0
اي حدث مهم تشهده منطقة الشرق الاوسط، لا بد ان ينعكس بشكل او بآخر على جميع دول المنطقة، بما فيها لبنان، وهذا الانعكاس قد يكون ايجابيا او سلبيا، تبعا لتوافقه مع الثوابت الداخلية التي تقيم توازنا ما بين المكونات الطائفية او السياسية لاي بلد، او عدم توافقه مع هذه الثوابت، ولذلك فان توصل ايران الى توافق غير منجز بعد، مع الدول الخمس الكبرى، زائدا المانيا حول مشروعها النووي، يخضع حاليا للدرس والمراقبة، من جهة، وللتطمين او التخويف من جهة ثانية، بانتظار حلول نهاية شهر حزيران المقبل حيث تكرم ايران او تهان، بعد امتحان للدول الست يستمر ثلاثة اشهر.
بالطبع بعد 33 سنة على لعب حزب الله دورا مؤثرا على الساحة اللبنانية، وهو الحليف الاقوى لايران خارج حدودها، سيتأثر لبنان حتما، ما دام هذا التحالف قائما بنتائج حوار ايران مع المجتمع الدولي الذي تمثله الدول الست، ومن واجب الحكومة والقيادات السياسية ان تعمل ما يلزم، او حتى المستحيل، لتحصين الوحدة الداخلية، وتحضيرها لمواجهة الاسوأ في حال وقوعه، او تجهيزها لتكون جاهزة بوجود ايجابيات ويستفيد منها لبنان اقتصاديا وماليا وامنيا، ولا يخسر هذه الفرصة كما حصل في اكثر من مناسبة، وفي يقيني ان الجيش اللبناني في دولتنا الضعيفة هو الوحيد الذي يعمل لغده، حتى لا تدهمه المفاجأة المزعجة، والعمليات العسكرية الناجحة التي يقوم بها بين فترة وفترة لتحصين مواقعه في جرود الحدود الشرقية، واستـباق اي تحرك معاد واجهاضه سريعا، كما حصل فجر امس، عندما اغار الجيش في عملية نوعية وخاطفة ضد مجموعات كانت تتحضر في منطقة جـبل المخيرمة من جرود رأس بعلبك واوقعت في صفوفها 3 قتلى واربعة جرحى، وتدميرا اسلحة ثقيـلة وآليات، تكشف تقصير الحكومة وخلافات وزرائها، وانصرافهم الى التناحر على المصالح الشخصية، كما يدين استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، بمثل ما دانه البطريرك بشارة الراعي الذي حمل مسؤولية الفراغ القاتل لفريق سياسي يتجاهل الدعوات الى انتخاب رئيس ويقاطع مجلس النواب.
ان الخيمة التي رفعها المجتمع الدولي فوق لبنان لحمايته من تأثيرات ما يجري في المنطقة لا تصلح لجميع الفصول، كما انها ليست ابدية، وهي ستبقى صامدة بقدر صمود النضج السياسي والوطني عند القيادات السياسية، وعليهم الافادة من هذه «النعمة» وتثبيت الامن في لبنان، بتسريع تفاهمهم على العودة الى الثوابت الوطنية التي كانت سبب قيام دولة لبنان واحة حرية وديموقراطية وثقافة وسيادة.

فؤاد ابو زيد - الديار 8\4\2015

إرسال تعليق

 
Top