القلق من تقسيم سوريا حقيقي. قيام «دولة علوية» تمتد من كسب إلى دمشق فالقصير، بدأت ترسم حدودها بالدماء، وفي مواجهتها دولة تضم السُنَّة بقيادة «النصرة» و«داعش»، وثانية من الأكراد. المعارك الأخيرة تؤشّر إلى ذلك. رغم تصاعد القلق، فإنّ أوساط المعارضة السورية في باريس ترى أنّ تقسيم سوريا لن يتم ليس لأنّه ممنوع ولكن لأنّ السُنَّة لن يسمحوا بذلك ولو وقع مليون قتيل.
عسكرياً، كل فريق يُحضِّر نفسه لمعارك غير مسبوقة في شهر رمضان القادم. تؤكد مختلف الأوساط أنّ النظام يريد استعادة جسر الشغور، في حين أنّ المعارضة تريد خرق جبهة حمص وحماه معاً، من الريفَين الحمصي والحموي، حيث الاستعدادات والدعم الشعبي قائمان. أيضاً ستُصعِّد المعارضة المسلحة في دمشق. كل فريق أي النظام الأسدي والمعارضة يؤكد تحقيقه لانتصارات غير مسبوقة. المعارضة بمختلف فصائلها ترى أنّ الهدف الاساسي من هذا التصعيد هو كسر مشروع النظام الأسدي في قيام «الدولة العلوية» المتّصلة بالبقاع. من هنا تبدو معركة عرسال قائمة. دور «حزب الله» وصل القصير بالجنوب اللبناني عبر تنظيف «الشريط العرسالي» وصولاً إلى البقاع الغربي من الوجود العسكري لـ«داعش» و«النصرة» والجيش الحر. بهذا يصبح «ظهر» «الدولة العلوية» محمياً، وفي الوقت نفسه يضمن «حزب الله» استمرار تواصله مع ما تبقى من النظام الأسدي وأراضي الدولة العلوية. لذلك يُقال إنّ عرض إيران إنشاء خط بحري بين طرطوس وإيران هو لضمان الإمدادات العسكرية للنظام الأسدي والحزب معاً.
انخراط «الدولة الخامنئية» أصبح رسمياً في الحرب في سوريا. انتهى زمن المستشارين الذين قُتل منهم ستة جنرالات رسمياً. الآن انتشر آلاف من «الباسدار» من «الحرس الثوري» في القتال. لا يهم عددهم سواء كانوا سبعة آلاف أو عشرين ألفاً. المهم أنّ المرشد آية الله علي خامنئي، تأكد أنّ الجيش السوري ومقاتلي «حزب الله» والميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية لم يعد بإمكانهم الدفاع عن النظام الأسدي، لذلك تقرَّر الانخراط العسكري المباشر. البداية عدّة آلاف من الجنود، أمّا في النهاية فلا أحد يمكنه ضبط الانزلاق إلى الهاوية. من الواضح أنّ النظام الخامنئي قرّر أن «يحرق كل مراكبه لإنقاذ النظام الأسدي»، خصوصاً انّ المفاوضات ستبدأ رسمياً حول الوضع الاقليمي مع الولايات المتحدة الأميركية بعد أقل من شهر. لقد قدّمت إيران تنازلات ضخمة للحصول على الاتفاق النووي، لعل أبرزها «السماح بتفتيش المواقع العسكرية». وهي تريد التعويض بالنفوذ الاقليمي.
في باريس، لم يعد السؤال بين دول التحالف هل يسقط الأسد، وإنّما كيف ومتى يجب إسقاطه؟ من الواضح أنّ فرنسا وتركيا والسعودية متحالفون متضامنون بتسريع سقوط الأسد، لأنّ استمراره يقوّي «داعش» ويضع سوريا تحت «سكين» التقسيم كما يخطط الأسد الذي أصبح مشروع الدويلة هو الخطة «ب» لمواجهة الهزيمة. الرئيس التركي الطيب رجب اردوغان أبلغ الجميع أن «لا حل سياسيا وأنّ الوضع سيُحسم قبل نهاية العام الجاري». تقسيم سوريا وقيام دولة علوية ومن ثم كيان كردي هو خطر قومي على الدولة التركية. واشنطن تريد مواجهة «داعش» أولاً ثم الأسد. هذا الفصل بين الهدفين «يزعج» الحلفاء. أحد أهداف التصعيد العسكري للمعارضة المدعومة من «الترويكا» السعودية التركية الفرنسية وضع واشنطن أمام الأمر الواقع. واشنطن معتادة التعامل مع المستجدات بواقعية.
روسيا ما زالت «العقدة». سحب عائلات خبرائها يؤكد شعور موسكو بأنّ الخطر أصبح كبيراً ويلامس مصالحها، خصوصاً بعد أن وضع الأسد نفسه تحت إمرة طهران والجنرال قاسم سليماني.
مرّت ذكرى الخامس من حزيران دون أن يرمي أحد «النكسة» ولو بكلمة. في زمن الأسد و«داعش» أغرقت كل الأيام الجميلة والمحزنة. الخسارة الكبرى في كل ذلك فلسطين التي يبدو أنّها «الضحية» الكبرى لكل الحرب في سوريا.
