التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في معراب وزير الاتصالات بطرس حرب على مدار ساعتين من الوقت خرج بعدها ليضع الزيارة في إطار “التشاور في ظل الظروف التي تجتازها البلاد ولاسيما الأزمة الوزارية التي تتحول الى أزمة نظام، فالقوات اللبنانية وبالرغم من عدم مشاركتها في الحكومة إلا أنها جزء كبير من الحياة السياسية ولا أحد يستطيع تجاوزها”.
وقال حرب: “لقد اطلعت د. جعجع على المجريات الحاصلة على صعيد عمل الحكومة فضلاً عن موقف اللقاء التشاوري الذي يتعلق بآلية عمل الحكومة وبانتخابات رئيس اجمهورية، الى جانب الأسباب التي دعت الى هذا التحرُك من قبل مجموعة وزراء اكتشفوا أن الآلية التي اعتُمدت في الماضي لم تعد صالحة وتُسبب بشل مجلس الوزراء، اذ لا يجوز تسهيل الأمور داخل المجلس وكأنه لا مشكلة في البلد ولا غياب لرئيس الجمهورية أو شغوراً في هذا الموقع وكأننا نشجع هذا الاستمرار بالفراغ ونجعل اللبنانيين والدول يعتادون على هذا الأمر”، مشيراً الى ان “هذه الخطوة تتعارض كلياً مع الميثاق الوطني ومشاركة كل العائلات الروحية والفكرية في السلطة، اذ لا يجب أن ننسى اننا فقدنا أكثر من 200 ألف شهيد في حرب 1975 على خلفية المشاركة في السلطة، وهؤلاء لم يخسروا حياتهم كي يتم تغييب المسيحيين عن السلطة وأن تكون الأخيرة بيد غير المسيحيين في غياب المسيحيين”.
ولفت الى انه “اذا كان البعض يفهم من الحوار الذي بدأ بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” بغية تأجيل انتخابات رئاسة الجمهورية، فهذا أمر خاطئ، باعتبار ان موقف د. جعجع واضح لجهة دعوته كل الجهات الى الاستعجال بالانتخابات وعدم ربطها بأي استحقاق أو تفاهم أو حوار، اذ لا يمكن لهذا البلد أن يسير بشكل طبيعي وسليم إلا اذا اكتملت السلطات وانتخبنا رئيساً للجمهورية”.
حرب أبلغ جعجع “ان موقف اللقاء التشاوري نابعٌ من رفضنا لاستمرار الشغور الرئاسي ومن تمسكنا كقوى سياسية ووزراء بالموقف الاستراتيجي الأساسي الرافض للفراغ في سدة الرئاسة”.
وعن جديد الملف الرئاسي، أجاب حرب:” يبدو أن العماد ميشال عون متمسك بترشحه ولن يقبل بإكمال النصاب لانتخاب رئيس آخر، هذا موقفه المستمر الذي نرفضه اذ أننا نعتبر أنه يتعارض والديمقراطية والدستور اللبناني ومصلحة لبنان، وفي حال كانت الأكثرية تؤيد العماد عون فنحن من أول المهنئين له ولكن ليس من حقه تعطيل الانتخابات الرئاسية اذا ما وجد ان لا امكانية لانتخابه رئيساً، كما لا يحق له أن يضع لبنان في هذه الحالة ويُعطّل السلطة ويعوّد الناس أن الأمور تسير بدون رئيس جمهورية مسيحي”.
ورداً على سؤال، أوضح حرب “ان اللقاء التشاوري ليس تكتلاً سياسياً ولا يمكن أن يُصبح كذلك، ولا يجب أن ننسى أن فريقاً ضمن هذا اللقاء هو في قوى 14 آذار، ونحن ملتزمون بأننا جزء من هذه القوى وتوجهاتها العريضة، ومن هذا المنطلق لا يمكننا أن نكون أعضاء في تكتل سياسي ونحن في الوقت عينه أعضاء مؤسسون لقوى 14 آذار”.
وعن امكانية عقد جلسة للحكومة الأسبوع المقبل ووفق أي آلية، قال حرب: “تباحثتُ مع الرئيس تمام سلام في الأمر، ويبدو أن المسألة معقدة وتحتاج الى بحث، فاذا كنا سنجتمع ونبقى وفق العقلية التي سادت في الماضي من تعطيل لمجلس الوزراء من قبل فريق معيّن يحاول وضع يده على الحكومة ويهيمن ويمارس وصايةً عليها، فلا داعي للاجتماع”، لافتاً الى ان “رئيس الحكومة مقتنع مثلنا بضرورة العمل داخل مجلس الوزراء بعقل توافقي وليس سلبياً وسيبذل جهده في هذا الاتجاه، وإلا نكون قد كرسنا فشل الدولة اللبنانية في إدارة شؤون البلد”.
وعن انسحاب الوزير ميشال فرعون من اللقاء التشاوري، أجاب حرب: “على حد علمي ان الوزير فرعون كان في البحرين ولم ينسحب، فبعض وسائل الاعلام تجتهد وهذا من مهامها”.
27\2\2015
إرسال تعليق