0
"نظرية المؤامرة" التي تسوق لها عدد من الصفحات على فيس بوك وحسابات على تويتر وتلقى رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي العربي، نظرية تعتمد بشكل أساسي على وسائل ملتيميديا كمقاطع فيديو على يوتيوب وبعض الصور لبناء استنتاجات يحاول مروجوها إظهارها كحقائق من خلال التركيز على تفاصيل صغيرة.

وفي أغلب الأحيان توجه هذه الجهات أصابع الاتهام لجهات مخابراتية كالأجهزة الفرنسية مثلا بخصوص اعتداءات محمد مراح أو الأجهزة الأمريكية والإسرائيلية. أصوات أخرى ترى في هذه العمليات محاولات لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.

"نظرية المؤامرة" حول اعتداء "شارلي إيبدو" تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي


منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة وبعد كل عملية إرهابية ترتفع أصوات على مواقع التواصل الاجتماعي تشكك في الروايات الرسمية والنتائج التي تسفر عنها التحقيقات بخصوص تورط أطراف معينة في هذه العمليات.

"نظرية المؤامرة" التي تسوق لها عدد من الصفحات على فيس بوك وحسابات على تويتر وتلقى رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي العربي، نظرية تعتمد بشكل أساسي على وسائل ملتيميديا كمقاطع فيديو على يوتيوب وبعض الصور لبناء استنتاجات يحاول مروجوها إظهارها كحقائق من خلال التركيز على تفاصيل صغيرة.

وفي أغلب الأحيان توجه هذه الجهات أصابع الاتهام لجهات مخابراتية كالأجهزة الفرنسية مثلا بخصوص اعتداءات محمد مراح أو الأجهزة الأمريكية والإسرائيلية. أصوات أخرى ترى في هذه العمليات محاولات لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.

أحد الفيديوهات التي انتشرت على الإنترنت بعد أحداث "شارلي إيبدو" وتروج لنظرية المؤامرة

العمليات الإرهابية الأخيرة غير المسبوقة التي هزت فرنسا الأسبوع الماضي لم تشذ عن هذه القاعدة ومنذ الأربعاء وبعد ساعات فقط من انتشار أولى الصور التي تظهر تورط الشقيقين شريف وسعيد كواشي في الاعتداء التي استهدف صحفيي "شارلي إيبدو" وعناصر الشرطة.

كانت البداية بالتشكيك في السيارة التي استخدمها المهاجمان في تنفيذ عمليتهما الإرهابية حيث أشار البعض أن تغير لون المرايا الجانبية للسيارة بعد العملية من الأبيض إلى الأسود حين قامت الشرطة برفع السيارة لإجراء البحوث اللازمة ليقول البعض إن هذه السيارة ليست نفسها التي استخدمت في العملية.

ثم سخر عدد من الحسابات على تويتر وفيس بوك من الدليل الذي أرشد الشرطة إلى شخصية منفذي الاعتداءات وهو بطاقة هوية الشقيق الأكبر سعيد كواشي التي نسيها في السيارة السوداء "سيتروان" التي تخلى عنها الإرهابيان بعد تنفيذ العملية واستقلا سيارة "كليو" رمادية استوليا عليها في بدء رحلة فرار استمرت لمدة يومين كاملين.

البعض شكك في أن الأخوين كواشي اللذين تظهر أشرطة فيديو عملية فرارهما بهدوء بعد تصفية الشرطي أحمد المرابط وحرصهما على التقاط فردة حذاء سقطت من السيارة كانت ربما قد تكون دليلا ماديا ضدهما. أن يكونا ارتكبا هذا الخطأ البدائي القاتل، وتساءلوا كيف لقاتل محترف تصرف بكل ثقة وهدوء أعصاب نسيان بطاقة هوية في السيارة، من البديهي حتى ألا يحمل هذه البطاقة خلال عملية ضخمة كهذه؟ البعض تقاسم رسما كاريكاتيريا يظهر شكه وسخريته من هذا الدليل الذي مكّن الشرطة من كشف هوية المعتدين في وقت قياسي جدا.

كما تم التشكيك بعملية تصفية الشرطي الفرنسي الذي وجه إليه أحد المسلحين الأربعاء فوهة بندقيته حين أرداه، مستغربين عدم سيلان دم بعد فتح النار على رأسه مباشرة.. وقال البعض إن الطلقة لم تصبه أبدا.

وكانت عملية أخرى هي احتجاز الرهائن في متجر "هيبر كاشار" في مدينة "فانسان" بغرب باريس، التشكيك طال هذه المرة عملية القضاء على محتجز الرهائن "أميدي كوليبالي" خلال عملية مداهمة المتجر اليهودي، حيث أخذ البعض مقتطف من فيديو قصير جدا ثانيتين أو ثلاث وقالوا إن المسلح كان مقيد اليدين حين رمى بنفسه على أفراد القوات الخاصة الفرنسية التي ملأت المكان واقتحمت المتجر... وشكك البعض حتى في هوية الرجل الذي قدمته الشرطة على أنه كوليبالي. وقالوا إن مسلحا مصمما لا يلقي بنفسه كما بيّن الفيديو على الشرطة رغم أنه كان مدججا بالأسلحة ومعه متفجرات كان يستطيع أن ينسف بها المتجر بأكمله ويقتل عددا كبيرا من عناصر الفرق الخاصة والرهائن.



"نظرية المؤامرة" إذن والتشكيك في الروايات الرسمية للعمليات الإرهابية طال كل السيناريوهات التي قدمتها الأجهزة الأمنية الفرنسية. فما الذي يدفع هؤلاء إلى ترجيح هذه الفرضيات؟ هل هي لدفع التهمة عن منفذي العمليات الإرهابية وبالتالي تبرئة العرب والمسلمين إجمالا.. أم هي ظاهرة عالمية تلي كل العمليات الإرهابية الضخمة؟

اتصلنا بخبير نفسي متخصص لمعرفة رأيه في هذا الطرح وأكد لنا أن "أتباع نظرية المؤامرة ينطلقون من طرح نفسي معروف "بسيكوتيك" يتمثل في دفع التهمة عن النفس بغض النظر عن حيثيات الاتهام، وأحيانا حتى دون معرفة كل التفاصيل المحيطة بالحادث أو الاتهام. والبحث عن "كبش فداء" قد يكون في حالة الصفحات والمواقع العربية أطرافا أخرى تتهم عادة بالتآمر على العرب كالولايات المتحدة وإسرائيل أو حتى نظرية المخابرات الفرنسية التي تبحث عن ذريعة للتدخل في ليبيا كما روجت لذلك بعض الصفحات. أو التصرف انطلاقا من مفهوم التضامن والواعز الديني والرغبة في الدفاع عن الإسلام "مع منفذي الاعتداءات الذين يقدمون أنفسهم على أساس أنهم خلال هذه العمليات يدافعون عن المسلمين والعرب.

شاهد الفيديو


"فرانس 24" - 12\1\2015

إرسال تعليق

 
Top