0
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس العماد ميشال سليمان في الصرح البطريركي في بكركي، واكد سليمان بعد اللقاء أن "الزيارة هي لتهنئة البطريرك في السنة الجديدة والميلاد المجيد لأنه لم يتسن لنا ان نهنئه بالعيد هذه السنة". وقال: "كانت الزيارة مجالا للتباحث بالشؤون الراهنة. بداية، اتوجه بالتعازي لأرواح شهداء جبل محسن وايضا للشهداء الذين سقطوا في فرنسا. الارهابيون يشبهون بعضهم والشهداء بكل الاماكن يشبهون بعضهم ايضا وخاصة شهداء الصحافة والحرية".
 

أضاف: "أهنئ أهل طرابلس، أكان اهل جبل محسن بالدرجة الاولى او اهل طرابلس، بالتكاتف والتضامن ضد موجة الإرهاب ولم يفسحوا في المجال للتفرقة ضمن صفوفهم. في الوقت نفسه، نأمل ان تكون العملية الامنية التي حصلت اليوم في سجن رومية قد حققت اهدافها. وهذا الامر يجب ان لا يهمل اطلاقا، وسيكون هنالك دائما ضبط للأمور داخل السجن. واتمنى على القوى الأمنية ان تسارع الى توقيف مرتكبي جريمة الشاب ايف نوفل اذ لا يجوز ان يستمر اختفاء مجرمين فارين لمدة ثلاثة أيام في قلب لبنان وضمن مساحة صغيرة. واذا كان لدى هؤلاء المجرمين غطاء سياسي، ولا أعتقد ذلك، فليرفع هذا الغطاء لا بل على العكس المطلوب من الذي يغطيهم سياسيا الكشف عنهم، اذ انه لا يكفي ان تقول كل جهة سياسية رفعنا الغطاء بل عليهم ان يدلوا على مكان وجود المرتكب لأنه يختبئ عندهم وموجود ضمن البيئة التابعة له. اتكلم عن هذه القصة وعن غيرها اذ لا يجوز ان يقتل شاب بدم بارد بهذا الشكل ويبقى المجرمون متوارين ثلاثة ايام عن يد العدالة في منطقة مثل كسروان".
 

وتابع: "أما الموضوع الاساسي الذي يشغل بالنا بشكل دائم، نحن وغبطة البطريرك هو رئاسة الجمهورية. كفى، أصبحوا 8 اشهر وفي ايار يكون قد مر سنة، فأيار على الابواب. في كل مرة تتعثر الرئاسة اكثر من مرة. هل الوصول الى الاستغناء عن رئاسة الجمهورية في لبنان مربوط بأن الرئيس هو فقط من طائفة معينة؟ لا، ليس هناك من دولة او منظمة او عائلة او جمعية لا رأس لها. كيف يمكن ان يستمر لبنان بدون رئيس للجمهورية؟ لا أحد يستطيع ان يتنصل من المسؤولية. الموضوع ليس اتفاقا مسيحيا فقط لأن الرئيس هو لكل لبنان ولا نستطيع القول فليتفق المسيحيون مع بعضهم حتى ننتخب. ابدا ليس هذا الحل وعلى كل واحد ان يقوم بدوره في لبنان دون ان ينظر اذا ما كان الثاني اتفق او لا. فواجبات كل فئة وكل نائب ان ينزل الى المجلس وينتخب، فلا نقدر ان نقول نحن لن ننزل طالما هناك فلان يرغب بالرئاسة. من يرغب، عليه ان يتفضل الى المجلس النيابي".
 

