0
توجه الرئيس العماد ميشال سليمان بالتعزية بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، معتبراً أن رحيل الملك عبدالله يُشكِّل خسارة كبيرة للبنان وللعرب والمسلمين في هذه الظروف، نتيجةً لدوره في تفعيل الحوار ما بين الأديان ومكافحة الإرهاب وتحريم القتل.

وخلال استقباله وفداً من أهالي العسكريين المختطفين، جدد سليمان تأكيده على تأييد أي طرح ينقذ العسكريين ويعيدهم إلى مؤسساتهم ويحفظ كرامة الجيش في آن، معتبراً أن قضيّة العسكريين هي قضيّة وطنيّة بامتياز ولا تحتمل المزايدات الإعلاميّة ولا تليق بها ممارسة "الشعبويّة السياسيّة".

وشدد سليمان على ضرورة معالجة هذا الملف بما يحافظ على مصلحة الدولة العليا والتي تكمن في استعادة العسكريين سالمين وإصدار الأحكام القضائية بحق المحالين إلى المحاكمة، حيث يُتاح لرئيس الجمهورية إصدار "عفو خاص" عن بعض مستحقيه تحقيقاً لهذه المصلحة.

إلى ذلك عرض الرئيس سليمان للأوضاع اللبنانية – الفلسطينية مع المشرف العام على الساحة في لبنان، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وجرى البحث في كيفية تحييد المخيمات الفلسطينية وتجنّب اتخاذها مكاناً آمناً لبعض الإرهابيين.

واعتبر سليمان أنه من واجب الفصائل الفلسطينية الأساسيّة، مساعدة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، مشدداً على ضرورة التعاون لتسليم أي مطلوب للعدالة في حال تأكد وجوده في أحد المخيمات، وهذا ما يُعتبر جزءاً أساسياً من الخطة الأمنية ومسهلاً لتطبيقها.

من ناحية أخرى، اتصل الرئيس سليمان مطمئناً على صحة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد الوعكة الصحيّة التي المت به.

تصريح الرئيس سليمان بعد اللقاء مع أهالي العسكريين المختطفين

وبعد اللقاء مع أهالي العسكريين، تحدث الرئيس سليمان إلى الإعلام قائلاً: "استمعت اليوم لقلق وهواجس اهالي العسكريين وانا اشاركهم هذا القلق منذ اختطاف وحجز حرية العسكريين وقتل البعض منهم، ولا استطيع الا ان احييهم، وهم الذين استشهد اولادهم واتخذوا موقفاً وطنياً برهن عن وعي كبير وحرص على مصلحة لبنان ووحدته الوطنية.

وتابع: "لا يسعني اليوم الا ان احيي الجيش اللبناني مجددا، بعد تعرض احد مواقعه لهجوم وسقط له جرحى ومفقودين، وهذا الهجوم يأتي في سياق هجمات وكمائن تعرض لها الجيش في الشمال والبقاع، وهذا يعني ان الجهة الخاطفة لا تبدي حسن نية بالتهدئة، ولكن على رغم كل شيئ، ما يهمنا هو تأمين مصلحة الدولة العليا التي تقتضي، استعادة العسكرييين وعودتهم الى منازلهم سالمين بأسرع وقت، كما تقتضي الحفاظ على كرامة الدولة اللبنانية.

وأضاف: "ان كلمة مقايضة ليست هي العبارة الصحيحة، هناك تفاوض قائم تجريه خلية الازمة المكلفة من قبل الحكومة ولي كامل الثقة بها، وهذا التفاوض يجب ان يفضي الى الافراج عن العسكريين بالطرق المناسبة والتي توصل إلى إخلاء سبيل الموقوفين بعد صدور الاحكام، وهناك قسم كبير من هذه الاحكام صدر والقسم المتبقي يجب تسريع البت به، والاخذ بعين الاعتبار الاوضاع الحالية لتأمين مصلحة الدولة عبر حفظ كرامتها من خلال القضاء.

وأوضح سليمان "ان الموضوع ليس سهلاً إنما يحتاج الى متابعة، وعلى الخاطفين ان يفهموا انه بالتصرف الجيد من الممكن ايجاد حلّ للمقايضة من ضمن القانون، علما ان المقايضة ليست بين البشر عادة، ولكن التفاوض يحصل عبر تسريع الاحكام وتخفيفها وعبر العفو الخاص الذي يمنحه رئيس الجمهورية اذا جرى التقدم بطلبات عفو خاص، حيث يستطيع رئيس الجمهورية النظر بالاوضاع وبالمصلحة العليا للدولة ويصدر العفو، ونتمنى ان يحصل انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، لكن ايضا الحكومة تستطيع ان تنوب عن رئيس الجمهورية مجتمعة بأخذ هذا القرار، واعتقد ان كل اعضاء الحكومة هم معنييون بأمن ومصير العسكريين وبسلامة وأمن المؤسسة العسكرية، يجب ان تسير الخطة بشكل واضح لان هؤلاء الاهالي عانوا وتعرضوا للابتزاز ولديهم مشاعر. واذا تأخر احد ابنائنا عن العودة الى المنزل نعيش القلق والخوف، كيف هم الذين لا يعرفون عن اولادهم شيئ وهم في خطر وقلق واستشهد عسكريين من بينهم، لذلك مع الاهالي كامل الحق ونحن علينا كامل الواجب ان نساعد بهذا الموضوع.

