نجا عشاق نادي برشلونة الإسباني، في سوريا، من الاعتقال، بعد دعوات تستنكر حماسهم وولعهم الشديدين بهذا النادي العريق. خصوصا أن الدعوات إلى اعتقالهم، كانت لإلحاقهم في جيش النظام، للقتال، عوضاً من متابعة كرة القدم.
وكان نادي برشلونة العريق، قد فاز في المباراة النهائية التي جمعته بنادي يوفنتوس الإيطالي، بثلاثة أهداف مقابل هدف، أمس السبت، محققاً فوزه الخامس في دوري أبطال أوروبا، في المباراة التي أقيمت على أرض ملعب برلين الأولمبي.
ومثلما كانت المقاهي، المكان البديل عن أرض الملعب، في مختلف أنحاء العالم، للاحتشاد ومتابعة مجريات المباريات، فقد اجتمع عشاق كرة القدم، وتحديداً منهم عشاق نادي برشلونة الإسباني، في بعض المقاهي السورية، وتحديدا في المنطقة الساحلية، إلا أن عشاق النادي كانوا عرضة للاعتقال بقصد الإلحاق في صفوف جيش النظام السوري، بعدما استغل بعض الموالين خبر احتشاد الشبان اليافعين، في مقاهي اللاذقية وطرطوس، عوضاً من أن يحتشدوا "للقتال في صفوف الجيش السوري".
فقد قامت بعض وسائل الإعلام الموالية، بالدعوة للاقتصاص من مشجّعي نادي برشلونة، بسبب حماسهم المفرط للكرة الإسبانية أكثر من حماسهم للالتحاق في صفوف جيش النظام السوري. وعبّرت الصفحات الاجتماعية الموالية عن هذا التبرّم بحماس الشباب للكرة أكثر من اندفاعهم للقتال في أرض المعارك، حتى وصلت الدعوات إلى استغلال خبر احتشاد عشاق النادي الإسباني، في المقاهي، لإرسال دوريات عسكرية وأمنية لاعتقالهم وإلحاقهم في عداد الجيش.
شعبة التجنيد فارغة والمقاهي "كومبليت"
وكان الإعلام السوري، منذ أسبوعين، يقوم ببث برامج ودعوات عن ضرورة الالتحاق بالجيش، مع إغراءات بزيادة المرتّبات للمنضمين إلى صفوفه وقتال المعارضة، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بإغراءات زيادة المرتّب، إلا أن الدعوة لم تجد صدى مناسبا لمطلقيها، ذلك أن خسائر جيش النظام المتوالية، وارتفاع أعداد قتلى النظام في أكثر من منطقة، إلى الدرجة التي طلب فيها النظام النجدة من حلفائه، عبر إرسال مقاتلين أجانب للقتال في صفوفه، دفعت بأعداد غفيرة من الشبان السوريين، سواء منهم الذي سبق لهم الخدمة العسكرية أو أنه لم يلتحق بعد، بالإحجام عن تلبية الدعوة، وعدم الاهتمام بوعود زيادة المرتّب.
أمّا المكان الرسمي لتجميع الملتحقين بالجيش، فهو ما يعرف بشعبة التجنيد، حيث كانت الشعبة فارغة، ولا يأتي إليها إلا الملتحقون قسرا بعد اعتقال ومداهمة المتهرب في مكان هروبه. الأمر الذي أثار غيظ الموالين من هذا الفراغ في شعبة التجنيد، مقابل احتشاد الشبان في المقهى لمتابعة النادي الكتالوني: "الأصوات التي تصدح في اللاذقية، ليست أصوات الشباب وهم على أبواب شعبة التجنيد، للتهافت على حماية الوطن ولكن تلك الأصوات هي للدفاع عن برشلونة في حملة الدفاع عن اللقب"، ثم تضيف الشبكة الموالية تعليقا على خبرها، بأنه لو جاءت دورية أمن أو دورية عسكرية إلى المقهى، لتظاهر الموجودين بأنهم منكبّون على الدراسة، بقصد نيل التأجيل الدراسي من الخدمة العسكرية النظامية!
اللعنة على برشلونة!
حفلت الصفحات الموالية، بتوجيه الشتائم للنادي العريق، كونه اجتذب الشبان أكثر مما اجتذبهم جيش النظام السوري، وعبّر البعض من ناشطي النظام عن حنقهم إزاء ما حصل من فراغ شعبة التجنيد وامتلاء مقهى كرة القدم: "لعنة الله عليهم هالحريم (النسوة)"، ودعا آخر لسوق الشباب إجباريا للانخراط في الجيش واصفا المتخلّف عن الخدمة، تلك، بالجبان، أمّا معلّق فيصب اللعنة على نادي برشلونة، فيبادره زميله بالدعوة للذهاب إلى المقهى واعتقال متابعي المباراة: "الأفضل لو تنزل الدوريات وتبحث عن المتخلفين عن الاحتياط".
