0
على الرغم من شبح «النفايات» المخيّم، ليس فقط على الشوارع والساحات، إنما أيضاً على كامل الوضع السياسي في البلاد جراء المخاوف المحيطة بالوضع الحكومي المهدّد بالإنفجار نتيجة الإنقسام الحاصل داخل مجلس الوزراء على ملف النفايات كونه مادة «دسمة»، جاء خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ليعطي جرعة تفاؤل هامة بالنسبة للحوار الحاصل بين الحزب وتيار «المستقبل»، لا سيما عندما توقّع أن يؤدي مثل هذا الحوار إلى نتائج إيجابية على أكثر من مستوى وصعيد بدءاً من تنفيس الإحتقان بين الطائفتين السنّية والشيعية، وسحب فتيل أي فتنة مستقبلية بينهما، وصولاً إلى إعادة ترتيب الوضع الإسلامي ـ الإسلامي إنطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا والجامعة. وأبدت مصادر نيابية في 14 اذار مواكبة للحوار الحاصل بين «حزب الله» و«التيار الأزرق» ارتياحها لما أطلقه السيد نصرالله تجاه المشكّكين بإمكانية نجاح هذا الحوار ووصوله إلى نتائج إيجابية، وهو بذلك كأنه يردّ على مواقف سابقة على بعض المسؤولين إن في «المستقبل» أو في قوى 8 آذار شكّكت في هذا الحوار وإمكانية نجاحه وصدور نتائج إيجابية، ولا سيما على الصعيدين الأمني والميداني.
 
كما رحّبت المصادر النيابية نفسها، بما أعلنه السيد نصرالله عن أن هذا الحوار لا يجب أن يكون بديلاً عن الحوار الوطني الجامع في لبنان ككل، لا سيما وأن هذا الحوار لا بدّ وأن يعبّد الطريق ويسهّل الوصول إلى الحوار الوطني الشامل الذي يتوقّف عليه مستقبل البلد بأسره. مثنية على إعلانه دعم «حزب الله» لأي شكل من أشكال الحوار الثنائي أو الثلاثي، معتبراً أن أي حوار بين أحزاب سياسية مسلمة كانت أم مسيحية هي حاجة على مستوى كل لبنان، مما يمهّد إلى حوار جامع وشامل، مبدية ارتياحها لما أكد عليه نصرالله من إصرار «حزب الله» على إجراء الإنتخابات الرئاسية، وأن المسعى الجدّي في هذا الإطار يكون في الحوار المسيحي ـ المسيحي، وعدم انتظار شيئاً من الخارج في موضوع الإنتخابات الرئاسية، وأن التفاهم الداخلي يوصل إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي.
 
وأكدت المصادر النيابية ذاتها، على ضرورة ملاقاة قوى الرابع عشر من آذار السيد نصرالله في طروحاته «الإيجابية» هذه، وعدم التوقّف عند التجارب السابقة المرّة وغير المشجّعة في هذا الإطار، يوم تمنّع «حزب الله» عن الإلتزام بالإتفاقات التي أنتجتها طاولات الحوار المتعدّدة التي انعقدت منذ العام 2006، واستكملت بعد وصول الرئيس ميشال سليمان إلى سدّة الرئاسة الأولى من خلال طاولة الحوار التي انعقدت مرّات عدة في قصر بعبدا، والتي تم التوافق فيها على عناوين عدة وضع سلاح المقاومة في عهدة الدولة اللبنانية، مروراً بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية وصولاً إلى سياسة النأي بالنفس و«إعلان بعبدا» الذي كان بمثابة «الشعرة» التي قصمت ظهر العلاقة بين الرئيس ميشال سليمان و»حزب الله». 

ودعت إلى تجاوز كل الماضي وتجاربه الفاشلة التي كان لها تردّداتها السلبية على الوضع بين اللبنانيين، خصوصاً وأن قوى 14 آذار في كافة مكوّناتها تعلن دائماً انتهاجها سياسة الحوار والإنفتاح على جميع الأحزاب اللبنانية، وتحديداً على «حزب الله» الذي يمثّل شريحة كبيرة من الجمهور اللبناني لا يمكن تجاوزها وتجاهلها في أي محطة من المحطات الحوارية الوطنية.
 
وختمت المصادر النيابية المواكبة عينها، أن الجميع بانتظار النتائج الإيجابية التي ستتمخّض عن جلسات الحوار الثنائية بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، كما بين «التيار الوطني الحرّ» وحزب «القوات اللبنانية»، علّ ذلك يؤدي إلى التوافق على انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، ووقف أي حالة احتقان في الشــارعين المسلم أو المسيحي، الأمر الذي لا بد وأن يؤدي إلى إتاحة الأجواء لانعقاد طاولة الحوار من جديد والتوافق على كل ما هو لمصلحة الوطن.

فادي عيد - الديار 11\1\2015

إرسال تعليق

 
Top