ورأى ان الوضع على الصعيد الوطني جيد راهنا، وكل اللبنانيين يقفون سويا في مواجهة الارهاب والتصرفات الشاذة، ووضعنا متين ومن يكون وضعه متين يستطيع ان يفاوض بشكل افضل، واتمنى بأسرع وقت ان يحصل حلّ لهذا الموضوع، وبالامكان التسريع بالاجراءات بعد ضبط سجن رومية وتمكين القوى الامنية من اصطحاب الموقفين الى المحاكمات لتصدر الاحكام بسرعة وان نبدأ بمشروع العفو الخاص الذي اعتقد انه اسرع من غيره، وانا ليس غريبا ان اعمل على هذا الملف الذي سبق وعملت وساعدت فيه، وسأبذل جهدا كبيرا لمتابعة هذا الموضوع.

وردا على سؤال حول الاعتداء على الجيش اليوم قال الرئيس سليمان: الجيش بعديده وعتاده وامكاناته وبالمهام المسندة اليه يعتبر جاهز كلياً، ولكن الامور التي تحصل ليست سهلة، والجيش اللبناني متماسك ويقوم بدوره ويسطّر بطولات والعسكريين المختطفين ليسوا بعيدين عن هذه البطولات لأنهم بطريقة ما يؤدون دورا بطوليا في الدفاع عن وحدة لبنان، انا لست خائفا على لبنان بوجود الجيش لكن يجب ان نلتف اكثر حول الجيش ونساعده وان تكون له السيادة الحقيقية على كل نقطة من لبنان بدون تحفظات، انا مؤمن ومطمئن ان الجيش يقوم بواجبه والارهاب لا يستطيع ان يفعل في لبنان كما فعل في اماكن اخرى.

وحول لقائه الوفد الفلسطيني اليوم، أجاب الرئيس سليمان رداً على سؤال "ان الموفد الرئاسي الفلسطيني حضر الى لبنان لمعالجة هذا الموضوع بالذات وفي كل مرة يحصل هكذا امر مع المخيمات يحضر موفد من قبل الرئيس ابو مازن لحلّ هذا الموضوع، لدى الجانب الفلسطيني كل النية لان لا يكون المخيم ملجأ لأي فار من وجه العدالة، حصلت امور سابقا وعندما كنت قائدا للجيش حصلت حادثة مشابهة حيث لجأ لبناني قتل عسكريين الى المخيم وبادر الجانب الفلسطيني الى تسليمه بشكل سريع، الان هم على استعداد لأي امر لانهاء هذا الموضوع، لان المخيم عرضة لكي يتحول الى ملجأ للمجرمين وهذا ليس من مصلحة الفلسطينيين.

عزام الاحمد

سعدنا بلقاء فخامة الرئيس ميشال سليمان الذي له بصمات كبيرة في ترسيخ وتنظيم العلاقة الفلسطينية اللبنانية على اسس سليمة وصحيحة، ما زالت هذه الاسس هي الهادي لنا في تنظيم اوضاعنا الفلسطينية في المخيمات، وكما كنا في السابق نستمع الى نصائح وتوجيهات فخامته، كنا حريصين في هذا اللقاء ان نسمع منه توجيهاته وملاحظاته واقتراحاته حول حماية العلاقات الفلسطينية اللبنانية وتأمين الامن والاستقرار في المخيمات لتكون عنصر اساسي في ترسيخ السلم الاهلي في لبنان وعدم زجّ المخيمات الفلسطينية في الشأن الداخلي اللبناني. استمعنا الى فخامته في ما يتعلق بالاشكالية الاخيرة التي اثيرت حول بعض المطلوبين للدولة اللبنانية الذين يقال ان هناك معلومات حول لوجوئهم الى عين الحلوة. اكدنا لفخامته على موقفنا الذي سبق واكدناه خلال ولايته الرئاسية ووفق الاسس التي رسمها ورسختها، وحتى اثناء قيادته للجيش، حيث كان التعاون الكبير مع الجيش والدولة اللبنانية، في ظل حالة مثالية في حماية هذه العلاقات وحماية امن المخيمات، كانت وجهات نظرنا متفقة تماما مع رؤيته في كيفية معالجة الاشكالية الاخيرة التي نأمل ان تتم بهدوء بعيدا من الاضوا، بما يضمن ان يبقى المخيم كما كان خلال السنوات الاخيرة عامل استقرار، لن يكون ملجأ للخارجين عن القانون في الدولة اللبنانية ولن نسمح ان يكون المخيم مكان لجوء للفارين من وجه العدالة اللبنانية وبالحكمة التي اعتدنا ان نسمعها سابقا وسمعناها اليوم من فخامته سنعالج هذه الاشكالية. واطلعت فخامته على التطورات في الساحة الفلسطينية حيث حمّلني الرئيس محمود عباس تحياته الى الرئيس سليمان الذي كان لنا سندا في التحرك ليس في داخل لبنان فقط بل كان سندا لنا في دعم الشعب الفلسطيني على الساحتين العربية والدولية سواء في الامم المتحدة او في المنظمات الاقليمية والدول الاوروبية وغيرها. وانشاء الله تستمر العلاقات اللبنانية الفلسطينية راسخة كما نحن نرغب وكما عبّر عن ذلك الرئيس سليمان الذي كنا وما زلنا نستمع الى حرصه على هذه العلاقة وعلى سلامة الموقف العربي وصيانة الامن والاستقرار في منطقتنا العربية.

23\1\2015

إرسال تعليق

 
Top