السؤال الكبير في قلب هذا التصعيد: هل يمكن حماية لبنان من «كرات النار» المتدحرجة بسرعة كبيرة؟
عسكرياً، كل فريق يُحضِّر نفسه لمعارك غير مسبوقة في شهر رمضان القادم. تؤكد مختلف الأوساط أنّ النظام يريد استعادة جسر الشغور، في حين أنّ المعارضة تريد خرق جبهة حمص وحماه معاً، من الريفَين الحمصي والحموي، حيث الاستعدادات والدعم الشعبي قائمان. أيضاً ستُصعِّد المعارضة المسلحة في دمشق. كل فريق أي النظام الأسدي والمعارضة يؤكد تحقيقه لانتصارات غير مسبوقة. المعارضة بمختلف فصائلها ترى أنّ الهدف الاساسي من هذا التصعيد هو كسر مشروع النظام الأسدي في قيام «الدولة العلوية» المتّصلة بالبقاع. من هنا تبدو معركة عرسال قائمة. دور «حزب الله» وصل القصير بالجنوب اللبناني عبر تنظيف «الشريط العرسالي» وصولاً إلى البقاع الغربي من الوجود العسكري لـ«داعش» و«النصرة» والجيش الحر. بهذا يصبح «ظهر» «الدولة العلوية» محمياً، وفي الوقت نفسه يضمن «حزب الله» استمرار تواصله مع ما تبقى من النظام الأسدي وأراضي الدولة العلوية. لذلك يُقال إنّ عرض إيران إنشاء خط بحري بين طرطوس وإيران هو لضمان الإمدادات العسكرية للنظام الأسدي والحزب معاً.
انخراط «الدولة الخامنئية» أصبح رسمياً في الحرب في سوريا. انتهى زمن المستشارين الذين قُتل منهم ستة جنرالات رسمياً. الآن انتشر آلاف من «الباسدار» من «الحرس الثوري» في القتال. لا يهم عددهم سواء كانوا سبعة آلاف أو عشرين ألفاً. المهم أنّ المرشد آية الله علي خامنئي، تأكد أنّ الجيش السوري ومقاتلي «حزب الله» والميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية لم يعد بإمكانهم الدفاع عن النظام الأسدي، لذلك تقرَّر الانخراط العسكري المباشر. البداية عدّة آلاف من الجنود، أمّا في النهاية فلا أحد يمكنه ضبط الانزلاق إلى الهاوية. من الواضح أنّ النظام الخامنئي قرّر أن «يحرق كل مراكبه لإنقاذ النظام الأسدي»، خصوصاً انّ المفاوضات ستبدأ رسمياً حول الوضع الاقليمي مع الولايات المتحدة الأميركية بعد أقل من شهر. لقد قدّمت إيران تنازلات ضخمة للحصول على الاتفاق النووي، لعل أبرزها «السماح بتفتيش المواقع العسكرية». وهي تريد التعويض بالنفوذ الاقليمي.
في باريس، لم يعد السؤال بين دول التحالف هل يسقط الأسد، وإنّما كيف ومتى يجب إسقاطه؟ من الواضح أنّ فرنسا وتركيا والسعودية متحالفون متضامنون بتسريع سقوط الأسد، لأنّ استمراره يقوّي «داعش» ويضع سوريا تحت «سكين» التقسيم كما يخطط الأسد الذي أصبح مشروع الدويلة هو الخطة «ب» لمواجهة الهزيمة. الرئيس التركي الطيب رجب اردوغان أبلغ الجميع أن «لا حل سياسيا وأنّ الوضع سيُحسم قبل نهاية العام الجاري». تقسيم سوريا وقيام دولة علوية ومن ثم كيان كردي هو خطر قومي على الدولة التركية. واشنطن تريد مواجهة «داعش» أولاً ثم الأسد. هذا الفصل بين الهدفين «يزعج» الحلفاء. أحد أهداف التصعيد العسكري للمعارضة المدعومة من «الترويكا» السعودية التركية الفرنسية وضع واشنطن أمام الأمر الواقع. واشنطن معتادة التعامل مع المستجدات بواقعية.
روسيا ما زالت «العقدة». سحب عائلات خبرائها يؤكد شعور موسكو بأنّ الخطر أصبح كبيراً ويلامس مصالحها، خصوصاً بعد أن وضع الأسد نفسه تحت إمرة طهران والجنرال قاسم سليماني.
مرّت ذكرى الخامس من حزيران دون أن يرمي أحد «النكسة» ولو بكلمة. في زمن الأسد و«داعش» أغرقت كل الأيام الجميلة والمحزنة. الخسارة الكبرى في كل ذلك فلسطين التي يبدو أنّها «الضحية» الكبرى لكل الحرب في سوريا.
السؤال الكبير في قلب هذا التصعيد: هل يمكن حماية لبنان من «كرات النار» المتدحرجة بسرعة كبيرة؟
أسعد حيدر - المستقبل 6\6\2015
إرسال تعليق