0
لن يكون 13 نيسان المقبل يوما يتذكر فيه اللبنانيون "بوسطة" عين الرمانة التي كانت الشرارة في انطلاق الحرب الأهلية، انما سيكون وبالتوازي مع الذكرى الجلل، موعدا يطلق فيه الرئيس العماد ميشال سليمان منتدى حواري لم يُحسم اسمه بعد، إنما اقتُرح أن يكون "لقاء الجمهورية" على أن تُناقش التسمية في الجلسات الأولى، وما اختيار ذكرى الحرب لإطلاقه، سوى رسالة لجميع اللبنانيين وغير اللبنانيين للتأكيد على رفض الحرب وما نتج عنها من إحتلالات ووصايات وتداعيات وظروف قاهرة قوضت الدستور والمؤسسات، وللتأكيد أيضا على أن كل طارىء ودخيل ووصي سيزول وتبقى الجمهورية لبنانية ولكل اللبنانيين.

وعليه، أكد المستشار الاعلامي للرئيس ميشال سليمان، بشارة خيرالله، أن الهدف من إنشاء "لقاء الجمهورية"، هو دعم وتحصين اتفاق الطائف من خلال معالجة الأعطال والتعقيدات الدستورية التي كان الرئيس سليمان أول رئيس يواجهها خلال ولايته الرئاسية دون وجود حمّال وصي على كتفه، وذلك للحؤول دون الوصول الى المطالبة بمؤتمرات تأسيسية تصاعدت الدعوات اليها خلال المرحلة الأخيرة، على أن يصار في السياق نفسه الى دعم "إعلان بعبدا" الذي يتكامل مع اتفاق الطائف، بمعنى آخر يؤكد أن "لقاء الجمهورية" لا يطرح سحب أي صلاحية من أي من الرئاستين الثانية أو الثالثة لصالح الرئاسة الأولى، بل سيبحث فقط في الإشكالات الدستورية ويبحث لها عن حلول تعطي رئيس الدولة القدرة على ممارسة صلاحياته، مؤكِداً أن هذا اللقاء ليس ضد 8 ولا مع 14 اذار، بل سيقول أين الصح وأين الغلط في مختلف الأمور.

ولفت خيرالله في حديث لـ"الأنباء" الى أن "لقاء الجمهورية" عابر للطوائف والمذاهب، ويتألف من هيئة عامة وأمانة سر ومجلس تنفيذي، وأن الإجتماع الأول للهيئة العامة في 13 نيسان المقبل سيضم حوالي الـ70 شخصية مستقلة من كافة المذاهب والإختصاصات، على أن تُفتح أبواب اللقاء بعد هذا الإجتماع أمام من يريد الإنضمام اليه، مؤكدا أن "إعلان بعبدا" سيكون بندا أساسيا على طاولة المناقشات والبحث، لكونه الوثيقة الوحيدة القادرة على تحييد لبنان عن صراعات المحاور.

وردا على سؤال، اوضح خيرالله أن الرئيس سليمان اتُهم زورا بمخاصمة حزب الله على خلفية كلامه عن المعادلات الخشبية، موكداً أن معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" لم تكن هي المعادلة الوحيدة المقصودة بكلام الرئيس سليمان، ولم يكن حزب الله مستهدفا بهذا القول لا من قريب ولا من بعيد، بل هناك من حاول توظيف كلام سليمان بهدف التهجم عليه واستنباط مناخات متوترة بينه وبين حزب الله، كاشفا أن الرئيس سليمان وبعد اجتماعه مع الرئيس المكلف وقتذاك تمام سلام للاتفاق معه على تسيير البيان الوزاري بمعزل عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" وعن "إعلان بعبدا"، قال في اليوم الثاني وخلال إحدى المناسبات "لنتخلَ عن المعادلات الخشبية"، أي بصيغة الجمع وليس بصيفة المفرد (المعادلة الواحدة)، ما يعني أنه شمل "إعلان بعبدا" ضمن تلك المعادلات بهدف إطلاق عجلة الحكومة، وذلك إيمانا من الرئيس سليمان بأن "إعلان بعبدا" أصبح أرفع وأسمى من البيانات الوزارية، وهو ما أكد عليه في المناسبة نفسها..

وأكد خيرالله أنّ البيان الوزاري الذي وُلِد في مكتب الرئيس ميشال سليمان، أعطى "حزب الله" ما يوازي الثلاثية وأكثر، و"حزب الله" يعرف ذلك تماماً من خلال الوزير محمد فنيش. أما عن مخاصمة العماد عون للرئيس سليمان وإمكانية التلاقي بينهما من جديد، لفت خيرالله الى أن المشكلة الحقيقية مع العماد عون تمكن في اعتباره أن الرئيس ميشال سليمان أخذ من أمامه الرئاسة، مؤكدا أن هذا الإعتبار خاطىء بإمتياز، بدليل أن الرئيس سليمان غادر قصر بعبدا منذ تسعة أشهر ولم يتمكن بعد العماد عون من إقناع الكتل النيابية أنه الخلف الصالح للرئاسة وإلا لماذا يستقوي بدعم "حزب الله"؟

زينة طبّارة - الأنباء الكويتية 18\3\2015

إرسال تعليق

 
Top