وتابع سليمان: "الحوارات التي تحصل جيدة لكنها ليست هي التي توصل للرئاسة اذ يوجد مجلس نيابي عليه ان يجتمع وان ينفذ واجباته. انا هنا اتوقف عند الذين لم ينزلوا الى المجلس لانتخابات الرئاسة ولكنهم نزلوا ليمددوا للمجلس النيابي. وتكلمنا بالموضوع سابقا انه بدول العالم، عندما لا يستطيع المجلس النيابي ان ينتخب رئيسا يحل نفسه ويعاد الانتخاب. لكن عندنا، لا ينتخب رئيس ويمدد للمجلس. طبعا، هذا مخالف لمنطق الامور الديمقراطية، لذلك واليوم قبل الغد وقبل ان تتأتى اخطار جديدة على لبنان، ونقع كلنا بالندم، يجب على الجميع ان يكونوا شجعانا، واذا كان حليفي هو من يوقف الانتخابات فأنا ايضا اتحمل المسؤولية فلا اقدر ان اقول انه هو المسؤول فقط. بقدر ما لك تمثيل ومسؤولية دستورية بقدر ما انت ملزم ان تنزل الى المجلس النيابي وتنتخب رئيسا وتصبح الدورات متلاحقة مرة بعد أخرى ليتم الاتفاق داخل المجلس على تنازلات من فريق لآخر، أكان من الاشخاص المطروحين حاليا والذين هم مصرون او غيرهم، فليتفضلوا وينزلوا الى المجلس وتحصل الانتخابات.
 

لا يجوز ان يبقى لبنان دون رئيس للجمهورية كما انه لا يجوز ان يبقى لبنان غائبا عن المجتمع الدولي وعما يجري من مخاطر كبرى تتمثل بموضوع الارهاب. في هذا الوقت، طبعا رئيس الحكومة تمام سلام يقوم بدور عظيم في هذا المجال تجاه لبنان ولا يستغل ابدا غياب رئيس الجمهورية لا بل على العكس يحاول دائما ان يشعر اللبنانيين ان لبنان بحاجة الى رئيس لكن هذا لا يكفي. ولا يكفي الاتكال من قبل الأطراف لأن لا احد يعرف كيف يظهر الشر دائما".
 

وقال: "الأمر الثاني والذي هو نقطة ايجابية، برهن لبنان بكل تركيبته وبكل هذه الفترة الخطيرة التي مر بها خلال الثلاث سنوات انه حقيقة بلد مستقر ومستقر جدا. اذ لم نكن نتصور ابدا مع كل الذي يحصل حولنا وخاصة عند اخواننا السوريين، ان لبنان استطاع ان يحافظ على هذا القدر من الاستقرار. لذلك، انا أقول هذه نقطة مضيئة جدا عند الشعب اللبناني الذي برهن انه يريد العيش مع بعضه بشكل صحيح. هناك امكانية كبيرة للاستقرار السياسي والاستقرار الأمني والى حد ما الاستقرار الاقتصادي.
 

المشكلة اصبحت بإدارة هذه الشؤون من قبل المعنيين بالأمر الرئاسي، ربما انا كنت واحدا منهم بقدر ما كان عندي قدرة على هذا الموضوع، لكن كل رجل سياسي هو مسؤول".
 

وأردف سليمان: "لقد برهن الشعب والمواطن انه أوعى بكثير من المسؤولين عنه لذلك أقول للذين قالوا ان الجيش سينقسم، على مدى عشرات السنين يتعرض الجيش لصعوبات كبيرة ولم ينقسم بل بالعكس انه يبرهن عن وحدته.
 
الذين يقولون ان المسيحيين والمسلمين يتقاتلون مع بعضهم او السنة والشيعة... ابدا. مرت ظروف صعبة ولم يتقاتلوا مع بعضهم. يوجد نقاط قوة كثيرة ظهرت في تركيبتنا لكن علينا ان نستفيد من هذه النقاط ونجرب ان نحسن البلد وان نطور وان نؤمن فرص حياة كريمة للناس حتى لا تبقى "مبهدلة" كما تحصل "البهدلة في كل الأمور". لتحقيق ذلك يجب ان يكون هناك حد ادنى من الارادة السياسية وان لا نخلط امورنا السياسية بالأمور المعيشية ولا نستعمل وجع الناس وتعبهم وفقرهم لنحقق سياستنا ومحاصصتنا بل بالعكس، السياسة هي في خدمة الاقتصاد وفي خدمة حياة الناس وتحسين قدرهم وليس العكس. اصلا بنيت السياسة على ما يسمى العقد الاجتماعي ويأتي السياسي حتى ينفذ هذا العقد لأن هدفه ليس فقط السياسة. بمعنى انهم يتصارعون والناس تنتظر بلا أكل او شرب او كهرباء...". 

12\1\2015

إرسال تعليق

 
Top