0
سنة بعد سنة، ومع تصاعد موجات العنف والفتن والإرهاب في البلدان المحيطة، يتأكد اللبنانيون من مدى الحاجة إلى «إعلان بعبدا»، ومدى أهمية تنفيذ بنوده «الـ16»، لتعزيز الأمن والاستقرار، في بلد أحوج ما يكون إلى تحصين جبهته الداخلية.
ثلاث سنوات مضت على إعلان بعبدا، بعد جولات حوار معقدة، ونصوصه تبدو وكأنها كتبت بماء الذهب، الذي يصعب محوه بسهولة، ويستحيل نكران قيمته، على عكس ما حاول ممثّل «حزب الله» إلى طاولة الحوار، الادعاء بأن هذه الوثيقة الوطنية المهمة، لا تساوي الحبر الذي كُتبت به!
من التزام نهج الحوار والتهدئة السياسية والإعلامية، إلى نبذ السلاح والعنف، ودعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية لفرض سلطة الدولة في مختلف المناطق اللبنانية، مبادئ تؤسس لثقافة وطنية رفيعة في معالجة الخلافات السياسية، وتجنب الانزلاق إلى الحروب العبثية.
تأكيد الثقة بلبنان كوطن نهائي وبصيغة العيش المشترك، والتمسك باتفاق الطائف وتنفيذ كامل بنوده، وتحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، وضبط الحدود اللبنانية - السورية، ومنع تهريب السلاح والمسلحين، كلها بنود لو تمّ الالتزام بها، والعمل على تنفيذها، لما كان البلد يتخبّط بمثل هذه الأزمة السياسية والوطنية، ولما كان لهذا الشغور الرئاسي أن يحصل، وما كانت المؤسسات الدستورية، وفي مقدمتها مجلس النواب اليوم، وقد يلحق به مجلس الوزراء غداً، تعاني من هذا الشلل الانتحاري والمدمّر.
قد يكون «إعلان بعبدا» من أهم إنجازات إدارة الرئيس ميشال سليمان لطاولة الحوار في عهده، ولكن هذا الإنجاز الوطني بامتياز، يبقى ملك الوطن المتعطش للوفاق والحوار، والأمن والاستقرار.
وما ورد في إعلان النيّات بين القوات والتيار العوني من أفكار ومفردات مستوحاة من إعلان بعبدا يُؤكّد تاريخية هذه الوثيقة الوطنية!

نون - اللواء 12\6\2015

إرسال تعليق

 
Top