فرار جماعي قبل انتهاء المباراة
القلق على مصير برشلونة، والقلق على مصير متابعي المباراة في المقهى، هَيْمَنا على الشباب الحالمين بفوز فريقهم. بعد أن تناهى إلى أسماعهم نبأ مفاده أن أمن النظام، بعد دعوات التحريض الموالية لاعتقال أنصار برشلونة المتخلفين عن خدمة الجيش، سيقوم بتسيير دوريات أمنية وعسكرية لاعتقال المتهربين والمتخلفين عن الاحتياط، لإلحاقهم قسراً في الخدمة العسكرية.
وقبل انتهاء المباراة، بدقائق، بدأ فرارٌ جماعي من المقاهي، وفي كل الاتجاهات، هرباً من الاعتقال، ولحظة فوز برشلونة، بدأ إطلاق النار احتفالا بفوز الفريق الاسباني. ولشدة إطلاق النار، ظن عشاق برشلونة، الهاربون قبل انتهاء المباراة تفاديا للاعتقال، بأن إطلاق النار سببه معركة ما بين دوريات الأمن وجماهير النادي العريق المطلوبين للخدمة. فأسرع الهاربون بالركض، والمختبئون بالاختباء، والفارّون بالفرار.
أمّا المواطنون العاديون، فقد ظنوا أن هناك حرباً ما بين قوات النظام وقوات المعارضة في الساحل، مما أثار حنق الموالين أكثر فأكثر، فسارعوا إلى الكتابة على صفحاتهم: "من غير المعقول إطلاق الرصاص فرحاً إذا فاز برشلونة ونحن في حالة دفاع عن الوطن" شيء مقرف حقا".
وانتهت التعليقات، بعد أن تحولت تلك الصفحات الموالية، إلى استبيان عفوي للرأي العام، ظهر فيه عزوف الشباب عن الانخراط في جيش النظام. بدليل، فراغ شعبة التجنيد، وعدم تلبية الدعوات بالتعبئة العامة رغم وعود زيادة المرتّبات، وآخرها: عشق نادي برشلونة الذي جذب الشبان أكثر مما جذبتهم دعوات الالتحاق بالخدمة الاحتياطية في صفوف جيش النظام السوري.
"العربية" -7\6\2015
وكان نادي برشلونة العريق، قد فاز في المباراة النهائية التي جمعته بنادي يوفنتوس الإيطالي، بثلاثة أهداف مقابل هدف، أمس السبت، محققاً فوزه الخامس في دوري أبطال أوروبا، في المباراة التي أقيمت على أرض ملعب برلين الأولمبي.
ومثلما كانت المقاهي، المكان البديل عن أرض الملعب، في مختلف أنحاء العالم، للاحتشاد ومتابعة مجريات المباريات، فقد اجتمع عشاق كرة القدم، وتحديداً منهم عشاق نادي برشلونة الإسباني، في بعض المقاهي السورية، وتحديدا في المنطقة الساحلية، إلا أن عشاق النادي كانوا عرضة للاعتقال بقصد الإلحاق في صفوف جيش النظام السوري، بعدما استغل بعض الموالين خبر احتشاد الشبان اليافعين، في مقاهي اللاذقية وطرطوس، عوضاً من أن يحتشدوا "للقتال في صفوف الجيش السوري".
فقد قامت بعض وسائل الإعلام الموالية، بالدعوة للاقتصاص من مشجّعي نادي برشلونة، بسبب حماسهم المفرط للكرة الإسبانية أكثر من حماسهم للالتحاق في صفوف جيش النظام السوري. وعبّرت الصفحات الاجتماعية الموالية عن هذا التبرّم بحماس الشباب للكرة أكثر من اندفاعهم للقتال في أرض المعارك، حتى وصلت الدعوات إلى استغلال خبر احتشاد عشاق النادي الإسباني، في المقاهي، لإرسال دوريات عسكرية وأمنية لاعتقالهم وإلحاقهم في عداد الجيش.
