0
على عكس صقيع الطبيعة، تميز البيان الشهري لمجلس المطارنة بحرارته المعهودة في طرحه ملفات الساعة. لم تتمكن العاصفة «زينة» من التأثير على نشاط المطارنة الذين شاركوا بكثافة في الاجتماع الشهري، مع تسجيل مشاركة لافتة لأبرشيات الانتشار.
 
الاجتماع عقد في بكركي برئاسة البطريرك بشارة الراعي. وفي بيانهم، تمنى المطارنة أن تعود السنة الجديدة على اللبنانيين بالخير من «خلال إعادة اللحمة الوطنية والخروج من النفق المظلم الذي أدخل فيه نتيجة الفراغ في سدة الرئاسة».
 
وتوقف المطارنة عند فشل الجلسة السابعة عشرة لانتخاب الرئيس، انتقدوا غياب أي مبادرة عملية من الكتل السياسية والنيابية في هذا الخصوص، وجددوا دعوتهم المجلس النيابي الى القيام بواجبه الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية «من دونه لا قيام ولا انتظام في المؤسسات». معتبرين أنه «كلما طال الفراغ في سدة الرئاسة الاولى تعرض لبنان للانكشاف أكثر داخليا وخارجيا وزادت التعقيدات في الملفات الوطنية». وأهابوا بالمسؤولين «التطلع الى المصلحة الوطنية العليا وتحمل المسؤولية التي تمليها عليهم الخصوصية اللبنانية والواجب الدستوري».
 
وعلى صعيد الخطوط الحوارية المفتوحة بين كل من «حزب الله» و «تيار المستقبل» من جهة و «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» من جهة اخرى، أشاد الآباء بـ «جو الحوار الناشئ بين أفرقاء الداخل اللبناني، لان التواصل والتفاهم هما في أصل النظام التعددي في لبنان». لكنهم أعربوا عن خشيتهم من «ان يبقى هذا الحوار على مستوى ادارة الخلافات الثنائية، فيما نحن أحوج ما نكون الى حوار شامل يستلهم الثوابت اللبنانية المتضمنة في الميثاق الوطني والدستور، حتى تصب هذه الحوارات في مصلحة لبنان ومنعته ورقيه ومصلحة اللبنانيين جميعا».
 
ولفت المطارنة الموارنة الى انه «لا مستقبل واعدا للبنان اذا استمر أسير المحاور الإقليمية وتلك الداخلية الناشئة عنها، ورهين المصالح الفئوية المذهبية والحسابات الخارجية»، ما يتطلب برأيهم «إيجاد الآليات للحؤول دون تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في كل استحقاق وتعطيل المؤسسات الدستورية الاخرى».
 
ورأى المطارنة ان «الجو السياسي والامني القائم تمتد سحبه على الاقتصاد، فبات الكثيرون يطلقون صفارات الانذار على الصعيد الاقتصادي»، وبالتالي «لا قيمة لأي عمل سياسي ولا مبرر له اذا لم تكن غايته تنظيم سياسة اقتصادية تنطلق من كرامة كل مواطن وتعمل على تأمين الخير العام وتوفر لجميع المواطنين عملا كريما وتربية وعناية صحية».
 
وتوقفوا عند «انكشاف الامن الغذائي والبيئي الذي يزيد الامر تعقيدا بسبب عوامل كثيرة أهمها الفساد وتعطيل الرقابة والفلتان الذي يضرب معظم المرافق وغياب التنسيق بين الوزراء وسيطرة منطق اللادولة على الكثير من المؤسسات العامة وتفلت الاقتصاد من المعايير والضوابط».
 
وذكّر المطارنة بملف العسكريين، لافتين الى انه «بلغ مرحلة يكاد أهلهم يفقدون معه الامل بعودتهم»، ومناشدين الحكومة «العمل على إنضاج رؤية متكاملة في هذا الخصوص والسير في هديها من أجل تحريرهم لتلافي خسارات جديدة لا يحتملها أهلهم ولا حتى لبنان الذي يكفيه ضحايا أبرياء». وجددوا في هذا السياق دعمهم للجيش وسائر الاجهزة الامنية.
 
ومن لبنان الى المشرق، أعرب الآباء عن مشاركتهم «مأساة الشعوب في بلدان المشرق، ولا سيما اخوتنا المسيحيين الذين يعانون ظلما من ويلات الحرب والتهجير والتشتت في بلدان العالم». مطالبين المجتمع الدولي «بالاسراع في وضع حد لهذا الظلم وفرض العدالة واحترام حقوقهم وعودتهم الى أرض أجدادهم».

غراسيا بيطار - السفير 8\1\2015

إرسال تعليق

 
Top