لم يخف غير مسؤول لبناني عتبه على السفير الاميركي لدى لبنان دايفيد هيل الذي نقل الى باكستان، بسبب البيان الذي أذاعه قبل فترة، خلافاً لما سلكه منذ تسلمه مهامه في لبنان. ولجأ بعضهم الى مصارحته بهذا الموقف المستهجن، حتى أن أحدهم قال له: «منذ سنتين وأنت في لبنان ولم تحدث جدلاً حول شخصك، وإذ تتلو البيان من وزارة الداخلية، لماذا فعلت ذلك؟».
جواب هيل كان: «أنا قلت المضمون ذاته قبلا»، ليتابع المصدر معاتباً: «ليس بهذه الطريقة، فوزير خارجيتكم جون كيري أيضاً مواقفه في اتجاهات متعاكسة، ساعة يقول بوجوب إحداث ضغط على النظام السوري، وساعة يقول بالتفاوض مع الرئيس بشار الأسد». لم يجب هيل، ويأتي الجواب من المصدر ذاته: «كلام كيري الاول ربما لطمأنة الدول العربية المناهضة للنظام السوري، وكلامه الثاني يأتي في سياق التقدم في الملف النووي الايراني».
ما يستخلصه المصدر من هيل يوجزه بالآتي: «نتفاوض مع إيران، ولكن أقل من أن نسمح لها بحيازة سلاح نووي، ونتكلم مع الأسد، ولكن أقل من السماح له بالبقاء في السلطة بشكل دائم، ونتكلم مع حزب الله، ولكن أقل من أن نسمح له بالسيطرة على كل لبنان».
هذا التوجه الاميركي «يهضمه العرب أحياناً وأحيانا لا. اول مرة هضموا هذا السلوك الاميركي عندما مزّق وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خطابه في الامم المتحدة. الآن لا يظهر إمكانية هضم السلوك الاميركي، والمجموعة الجديدة في السعودية هي اكثر تشدداً».
ويؤكد المصدر «أنه بعكس تصريح المستشار يونسي، فإن بإمكان إيران ان تتبع منهجاً توسعياً، ولكنها ليست في هذا الوارد ومن موقع قوة وليس من موقع ضعف، بدليل ان تصريح يونسي أقام القيامة في إيران قبل غيرها لأنها ليست كذلك، والأهم على المستوى اللبناني أن حزب الله لا يمتلك نيات توسعية أو إلغائية ومن موقع قوة أيضاً، وهذا ما يريح جداً الدول الغربية».
وما يلمسه المصدر اكثر من ذلك بكثير، مع بروز ما يسميه «النزعة التبريرية لدى الديبلوماسيين الغربيين تجاه حزب الله بعدما اعتادوا على نزعة اتهامية»، اما عن السبب الذي دفعه الى هذا الاستنتاج فيقول: «سألني احد السفراء الغربيين، عند إقرار إعلان بعبدا في جلسات الحوار الوطني، هل اعترض ممثل حزب الله؟ قلت له لا، انما الذي اعترض الرئيس فؤاد السنيورة. قال السفير: يعني أن حزب الله مرر إعلان بعبدا ولو اعترض لما كان الاعلان ابصر النور؟ قلت له: صحيح. فكان جواب السفير: يعني أن حزب الله لم يكن يفكر بالذهاب الى سوريا في حينه، والمنطق السيئ في التعاطي مع حزب الله ومحاولة خداعه التي لم تنجح من قبل فريق 14 آذار أوصلت الى ما نحن عليه الآن».
وينقل المصدر عن السفير الغربي قوله: «لا أتصور أن حزب الله يريد مواجهة مع المكون السني ولا إيران تريد ذلك، ولكن أيضاً أجبروا إيران أن تذهب الى عملية كباش في اكثر من ساحة، تماماً كالتي يخوضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، مع فارق أن إيران لا تريد كسر السعودية إنما التفاوض على الحلول معها».
ويؤكد المصدر «أن الإرهاب يغيّر المعادلات، ولا مجال لدول الخليج إلا تنظيم ذاتها للسنوات العشر المقبلة وهذا ما بدأوه مع مصر وتركيا وباكستان، ولكن حتى ينظموا انفسهم ويصبحوا قوة لها كلمتها يكون من ضَرَب قد ضَرَب. وبالرغم من ذلك، منطق التاريخ، اقله الحديث، ليس كذلك، فدائماً نجد ان المنتصر لا يسيِّل انتصاره الى وقائع سياسية، ولبنان خير برهان».
يسأل المصدر السفير الغربي، هل من خطر في الجنوب اللبناني وفي السلسلة الشرقية؟ يجيب السفير نفسه: «في الجنوب كان الخطر قائماً من إمكانية السماح لداعش وأمثالها بالدخول عن طريق مزارع شبعا، وهذا ما سعت اليه اسرائيل لكنها لم تقدر على ذلك. وتم استبعاد موضوع داعش وبالتالي لا يوجد إلا الخطر الاسرائيلي، وهناك قلق لدى القوات الدولية لأن الجرح بعد عمليتي القنيطرة وشبعا أُقفل على زغل، والسيد حسن نصرالله قال كلاماً كبيراً ولا أحد يريد أن يرى ذلك، والاسرائيلي تحدث بكلام كبير أيضاً، وهناك من يطمئن الى ان اسرائيل فهمت الرسالة ولن يحصل شيء ولكن ايضا لا ضمانات».