شعبة التجنيد فارغة والمقاهي "كومبليت"
وكان الإعلام السوري، منذ أسبوعين، يقوم ببث برامج ودعوات عن ضرورة الالتحاق بالجيش، مع إغراءات بزيادة المرتّبات للمنضمين إلى صفوفه وقتال المعارضة، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بإغراءات زيادة المرتّب، إلا أن الدعوة لم تجد صدى مناسبا لمطلقيها، ذلك أن خسائر جيش النظام المتوالية، وارتفاع أعداد قتلى النظام في أكثر من منطقة، إلى الدرجة التي طلب فيها النظام النجدة من حلفائه، عبر إرسال مقاتلين أجانب للقتال في صفوفه، دفعت بأعداد غفيرة من الشبان السوريين، سواء منهم الذي سبق لهم الخدمة العسكرية أو أنه لم يلتحق بعد، بالإحجام عن تلبية الدعوة، وعدم الاهتمام بوعود زيادة المرتّب.
أمّا المكان الرسمي لتجميع الملتحقين بالجيش، فهو ما يعرف بشعبة التجنيد، حيث كانت الشعبة فارغة، ولا يأتي إليها إلا الملتحقون قسرا بعد اعتقال ومداهمة المتهرب في مكان هروبه. الأمر الذي أثار غيظ الموالين من هذا الفراغ في شعبة التجنيد، مقابل احتشاد الشبان في المقهى لمتابعة النادي الكتالوني: "الأصوات التي تصدح في اللاذقية، ليست أصوات الشباب وهم على أبواب شعبة التجنيد، للتهافت على حماية الوطن ولكن تلك الأصوات هي للدفاع عن برشلونة في حملة الدفاع عن اللقب"، ثم تضيف الشبكة الموالية تعليقا على خبرها، بأنه لو جاءت دورية أمن أو دورية عسكرية إلى المقهى، لتظاهر الموجودين بأنهم منكبّون على الدراسة، بقصد نيل التأجيل الدراسي من الخدمة العسكرية النظامية!
اللعنة على برشلونة!
حفلت الصفحات الموالية، بتوجيه الشتائم للنادي العريق، كونه اجتذب الشبان أكثر مما اجتذبهم جيش النظام السوري، وعبّر البعض من ناشطي النظام عن حنقهم إزاء ما حصل من فراغ شعبة التجنيد وامتلاء مقهى كرة القدم: "لعنة الله عليهم هالحريم (النسوة)"، ودعا آخر لسوق الشباب إجباريا للانخراط في الجيش واصفا المتخلّف عن الخدمة، تلك، بالجبان، أمّا معلّق فيصب اللعنة على نادي برشلونة، فيبادره زميله بالدعوة للذهاب إلى المقهى واعتقال متابعي المباراة: "الأفضل لو تنزل الدوريات وتبحث عن المتخلفين عن الاحتياط".
فرار جماعي قبل انتهاء المباراة
القلق على مصير برشلونة، والقلق على مصير متابعي المباراة في المقهى، هَيْمَنا على الشباب الحالمين بفوز فريقهم. بعد أن تناهى إلى أسماعهم نبأ مفاده أن أمن النظام، بعد دعوات التحريض الموالية لاعتقال أنصار برشلونة المتخلفين عن خدمة الجيش، سيقوم بتسيير دوريات أمنية وعسكرية لاعتقال المتهربين والمتخلفين عن الاحتياط، لإلحاقهم قسراً في الخدمة العسكرية.
وقبل انتهاء المباراة، بدقائق، بدأ فرارٌ جماعي من المقاهي، وفي كل الاتجاهات، هرباً من الاعتقال، ولحظة فوز برشلونة، بدأ إطلاق النار احتفالا بفوز الفريق الاسباني. ولشدة إطلاق النار، ظن عشاق برشلونة، الهاربون قبل انتهاء المباراة تفاديا للاعتقال، بأن إطلاق النار سببه معركة ما بين دوريات الأمن وجماهير النادي العريق المطلوبين للخدمة. فأسرع الهاربون بالركض، والمختبئون بالاختباء، والفارّون بالفرار.
أمّا المواطنون العاديون، فقد ظنوا أن هناك حرباً ما بين قوات النظام وقوات المعارضة في الساحل، مما أثار حنق الموالين أكثر فأكثر، فسارعوا إلى الكتابة على صفحاتهم: "من غير المعقول إطلاق الرصاص فرحاً إذا فاز برشلونة ونحن في حالة دفاع عن الوطن" شيء مقرف حقا".
وانتهت التعليقات، بعد أن تحولت تلك الصفحات الموالية، إلى استبيان عفوي للرأي العام، ظهر فيه عزوف الشباب عن الانخراط في جيش النظام. بدليل، فراغ شعبة التجنيد، وعدم تلبية الدعوات بالتعبئة العامة رغم وعود زيادة المرتّبات، وآخرها: عشق نادي برشلونة الذي جذب الشبان أكثر مما جذبتهم دعوات الالتحاق بالخدمة الاحتياطية في صفوف جيش النظام السوري.
"العربية" -7\6\2015
إرسال تعليق