اعتدنا ان نشاهد القادة السياسيين يراقبون تطور الاحداث في البلاد او الجبهات عن بعد، بحيث لا يكونون في خضم المعارك والاطلاع الميداني على مجرياتها.
وهناك قادة امنيون ايضا يتابعون تطور الحدث من خلال ضباط اخرون في ارض المعركة، ولكن في الاونة الاخيرة شاهدنا وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل يجول على مراكز الخطوط الامامية المواجهة للارهاب في منطقة عرسال، وكانت له جولتان بمرافقة قائد الجيش العماد جان قهوجي، وجولة اخرى على المراكز الحدودية مع فلسطين المحتلة بمواجهة العدو الاسرائيلي، وهذه الجولات تُسجل لوزير الدفاع الذي باستطاعته ان يجلس في مكتبه ويتابع كل التطورات ولكن في جولاته هذه رفع من معنويات العسكر الذي يدافع عنا على الحدود، وكلنا يدرك ان المعنويات العالية لاي جيش في العالم تساهم في كسبه لاكبر المعارك، لان المعركة تنحصر فقط في السلاح والعتاد والتجهيزات العسكرية، انما المعنويات لها الدور الاكبر، لذا نشاهد الجيش الاسرائيلي الذي يمتلك اكبر ترسانة عسكرية في منطقة الشرق الاوسط، ينهار معظم جنوده في كل معركة، على الرغم من تجهيزاتهم الكبيرة والتي يصرف عليها ملايين الدولارات سنويا الا ان الجندي الاسرائيلي لا يتمتع بروح الشجاعة ولا بالدعم المعنوي ولهما التأثير الكبير في حسم المعركة.
الجيش الوطني يستحق ان يقف الى جانبه رجال السياسة وليس فقط الشعب او وزير دفاعه، يجب ان نلتفت جميعنا حول الجيش وندعمه لانه الامل الوحيد المتبقي والجامع لكل اللبنانيين.
كان لا بد ان نحيي وزير الدفاع على جولاته الميدانية لدعم عسكره، اذ اننا لم نلحظ وزراء الدفاع السابقين يؤازرون العسكر على الجبهات، وهو ما يحتاجه كل ضابط وجندي ان يرى سياسييه وقادته الامنيين معه في مواقع القتال، ونأمل من الطاقم السياسي في لبنان ان ينظم زيارات للمراكز العسكرية في الجرود او في المناطق الحدودية الجنوبية، لانه بذلك تدعمون جيشكم الذي يحميكم و «اعتبروها» زيارة كالزيارات التي تقومون بها الى بلدان اوروبا! حيث ان كل سياسي لا تفوته زيارات النقاهة الخارجية ان كان على مواسم الاعياد او غيرها!
تواضعوا وانزلوا الى الميدان لدعم ابطال الجيش اللبناني فهذا فخر لكم اكثر من جولاتكم على المدن السياحية الاوروبية!
فهل سنرى وزيرا او نائبا في زيارة الى خطوط المواجهة؟؟ ام ان ذلك سيبقى حُلما من احلام الشعب اللبناني؟؟
سنا كجك - الشرق 25\4\2015
إرسال تعليق