هذا ما اقترحناه ورددناه مراراً لسنوات عدة!. ولعله "الإتفاق السرّي" الذي سيُعلًن بعد إعطاء الجنرال – الذي فوجىء بزيارة صديقه اللدود كما قال (؟) – وقتاً كافياً كي "يتضبضب" مع حليفه حزب الله. في هذا ستكون ردة فعل الحزب الوشيكة مؤشراً مهماً على مسار الإتفاق الجديد. لكنه ما من شك أن زيارة جعجع الاستراتيجية للرابية جاءت بالنسبة لنصرالله غير متوقعة وعلى طريقة: فاجأناكم مو؟؟
"خارطة الطريق" لرئاسة الجمهورية أو إعلان النوايا الذي أذيع على الملاْ، والذي يحمل بوضوح بصمات البطريرك الراعي وسيحصل على بركته، تدحض أي إبهام أو غموض حول تصرف عون كرئيس مقبل وبخاصة في ظل اتفاقيته مع الحزب. فبموجبه سينتقل الحكيم إلى المعارضة مع "رفاق الصف" في تيار المستقبل ليحصي عليه حركاته. وما يثلج الصدر أن التركيز الأول على قانوني الإنتخاب واستعادة الجنسية سيكونان على رأس الأولويات من الآن فصاعداً. أما استطلاع الرأي حول انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب (مبادرة عونية اقترحناها عليه منذ 5 سنوات ضمن مخطط "لبنان المقبل") فقد آن أوانه كي "يُعيِّن" الشعبُ الرئيس لأول مرة وليس السفارات أو الإخوان العرب. والعبرة بعد هذا السيناريو تأتي في التنفيذ الذي لا يحتمل أي تأخير.
هل تنفتح مصر للوسطية الإسلامية؟
كلام الرئيس السيسي لعلماء الأزهر بمناسبة المولد النبوي كانت ثلجاً على النار حين دعاهم إلى مراجعة النصوص الدينية قائلاً: "هناك نصوص دينية نقدسها من مئات السنين تعادي الدنيا كلها"، وأضاف "النصوص التي نقدسها تدفع بالأمة أن تكون مصدراً للقلق والقتل والتدمير"، وطالب بقيام "ثورة دينية" تراجع وتصحح النصوص التي استحكمت في النفوس. وتأتي مصر بعد تونس التي تحكمت بالمراءاة الدينية وألغت "بدعة" حجاب المرأة، ثم الكويت حيث أعلن وزير التربية بدر العيسى مؤخراً أن "الوزارة بدأت بمراجعة مناهج التربية الإسلامية لمواجهة الغلو والتطرف واهتزاز منظومة القيم".
لكن المشكلة هنا: هل يمكن التوصل إلى وسطية الإسلام "باجتزاء" نصوصه دون إلغاء بعضها؟ الإلغاء مستحيل لنقضه إيمانية التنزيل الإلهي. هنا لا بد من استعراض مراحل القرآن الثلاث: الأيات المكّية التصالحية ونشرها "بالحكمة والموعظة الحسنة"، الآيات المدنية التصادمية لدعم الفتوحات، ثم قرآن عثمان النهائي الذي اختزل وبعثر الكثير من السور والآيات. القرآن مُنزل ولا شك، بمعنى أنه "وحي يوحى" لكنه كتبته بشر أسوياء ومن بينهم معاوية وعثمان، تماماً كالتوراة والإنجيل. بعض آياته المدنية نزلت في حالات ظرفية لتخدم دواعي الفتح أو تحرّض على القتال، فخدمت أهدافها الآنية وفقدت صلاحياتها.. لكنها لا تزال ملهمة للمتطرفين الإسلاميين. تعاقب الأيدي والأحداث وسم القرآن الكريم "بالناسخ والمنسوخ" وفتح الباب مشرعاً لكل مسلم كي يفسره على هواه.
