0
«التطورات المرتقبة بين لحظة وأخرى على السلسلة الشرقية ليست خطيرة، فلدى الجيش اللبناني القدرات اللازمة في الناحية اللبنانية، وحزب الله موجود في الناحية السورية، لكن المشكلة اننا لا نعرف إن كان المسلحون سيأتون باتجاه لبنان أو سيتوجهون صوب الداخل السوري».

وعليه، تؤكد معطيات متقاطعة أن معركة القلمون صارت قريبة جداً. وإذ تتحدث بعض الأوساط الديبلوماسية عن المخاطر، فإنها تشير إلى أن القلق على لبنان هو الآتي من الحدود الشرقية، إلا أنه لا يمكن استبعاد الخطر الناتج من أي تطور دراماتيكي على الحدود الجنوبية. لكنها في الوقت نفسه تشكك في «قدرة إسرائيل على الذهاب بعيداً في توتير العلاقة مع الإدارة الأميركية الماضية المنهمكة في ترتيب عدد من الملفات (كوبا، إيران، القضية الفلسطينية)، لأنه مهما كانت إسرائيل قوية لكنها ليست أقوى من التركيبة الأميركية».
 

وترى الأوساط الديبلوماسية أنه «في السلسلة الشرقية هناك آلاف عدة من المسلحين ولا نعتبر الأمر خطراً كبيراً، كما أننا غير متأكدين إن كانوا سيأتون باتجاه لبنان، خاصة أن لا معلومات استخباراتية لدى السفراء عن اتجاه كهذا».
 

هذه المعطيات تقابلها مقاربة مختلفة تقول إن هواجس العدو الإسرائيلي تكبر، بالرغم من أنه تنفس الصعداء قليلاً مع الحرب السعودية على اليمن، كون الأمور ذهبت بعيداً عنه نسبياً. أما في لبنان، فإن إسرائيل و «حزب الله» يسيران على «حد السيف»، لان الخطأ يمكن أن يتدحرج باتجاه أمر كبير، «وأمام توازن الردع الموجود صار الطرفان يقدّران حجم العواقب وهو ما يشكل سبباً للاستقرار»، بحسب رأي مصدر متابع.
 

أما بالنسبة للقلمون، فإنه من المثبت أن ما بين الجرد العرسالي على السلسلة الشرقية والجرد القلموني السوري 2500 و3000 مسلح، ثمانون في المئة منهم في الجرد اللبناني، وهم يستخدمون هذا الجرد الممتد نحو الزبداني عبر مضيق فيه تضاريس صعبة، بدليل أنه منذ نحو ثلاثة أشهر يركز المسلحون تركيزاً أساسياً على محور فليطا. ويرى المصدر أن «ما سيحدث في القلمون لن يلغي الوجود المسلح، لأن أحداً غير مستعد لنشر قواته على آلاف الكيلومترات من أجل بضعة عناصر هنا وهناك».
 

يضيف المصدر: «هناك عشرون في المئة من المسلحين في القلمون السوري، وهؤلاء يستعينون بقسم من المسلحين في الجرد العرسالي، سيتم التخفيف منهم وستقطع الطريق بين الجرد العرسالي والزبداني حتى تستقر المنطقة». أما بشأن الجرد العرسالي، فالمسلحون محاصرون بين استمرار سياسة السلطات والأجهزة اللبنانية بتقنين مرور المواد الغذائية، والمناوشات التي تجري من فترة الى أخرى. أما قدرتهم على قلب الطاولة على الارض اللبنانية، فتكاد تكون معدومة.

داود رمال - السفير 30\4\2015

إرسال تعليق

 
Top