ويتابع: «اما على جبهة السلسلة الشرقية، فهناك حشود بالآلاف من مقاتلي داعش والنصرة وتنظيمات اخرى، والى الآن لا نعرف إن كان الهجوم المرتقب مع ذوبان الثلج سيكون باتجاه لبنان او باتجاه الداخل السوري، ولكن، في الوقت ذاته، فإن حزب الله وتيار المستقبل مستمران في الحوار، ما يعني انه ليس هناك قرار كبير بمعركة كبيرة».
جواب هيل كان: «أنا قلت المضمون ذاته قبلا»، ليتابع المصدر معاتباً: «ليس بهذه الطريقة، فوزير خارجيتكم جون كيري أيضاً مواقفه في اتجاهات متعاكسة، ساعة يقول بوجوب إحداث ضغط على النظام السوري، وساعة يقول بالتفاوض مع الرئيس بشار الأسد». لم يجب هيل، ويأتي الجواب من المصدر ذاته: «كلام كيري الاول ربما لطمأنة الدول العربية المناهضة للنظام السوري، وكلامه الثاني يأتي في سياق التقدم في الملف النووي الايراني».
ما يستخلصه المصدر من هيل يوجزه بالآتي: «نتفاوض مع إيران، ولكن أقل من أن نسمح لها بحيازة سلاح نووي، ونتكلم مع الأسد، ولكن أقل من السماح له بالبقاء في السلطة بشكل دائم، ونتكلم مع حزب الله، ولكن أقل من أن نسمح له بالسيطرة على كل لبنان».
هذا التوجه الاميركي «يهضمه العرب أحياناً وأحيانا لا. اول مرة هضموا هذا السلوك الاميركي عندما مزّق وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خطابه في الامم المتحدة. الآن لا يظهر إمكانية هضم السلوك الاميركي، والمجموعة الجديدة في السعودية هي اكثر تشدداً».
ويؤكد المصدر «أنه بعكس تصريح المستشار يونسي، فإن بإمكان إيران ان تتبع منهجاً توسعياً، ولكنها ليست في هذا الوارد ومن موقع قوة وليس من موقع ضعف، بدليل ان تصريح يونسي أقام القيامة في إيران قبل غيرها لأنها ليست كذلك، والأهم على المستوى اللبناني أن حزب الله لا يمتلك نيات توسعية أو إلغائية ومن موقع قوة أيضاً، وهذا ما يريح جداً الدول الغربية».
وما يلمسه المصدر اكثر من ذلك بكثير، مع بروز ما يسميه «النزعة التبريرية لدى الديبلوماسيين الغربيين تجاه حزب الله بعدما اعتادوا على نزعة اتهامية»، اما عن السبب الذي دفعه الى هذا الاستنتاج فيقول: «سألني احد السفراء الغربيين، عند إقرار إعلان بعبدا في جلسات الحوار الوطني، هل اعترض ممثل حزب الله؟ قلت له لا، انما الذي اعترض الرئيس فؤاد السنيورة. قال السفير: يعني أن حزب الله مرر إعلان بعبدا ولو اعترض لما كان الاعلان ابصر النور؟ قلت له: صحيح. فكان جواب السفير: يعني أن حزب الله لم يكن يفكر بالذهاب الى سوريا في حينه، والمنطق السيئ في التعاطي مع حزب الله ومحاولة خداعه التي لم تنجح من قبل فريق 14 آذار أوصلت الى ما نحن عليه الآن».
وينقل المصدر عن السفير الغربي قوله: «لا أتصور أن حزب الله يريد مواجهة مع المكون السني ولا إيران تريد ذلك، ولكن أيضاً أجبروا إيران أن تذهب الى عملية كباش في اكثر من ساحة، تماماً كالتي يخوضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، مع فارق أن إيران لا تريد كسر السعودية إنما التفاوض على الحلول معها».
ويؤكد المصدر «أن الإرهاب يغيّر المعادلات، ولا مجال لدول الخليج إلا تنظيم ذاتها للسنوات العشر المقبلة وهذا ما بدأوه مع مصر وتركيا وباكستان، ولكن حتى ينظموا انفسهم ويصبحوا قوة لها كلمتها يكون من ضَرَب قد ضَرَب. وبالرغم من ذلك، منطق التاريخ، اقله الحديث، ليس كذلك، فدائماً نجد ان المنتصر لا يسيِّل انتصاره الى وقائع سياسية، ولبنان خير برهان».
يسأل المصدر السفير الغربي، هل من خطر في الجنوب اللبناني وفي السلسلة الشرقية؟ يجيب السفير نفسه: «في الجنوب كان الخطر قائماً من إمكانية السماح لداعش وأمثالها بالدخول عن طريق مزارع شبعا، وهذا ما سعت اليه اسرائيل لكنها لم تقدر على ذلك. وتم استبعاد موضوع داعش وبالتالي لا يوجد إلا الخطر الاسرائيلي، وهناك قلق لدى القوات الدولية لأن الجرح بعد عمليتي القنيطرة وشبعا أُقفل على زغل، والسيد حسن نصرالله قال كلاماً كبيراً ولا أحد يريد أن يرى ذلك، والاسرائيلي تحدث بكلام كبير أيضاً، وهناك من يطمئن الى ان اسرائيل فهمت الرسالة ولن يحصل شيء ولكن ايضا لا ضمانات».
ويتابع: «اما على جبهة السلسلة الشرقية، فهناك حشود بالآلاف من مقاتلي داعش والنصرة وتنظيمات اخرى، والى الآن لا نعرف إن كان الهجوم المرتقب مع ذوبان الثلج سيكون باتجاه لبنان او باتجاه الداخل السوري، ولكن، في الوقت ذاته، فإن حزب الله وتيار المستقبل مستمران في الحوار، ما يعني انه ليس هناك قرار كبير بمعركة كبيرة».
داود رمال - السفير 30\3\2015
إرسال تعليق