0
التحولات في المواقف السياسية اللبنانية وعدم الثبات أو "سياسة الممكن" السارية المفعول والتقلب باتوا أمراً واقعياً في اكثرية المؤتمرات الصحفية والندوات السياسية والتصريحات والبيانات والخطابات، لكن هذه التحولات لم تستثمر بعد في برنامج تلفزيوني يحمل عنواناً: "من الأول للأخر" فتتم مقارنة أول حلقة تلفزيونية لسياسي ببداية عمله السياسي بآخر اطلالة.
 
كم سيكون الفرق كبيراً والتقلب كثيراً. ربما قلة قليلة لا تزال على مواقفها ومبادئها. فكم سنرى في هذا البرنامج "حلفاء اليوم وخصوم الأمس" أو العكس.
 
كم سنرى أسماء نقلت البندقية من كتف إلى أكتاف. وكم سنستمتع بمشاهدة هؤلاء من حلقات البدايات في السياسة إلى آخر الإطلالات. التحولات في لبنان ليست نقيضة التخيلات، فكم من سياسي صرح وقال أنه يتوقع أن يمشي على جثته قبل ان يزور السياسي الفلاني أو الدولة العلتانية، لكنه فعل وزار وصرح وشكر وبارك وتبرك...
 
وكم من سياسي انتقد خصماً سابقاً ثم شبك يده بيده في اللوائح الإنتخابية، وظهرا في الصورة مثل "الأخوَين شحادة" وثنائيتهما على المسرح. لقاء الرابية الأخير بين "الجنرال والحكيم" فتح شهيتنا على تخيل بعض المشاهد في اليوميات السياسية على طريقة أغنية المطرب وائل كفوري "معقول تشتي بآب وتتلج عالدنيي كلا".
 
لنتخيل مثلاً النائب محمد رعد في البيت الأبيض في صورة باسمة تجمعه بالرئيس باراك أوباما ولنتخيل النائب عقاب صقر في "قصر الضيافة" في سوريا يعانق الرئيس بشار الأسد.
 
لنتخيل الوزير السابق عصام بو جمرا في قصر بسترس يلتقي وزير الخارجية جبران باسيل ولنتخيل أيضاً رئيس حزب الكتائب المقبل النائب سامي الجميّل يجري تعديلاً في الترشيحات ويرشح ابن عمه النائب نديم الجميّل في الدورة المقبلة عن المتن.
 
لنتخيل حلقة من برنامج "كلام الناس" يقدم فيها الإعلامي مرسال غانم مناظرة تلفزيونية ساخنة بين وزيرة المهجرين القاضية أليس الشبطيني وعضو تكتل التغيير والإصلاح النائب جيلبرت زوين. الأولى تريد عودة الرئيس ميشال سليمان إلى القصر الجمهوري والثانية مع وصول العماد ميشال عون إلى بعبدا ولا قواسم مشتركة بينهما سوى اسم ميشال وكثرة الوفاء له.
 
لنتخيل النائب محمد عبد اللطيف كبارة في مؤتمره الصحافي يوجه دعوة للنائب ميشال عون لزيارة طرابلس، والنائب خالد الضاهر يزيح الستارة في بلدته "العكارية" عن تمثال للسيدة العذراء داعياً إلى دعم السياحة الدينية المسيحية والمسلمة بالتساوي. لنتخيل النائب السابق فارس سعَيد يطل في برنامج "بموضوعية" مع الإعلامي وليد عبود ويعلن انتقاله إلى صفوف الثامن من آذار.
 
ولنسترسل أكثر في المخيلات: النائب أسعد حردان يولم على شرف السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان ويصرح بعد الغذاء: أدعو حزب الله إلى الخروج من سوريا. والنائب علي بزي يدلي بتصريح يعتبر فيه عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده مقاوماً. أو النائب السابق أسامة سعد يدعو مناصريه في صيدا إلى التجمع قبالة دارة آل حريري والهتاف تأيداً: قللا لأمك قللا صيدا لبهية كللا...
 
لنتخيل في المشهد السياسي الوزير وائل أبو فاعور في الجاهلية، مصرحاً: الوزير السابق وئام وهاب مرجعية ثالثة في طائفة الموحدين الدروز.
 
لنخفف من حجم التخيلات ونطرح هذا المشهد: الوزير السابق فايز غصن يبايع ابن عمه النائب نقولا غصن، والنائب هادي حبيش يعلن عزوفه خوض الإنتخابات ويدعو ابناء القبيات للإقتراع للنائب السابق مخايل الضاهر.
 
التخيلات لسيت تعجيزية التحقيق وليس بالضرورة في ما أسلفناه لكن "سياسة الممكن" في لبنان جعلت مرة الوزير والنائب جان عبيد نائباً خلفاً للرئيس الراحل كميل شمعون والنائب السابق الياس عطا الله نائباً عن طرابلس والأمثلة في نبع التحولات لا تنضب!

روبير فرنجية - ليبانون فايلز 9\6\2015

إرسال تعليق

 
Top