0
توّج رئيس الحكومة تمام سلام زيارته الرسمية لفرنسا، امس، بلقاءات مع رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالس ووزيرالدفاع جان ليفس لودريان، أعلن في حصيلتها استعداد فرنسا لدعم لبنان لمواجهة التحديات القاسية التي يواجهها، وأكد انتهاء المفاوضات بين الجانبين اللبناني والفرنسي «حول بعض الأمور الفنية والتقنية في عقد تسليح الجيش من الهبة السعودية، وإرسال العقد إلى الرياض لدرسه وإعطاء الموافقة عليه خلال شهر، لتبدأ عملية مد الجيش بما يحتاجه من سلاح وعتاد وفقاً للائحة التي أعدّتها قيادة الجيش». كما أكد الدعم الفرنسي في ملف النازحين السوريين، علماً أن سلام طلب استعجال بت فرنسا موقفها من الملفين، إلى جانب المسعى الفرنسي لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
واوضح سلام أن هولاند أعطى تعليمات مباشرة، بحضوره والوفد اللبناني، بتسهيل إنجاز عقد الهبة العسكرية وتقديم اي مساعدة يريدها لبنان.
وكان وزير الدفاع سمير مقبل قد اعلن مساء امس الاول، بعد لقاء مع نظيره الفرنسي «أن العراقيل والصعوبات قد أزيلت من أمام هذا الملف، وهو بعد وضع اللمسات الأخيرة عليه سيُعاد الى السعودية للإطلاع والموافقة عليه في فترة أقصاها نهاية كانون الثاني المقبل».
وقال مقبل لـ»السفير»: لقد وقعنا بالأحرف الأولى مع وزير الدفاع الفرنسي على العقد بين لبنان وفرنسا، على أن تدفع السعودية الدفعة الأولى من المبلغ المتفق عليه»، رافضاً الكشف عن الرقم «لأنه يخصّ الجانب السعودي». وأوضح رداً على سؤال، أنه «لم تكن توجد عراقيل بمعنى الكلمة إنما ثمة نقاط تقنية وفنية اتفق عليها الوفدان العسكريان اللبناني والفرنسي تتعلق، مثلاً، بنوعية السلاح والمدفع الذي سيتم تركيبه على برج الدبابة ومن أي شركة سيتم شراؤه...». وأوضح أنه «عند التوقيع النهائي سيتعهّد لبنان بألا يتم بيع أو إرسال الاسلحة المقدمة الى اي جهة اخرى، على أن تبدأ فرنسا بعدها بتسليم السلاح والعتاد المتوافر لديها الى لبنان كمرحلة اولى، تليها مرحلة ثانية بعد تصنيع ما هو غير متوافر لتسليمه تباعاً».
ونفى مقبل وجود أي عمولات او سمسرات في العقد كانت تعيق التنفيذ. وقال: «نحن نعمل لمصلحة لبنان والدولة والجيش، ولا مجال أبداً لأن يخوض معنا اي طرف في مثل هذه المسائل، ولا يجوز تشويه صورة الحكومة او لبنان او فرنسا او السعودية بمثل هذه التسريبات الإعلامية والسياسية».
لقاء هولاند
وزار سلام والوفد المرافق، الذي يضم الوزيرين مقبل وجبران باسيل والقائم بالاعمال غادي خوري، قصر الاليزيه، حيث استقبله الرئيس هولاند عند باب القصر. وعقدا اجتماعاً استمر نحو ساعة قال بعدها سلام للصحافيين: «إن علاقتنا مع فرنسا بقيادة الرئيس هولاند متينة وقوية جداً، ونحن هنا اليوم لمتابعة هذه العلاقة، وقد لقينا كل ترحيب وتفهم ودعم لقضايانا في لبنان وفي ما نواجه من صعاب، ولا سيما ما يتعلق بملف النازحين».
ورداً على سؤال عن دور فرنسي في ملف الرئاسة، قال سلام: «إن لبنان يستعين تقليدياً بأصدقائه للمساعدة على إتمام هذا الملف، وبالتالي كان لا بد من مساعدة فرنسا. وقد لمسنا رغبة من الرئيس هولاند وكل المسؤولين الفرنسيين في ان ينتهي هذا الملف وان يكون للبنان رئيس للجمهورية لاستكمال كل مستلزمات نظامنا الديموقراطي.
وزار الرئيس سلام والوفد المرافق في معرض بيكاسو للرسم حيث كان في استقباله مدير المعرض.
لقاء فالس ولودريان
