد أن بوتين في صدد التحرش بداعش، إلا من باب رفع العتب، وذلك لسببين: علمه أن داعش هي ربيبة الأسد التي تمده بالنفط والكهرباء وتعطيه حجة مقارعة الإرهاب، وكذلك ربيبة تركيا التي تسهّل لها مرور الثوار مقابل تصدّيها للأكراد. هدف بوتين الأساس الحفاظ على الأسد وتأمين الشريط الساحلي بين لبنان وأنطاكيا الذي يعتبره الروس منطقة نفوذهم، ولتذهب بقية سوريا إلى الجحيم. وعبثاَ حاول الأسد إقناعه بتوسيع عملياته خلال زيارته الخاطفة الثلاثاء الماضي. بوتين يلتقي مع الإيرانيين في الدفاع عن الأسد بشكل مختلف: إنه لا يهتم بإنهاء الحرب السورية بقدر اهتمامه بإثبات الوجود الروسي كقوة عظمى تتجاوز ما حاوله السوفيات، ويفرض على الأوروبيين والأميركيين أن موضوع القرم وأوكرانيا هو غيض من فيض وأن الآتي أعظم. فهل ينجح في ذلك؟
مهزلة مجلسنا النيابي
المادة61 من "القانون الداخلي" لمجلس النواب تقول: "لا يجوز للنائب التغيّب عن أكثر من جلستين في أية دورة من دورات المجلس العادية والاستثنائية إلا بعذر مشروع مُسبق يُسجّل في قلم المجلس". فكيف "يجوز" للنواب التغيب عن أربعين جلسة متتالية لانتخاب رئيس جمهورية دون "عذر مشروع"؟. لست أدري إذا كانت تنطبق على هؤلاء النواب قصة الحمار الذي رفض اجتياز الساقية بشد رسنه نحوها، لكنه عبَرَها عندما شده صاحبه بذنبه إلى الوراء. ها هنا اقتراح يمكن أن يطبقه رئيس المجلس إذا شاء أن يتم أي نصاب.
ولكن هل يريد نبيه بري بصفته رئيس جمهورية الأمر الواقع والذي يدعو الآن لجلسة "تشريع ضرورة" هي بمثابة ذنب الحمار، أن يكون هناك نصاب أو تشريع؟ إنه يعلم جيداً أن هذه "متاهة" جديدة يُدخِل فيها النواب واللبنانيين ككل. دستورياً، ليس هناك "تشريع ضرورة"، بل "تشريع" يكون ضرورياً أو لا يكون. والكلمة الأولى والأخيرة ترجع لرئيس المجلس وهيئته العامة مجتمعة. وهو أمر يمكن أن يتم خلال يومين إذا توفرت النيات الحسنة. لكنها عملة نادرة هذه الأيام.
د. هادي عيد - 22 تشرين الاول 2015
إرسال تعليق