0
كان لعصام بريدي الوداع الذي يليق به. اهتمامٌ شعبي وتغطية إعلاميّة ودموع ذرفها اللبنانيّون، ممّن عرفوه عن قرب وحتى ممّن تابعوا أعماله. تعاطفت غالبيّة اللبنانيّين مع العائلة. انحناءة ظهر الأب أصابتنا جميعاً. وعينا الأم المتورّمتان من شدّة البكاء حرقت قلوبنا. أما وسام الذي امتلك قوّة عجائبيّة، لعلّها مستمدّة من إيمانه الشديد، فنال عطفنا والإعجاب بقدرته على إلقاء مثل هذه الكلمة الناضجة، العميقة والمتسلسلة الأفكار، على الرغم ممّا يعانيه من حزنٍ ما بعده حزن.
في غمرة هذا المشهد المأساوي، خرجت علينا مواقع الكترونيّة تناقلت أمس الخبر نفسه، على طريقة النَسخ المتداولة في هذه الأيّام مع حذف هويّة المصدر، لتخبرنا بأنّ وسام بريدي أعطى موافقة مبدئيّة على استكمال تصوير مشاهد شقيقه في أحد المسلسلات، وهو سيعود أيضاً هذا الاحد لتقديم برنامج "رقص النجوم".

وإذا كانت مصادر موقع الـ mtv تؤكد أنّ المعلومتين عاريتين عن الصحة، إذ أنّ وسام لم يعطِ أيّ موافقة على أيّ عمل حتى الآن ولا فريق إعداد برنامج "رقص النجوم" تواصل معه، حتى كتابة هذه السطور، بشأن مواصلة تقديم البرنامج وموعد عودته، وهو ينتظر انتهاء تقبّله للتعازي، فإنّ من المستغرب أن يتمّ التداول بهذا النوع من الأخبار في حين لم تمرّ ساعات على وداع عصام، ولم تجفّ بعد دموع أفراد العائلة، ومنهم وسام المعني بالخبر.

أحتفظ بين أوراقي الخاصّة بقصّاصة ورق من صحيفة "النهار" يعود تاريخها الى منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وفيها صورة لمصّور يدوس على جثّة في أحد البلدان الإفريقيّة لالتقاط صورة. وكتب المحرّر، تعليقاً على هذه اللقطة، عبارة "عار المهنة". لعلّ بعض ما نشهده في هذه المهنة في هذه الأيّام يفوق العار حجماً..

داني حداد - MTV 16\4\2015

إرسال تعليق

 
Top