وانتقل سلام والوفد المرافق بعد الظهر الى قصر «ماتينيون» حيث استقبله رئيس الوزراء مانويل فالس. وقالت مصادر الوفد لـ»السفير» إن البحث كان في السياق ذاته الذي جرى فيه مع كل المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذية، إضافة الى البحث في الخطوات العملية لما وعدت به فرنسا من دعم، ولكن الأمور تحتاج الى متابعة من الطرفين، وبالذات حول القضايا الأمنية.
وعن الدعم المرتقب في موضوع النازحين، قالت المصادر إن «الفرنسيين وعدوا بمتابعة حثيثة للموضوع من جهتهم ومع دول العالم الأخرى للنظر في اوجه الدعم المالي والسياسي».
واستقبل سلام في مقر إقامته بفندق «جورج الخامس» وزير الدفاع لودريان بحضور مقبل وباسيل والوفد العسكري اللبناني، وجرى استكمال البحث في الاتفاق العسكري الذي جرى التفاهم عليه، وتوضيح الحاجات الأولية الملحّة للجيش من سلاح وعتاد مفيد لهذه المرحلة في مواجهة الإرهاب، لحين استكمال كل الإجراءات الأخرى المتعلقة بالتصنيع.
مؤتمر صحافي
وعقد سلام مؤتمراً صحافياً حضره مندوبون عن مختلف وسائل الإعلام العربية وبعض الفرنسية، تحدث فيه عن نتائج محادثاته. وقال رداً على سؤال عما قدمته فرنسا للبنان من دعم في قضيتي السلاح والنازحين: «وضعنا اللمسات الأخيرة على الاتفاق وتمّت الموافقة المبدئية لتعرض على السعودية، وقد أبدى الرئيس هولاند اهتماماً شخصياً وأعطى تعليماته لتسهيل إنجاز الاتفاق، لان المواجهة التي نخوضها مع الارهاب ولضبط الامن في كل لبنان تتطلب كل دعم للجيش». وأكد أن «لبنان كله صار الآن تحت السيطرة الأمنية بفعل التدابير التي اتخذها الجيش والقوى الامنية».
واضاف: «لقد اثبتت التجربة ان لبنان ليس بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب، والدليل ما حصل في طرابلس، بل ان كل اللبنانيين تواقون لبسط سلطة الشرعية والقوى الأمنية، بعد الذي حصل في عرسال وخطف العسكريين، ما يفرض على كل القوى السياسية أن توحد جهودها لمواجهة ابتزاز الارهابيين».
وعن المسعى الفرنسي للمساعدة في انجاز الاستحقاق الرئاسي، قال سلام: «الملف الرئاسي هو شأن لبناني لكن لبنان يتأثر بالوضع الخارجي، وسبق ان حصل في الدوحة اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية العام 2008 وهو ما كان ليتم لولا التدخل الخارجي المساعد، ونحن نرحب بأي جهد دولي او إقليمي مساعد، وفرنسا من الدول الحريصة على إنجاز هذا الاستحقاق وهي تتحرك بهذا المجال».
ورداً على سؤال، رحب سلام بأي مساعدة من فرنسا او سواها لبناء مراكز وأبراج مراقبة على غرار ما فعلت بريطانيا لضبط الحدود، اضافة الى تبادل المعلومات الأمنية وتوفير الامن الاستباقي لمحاربة الارهاب.
وأكد أن مشاركة لبنان في الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب هي دفاعية وليست هجومية، وقال: «الجيش اللبناني ليس ضعيفاً لمواجهة الارهاب، لكنه يحتاج الى السلاح والعتاد الحديث، عدا عن الدعم السياسي، ويجب أن يكون لدينا تماسك داخلي ومواكبة من السلطة التشريعية ومن كل القوى السياسية، وان تتوقف الخلافات السياسية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بما يؤمن تماسك السلطة وبما لا ينعكس سلباً على أداء الجيش».
وكرّر سلام موقفه بأن ما وصل الى لبنان من مساعدات دولية لا يفي بالحاجة لمعالجة أزمة النازحين، عدا عن الحاجة الى استيعاب أعداد منهم في الدول المانحة، «لأن استيعاب مئة الف نازح فقط من أصل ملايين لا يفي بالحاجة، وهو رقم رمزي ورفع عتب».
ولكن سلام، أوضح ان تدخل السعودية مؤخراً أسهم في استمرار برنامج الغذاء للنازحين لمدة شهر واحد، وقال: «ان بعض الدول تعيد النظر بقرار تجميد مساعداتها لبرنامج الغذاء الدولي».

غاصب المختار - السفير 13\12\2014

إرسال تعليق

 
Top