0
إعترض بعض اللبنانيين على خلفية دينية على قرار وزير التربية الياس أبو صعب إقفال المدارس في الذكرى المئوية الأولى للمجازر الأرمنية.

وقد أتى هذا الإعتراض غداة الغضب التركي على قداسة البابا فرنسيس لوصفه المجازر الأرمنية بالإبادة فأراد المعترضون في لبنان أن يتناغموا مع هذا الموقف التركي المنطلق أيضاً من خلفية دينية قومية في آن واحد.

هذه الفئة المعترضة لم تفصح في اعتراضها ما إذا كانت تعتبر المواطنين الأرمن لبنانيين بالفعل وهي كما يبدو لاتعتبرهم كذلك بدليل رفضها لخطوة التضامن المتواضعة هذه في وقت تمارس هذه الجهات خطوات تضامنية أوسع بكثير وأخطر بكثير مع من هم من غير اللبنانيين وفي مقدمهم النازحون السوريون ولم يُسمع صوت أرمني أو غير أرمني يعترض على التضامن هذا.

في المسألة الأرمنية في لبنان كانت الإشكالية دائماً إشكالية سياسية ولم تكن يوماً إشكالية هوية لبنانية أو إشكالية طائفية.

ففي صفوف هذه الطائفة اللبنانية من قدم لهذا الوطن أكثر ممن هو لبناني منذ الأصول،وحفظوا لهذا البلد أنه فتح ربوعه لهم فعاشوا فيه واستفادوا من مقدراته وأعطوه في المقابل في مختلف المجالات ولم يحملوا يوماً سلاحاً كآخرين لجأوا إلى لبنان قديماً وحديثاً فعاثوا فيه فساداً وخراباً ودماراً وقتلوا أهله واستهلكوا مقدراته وبناه التحتية. هؤلاء هم من يتضامن معهم المعترضون على التضامن مع الأرمن.


بسام أبو زيد - "أل بي سي آي" - 23\4\2015

إرسال تعليق

 
Top