أسف الرئيس العماد ميشال سليمان لتكرار سيناريو عدم اكتمال النصاب ما ادى الى تأجيل جلسة انتخاب رئيس جمهورية للمرة الرابعة والعشرين، داعياً النواب مرة أخرى الى ان يمارسوا واجبهم وفقا للأصول الدستورية والديمقراطية.
وحذر سليمان خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، النائب ايلي ماروني والوزير السابق طارق متري من "مخاطر تعطيل عمل الحكومة او محاولة اسقاطها تحت أي ظرف"، لما تشكله من ضمانة في ظل الإمعان في إطالة عمر الفراغ.
ورحب الرئيس سليمان بوثيقة "إعلان النوايا" التي جمعت العماد ميشال عون بالدكتور سمير جعجع، معتبراً انها خطوة إيجابية لناحية التهدئة بين جمهور الحزبين، بالإضافة إلى الاتفاق على "العمل على تنفيذ القرارات السابقة التي تم التوافق عليها"، معتبراً انها تجنبت ذكر "اعلان بعبدا" بالرغم من اعتمادها الكثير من مفرداته، متمنياً لو كان البند الأول في هذه النوايا "النزول فوراً إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس" لكي لا تأتي أي خطوة وكأنها إشارة سلبية للإبقاء على الفراغ الرئاسي والتطبيع معه.
وشدد الرئيس سليمان خلال استقباله وزير الزراعة النائب أكرم شهيب بحضور الوزير السابق خليل الهراوي، على ضرورة الاسراع في تطبيق خطة دعم تصدير الانتاج الزراعي وتأمين الطريق الى دول الخليج قبل انتهاء المواسم، منبهاً من أن التأخير في اتخاذ القرار يهدد الانتاج اللبناني ويفقده سوق الخليج لصالح منتوجات زراعية غير لبنانية.
وبحث الرئيس سليمان للأوضاع العامة مع الوزير السابق ابراهيم الضاهر والسفيرة سميرة الضاهر.
**
وخلال مشاركته أمس في نشاط إضاءة الشموع الذي نظمته "طاولة حوار المجتمع المدني"، قال الرئيس سليمان: "منذ عام كنا نبكي على صلاحيات الرئاسة التي يلزمها تعديل حتى يتم توازن السلطات، واليوم نلبي دعوة "طاولة حوار المجتمع المدني" لإضاءة شموع على نيّة الرئاسة، على نيّة تطبيق الدستور، لأنه من دون تطبيق الدستور، سنضطر يوماً ما، البكاء على الوطن، وهذا الأمر لا نريد أن نصل إليه".
واضاف: "إنّ قوة لبنان كما تعرفون، هي بنظامه الديمقراطي وبالتعددية التي يتميز بها، وهذا ما مكّن لبنان من البقاء مستقراً على رغم الحروب المستعرة حول لبنان، والتي كانت أثّرت سلباً بدول كانت تُعتبر أقوى وأكبر بكثير من لبنان".
وتابع: "من هنا، أتمنى على المجتمع المدني وعلى الشباب اللبناني، أن يلبّوا هذه الدعوات وألّا يتركوا المجال للقوة أن تحل مكان الرأي الحرّ والتعبير السلمي عن الرأي"، معتبراً انه "يجب أن تكون هناك تلبية للدعوات الشبابيّة للتعبير والمطالبة بتطبيق الدستور وبكل ما للدستور من معنى".
وأردف سليمان: الاشكالات الدستورية لا تُحل إلا بتطبيق الديمقراطية، ولا بإقامة دويلات ضمن الدولة، ولا بإقامة جيوش إلى جانب الجيش اللبناني ولا بإقامة الوية الى جانب الوية الجيش اللبناني. وإذا كان ثمة نقصٌ، فلنستدعي الاحتياط، كونه الوحيد الذي يستطيع الاضطلاع بمهمات ثابتة.
الوزير شهيب
وقال الوزير اكرم شهيب بعد اللقاء: لقد تشاورنا في كل الامور الطارئة والقادمة، واكدنا "اهمية النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس"، والتمسك بالطائف والدستور امر اساسي في هذا الظرف الصعب، ودعم الجيش والقوى الامنية بكامل القدرات في هذا الظرف الدقيق الذي نمر به ان كان على صعيد الوضع الداخلي او على الحدود او في المنطقة المشتعلة، كما اكدنا الحفاظ على المؤسسات ان كان مجلس الوزراء او العودة الى المجلس النيابي خاصة في الامور الحياتية الملحة للناس وللوطن، وهناك قضايا معيشية يومية لا يجوز ابدا ان نعطل المرافق الدستورية الاساسية.
النائب ماروني
واوضح النائب ايلي ماروني بعد اللقاء: الاجتماع مع الرئيس سليمان باعتباره العين الساهرة على الوطن والمواطن، واغتنمت المناسبة لتهنئته، كون اللقاء الذي حصل امس بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بما ادى الى تنفيس اجواء في المجتمع المسيحي واجواء ايجابية نأمل ان تثمر، اذ بعدما اطلعنا على اعلان النوايا الصادر عن اللقاء وجدنا انه شبيه جدا بـ"اعلان بعبدا" في كثير من البنود والتفاصيل وحتى ببعض الفقرات، لذلك هذا انتصار جديد للرئيس سليمان عبر "اعلان بعبدا" الذي ساهمت الكتائب من خلال طاولة الحوار في اقراره، وهو انتصار لحزب الكتائب الذي كان حريصا ومشجعا على الحوار بين كل الاطراف اللبنانية لان الحوار هو وسيلة التواصل الوحيد بين اللبنانيين ومن دون حوار لا يمكن ان نصل. وكانت الامنية مشتركة بيننا لو اثمر لقاء الامس واعلان النوايا حضور من قبل نواب التيار الوطني الحر المقاطعين والمعطلين لانتخاب رئيس جمهورية ولو شكلي يساهم في حلحلة الاوضاع ويبشرنا بامكانية انتخاب رئيس في المدى المنظور.