"خارطة الطريق" لرئاسة الجمهورية أو إعلان النوايا الذي أذيع على الملاْ، والذي يحمل بوضوح بصمات البطريرك الراعي وسيحصل على بركته، تدحض أي إبهام أو غموض حول تصرف عون كرئيس مقبل وبخاصة في ظل اتفاقيته مع الحزب. فبموجبه سينتقل الحكيم إلى المعارضة مع "رفاق الصف" في تيار المستقبل ليحصي عليه حركاته. وما يثلج الصدر أن التركيز الأول على قانوني الإنتخاب واستعادة الجنسية سيكونان على رأس الأولويات من الآن فصاعداً. أما استطلاع الرأي حول انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب (مبادرة عونية اقترحناها عليه منذ 5 سنوات ضمن مخطط "لبنان المقبل") فقد آن أوانه كي "يُعيِّن" الشعبُ الرئيس لأول مرة وليس السفارات أو الإخوان العرب. والعبرة بعد هذا السيناريو تأتي في التنفيذ الذي لا يحتمل أي تأخير.
هل تنفتح مصر للوسطية الإسلامية؟
كلام الرئيس السيسي لعلماء الأزهر بمناسبة المولد النبوي كانت ثلجاً على النار حين دعاهم إلى مراجعة النصوص الدينية قائلاً: "هناك نصوص دينية نقدسها من مئات السنين تعادي الدنيا كلها"، وأضاف "النصوص التي نقدسها تدفع بالأمة أن تكون مصدراً للقلق والقتل والتدمير"، وطالب بقيام "ثورة دينية" تراجع وتصحح النصوص التي استحكمت في النفوس. وتأتي مصر بعد تونس التي تحكمت بالمراءاة الدينية وألغت "بدعة" حجاب المرأة، ثم الكويت حيث أعلن وزير التربية بدر العيسى مؤخراً أن "الوزارة بدأت بمراجعة مناهج التربية الإسلامية لمواجهة الغلو والتطرف واهتزاز منظومة القيم".
لكن المشكلة هنا: هل يمكن التوصل إلى وسطية الإسلام "باجتزاء" نصوصه دون إلغاء بعضها؟ الإلغاء مستحيل لنقضه إيمانية التنزيل الإلهي. هنا لا بد من استعراض مراحل القرآن الثلاث: الأيات المكّية التصالحية ونشرها "بالحكمة والموعظة الحسنة"، الآيات المدنية التصادمية لدعم الفتوحات، ثم قرآن عثمان النهائي الذي اختزل وبعثر الكثير من السور والآيات. القرآن مُنزل ولا شك، بمعنى أنه "وحي يوحى" لكنه كتبته بشر أسوياء ومن بينهم معاوية وعثمان، تماماً كالتوراة والإنجيل. بعض آياته المدنية نزلت في حالات ظرفية لتخدم دواعي الفتح أو تحرّض على القتال، فخدمت أهدافها الآنية وفقدت صلاحياتها.. لكنها لا تزال ملهمة للمتطرفين الإسلاميين. تعاقب الأيدي والأحداث وسم القرآن الكريم "بالناسخ والمنسوخ" وفتح الباب مشرعاً لكل مسلم كي يفسره على هواه.
وهو يختلف عن التوراة والإنجيل بوصفه ديناً ودنيا. ما يؤهل الفكر الإسلامي المثقف ليمايز عصر الجمل والحصان عن عصر العولمة والإتصالات. السلف الصالح لم يؤتَ من العلم ما أوتي للعلماء المعاصرين الذين تترتب عليهم مسؤوليات النهوض بهذا الدين الحنيف ليواكب الحياة العصرية. ولدى تحكيم العقل خارج البوتقة الدينية المستحكمة، لا بد من الإعتراف أن الإنسان لم يُخلق لأجل الدين بل العكس هو الصحيح. فهل تتوصل الدعوة الجديدة في مصر والعالم العربي إلى إحلال وسطية فاعلة تسمو بالفكر الإسلامي للمساحات المضيئة التي شاءها الله له منذ القدم؟
د. هادي عيد - منبر "ليب تايم" 3\6\2015
إرسال تعليق