وامل في تعزيز الحوار في لبنان وان يتواصل الحوار بين كل الاطراف اللبنانية وان نبدأ بقرن الاقول بالافعال، اما يستمر كل الاطراف في اصدار البينات والمواقف من دون ان تقرن بفعل نكون لا نفعل شيئا ونزيد الاحباط عند كل اللبنانيين.
وردا على سؤال حول القول بأن اول الخاسرين من لقاء القوات والتيار الوطني الحر هو حزب الكتائب، اكد النائب ماروني، انه اذا كان ربح الدولة وتنفيس الاجواء والمصالحة المسيحية المسيحية خسارة للكتائب فنحن نرحب بهذه الخسارة، نحن في تاريخنا الطويل ضحينا وقدمنا الشهداء وعشنا النفي والقتل والموت من اجل انقاذ المسيحيين وانقاذ لبنان، ونحن مع كل ما من شأنه تعزيز الوحدة المسيحية، والكتائب موجودة في كل المطارح، هي حليفة للقوات اللبنانية وليست بحاجة لحوار مع القوات، وليست على خصومة او حرب مع التيار الوطني الحر حتى نقوم بحوار وكذلك نتواصل معهم عبر النواب والوزراء، ايضا الكتائب تتواصل مع كل الاطراف في 14 و8 اذار وعلاقتها جيدة مع الرئيس بري وهناك علاقة لا بأس بها مع حزب الله من خلال الحوار الذي اتولاه شخصيا، وبالتالي الكتائب موجودة في كل مكان ومؤتمرنا الاسبوع القادم الذي يأتي لتجديد شباب حزب الكتائب اكبر اشارة ان هذا الحزب الى مائة سنة قادمة.
السنيورة
زيارتي لفخامة الرئيس كانت مناسبة للتداول في اكثر من مسألة تهم اللبنانيين ولبنان في هذه الآونة أكان ذلك في استمرار موضوع الشغور في الموقع الرئاسي ما يشكل اشكالية كبيرة جداًبالنسبة للبنانيين وللفرص المتاحة امامهم وعدم وجود رئيس جمهورية منتخب، ما يعطل الكثير ويتحمل مسؤوليته الذين يستمرون في عدم النزول الى مجلس النواب.
واليوم كانت الجلسة 24 لمجلس النواب ولم يكن هناك النصاب اللازم من أجل الانتخاب وانتخاي الرئيس مسألة تهم كل اللبنانيين وليس فريقا واحدا منهم والرئيس هو الذي يحدد الدستور ويمثل رمز وحدة اللبنانيين وهو الذي ينبغي ان تكون لديه الامكانات والقدرة بانتخابه ان يجمع اللبنانيين نحو اماكن مشتركة بين بعضهم.
ولفت السنيورة الى "ان هذه الفترة هي فترة دقيقة تتطلب الكثير من الحكمة والتبصر والعودة الى كل ما اتفقنا عليه في الحوار لا سيما في موضوع "اعلان بعبدا" والذي كان الفضل الكبير فيه لفخامة الرئيس في عرضه وبالتالي أقر من قبل الجميع على رغم اننا نرى البعض اما يغفله او يغفل ذكره او لا يشير اليه بالشكل الصحيح وهو العمل على تحييد لبنان لا سيما ازاء هذه العواصف الشديدة التي تمر بها المنطقة العربية ويتأثر بها لبنان، والخطورة التي نواجهها ان لبنان بدل من ان يمنع مجيئ النيران المشتعلة اليه يبادر البعض من هؤلاء اللبنانيين الى التدخل في الشؤون الخارجية ان كان ذلك في سوريا او في غير سوريا وبالتالي استعين بالمثل الذي يقول: "ما تدق بالحمى بيجيك البردية" والذي يحصل ان هناك من يعتقد انه يمنع مجيئ النيران الى لبنان الا ان هذه العملية ادت الى ادخال لبنان في هذه المشكلة ومنذ البداية كانت التبريرات واهية وغير صحيحة وما جرى هو عملية توريط للبنان وللبنانيين في هذا الصراع وجعل لبنان في حالة غير منسجمة مع محيطه العربي وهذا ما يجب ان نحرص عليه بان يكون لبنان في حالة انسجام مع المحيط العربي لأنه المجال الحيوي امام اللبنانيين وقد شهدنا ذلك من خلال الزيارات التي يقوم بها اللبنايون وعدد من المسؤولين الى المنطقة العربية ويشيرون على لبنان واللبنانيين بضرورة التبصر والحفاظ على مصالح اللبنانيين المنتشرين في كل العالم لا سيما في المنطقة العربية ما يتطلب المزيد من الوعي والحكمة، ونحن من تجربة فخامة الرئيس وحكمته نستطيع الكثير من العبر في هذا الشأن.
3\6\2015
إرسال تعليق