0
فاجأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع المشاركين في العشاء السنوي لمنسقية بيروت في «القوات» في فندق «ريجنسي بالاس» في أدما أول من أمس، بحضوره برفقة عقيلته النائب ستريدا جعجع، حيث كان من المتوقّع أن يلقي منسق «القوات» في بيروت عماد واكيم كلمة تمّ الإعلان عنها مسبقاً، وخصوصاً أن أي إجراءات أمنية خاصة لم تكن ظاهرة منذ بدء توافد المشاركين عند الثامنة والنصف مساء.

في الكلمة التي ألقاها بالعامية، وجّه جعجع نداءً الى النائب ميشال عون، قائلاً: «لا يمكننا ترك الأمور كما هي، إن موقع رئاسة الجمهورية يتآكل رويداً رويداً، مهما كانت الظروف والأسباب والخلفيات لا يمكننا أن نترك موقع الرئاسة الأولى فارغاً، وبالتالي يا جنرال أمامك خيارين: إما أن يتوجّه تكتل التغيير والاصلاح يوم الأربعاء المقبل الى مجلس النواب، فنكون، أنا وأنت، مرشحان للرئاسة، وفي ظل وجود لعبة فعليّة لا يعود بإمكان المرشَحين غير الفعليين الاستمرار، أما الخيار الثاني، وكي لا يستمر التباكي على الأطلال والقول إن السنة والشيعة يتحاوران ليختارا لنا رئيساً للجمهورية، هو الجلوس سوياً للتفاهم على بعض الأسماء ونتوجه بها الى مجلس النواب، فحتى الآن لا تزال المبادرة بين أيدينا ولكن لا يمكننا أن نطلب من الكون انتظارنا فيما البعض يُعطّل رئاسة الجمهورية
».

ولفت جعجع الى ان «مشروع قوى 14 آذار يُختصر لبنان السيّد الحرّ والمستقل، هو لبنان الراحل الكبير سعيد عقل، رحمه الله، الذي كان يتكلم عنه في أشعاره، نحن في 14 آذار نتكلم عن هذا اللبنان وننفذه على أرض الواقع، ما هي نسبة نجاحنا؟ هذا بحثٌ آخر والأيام أمامنا، وبالتالي ليكون لبنان سيداً، حراً ومستقلاً يجب أن يكون لدينا دولة فعلية»، متسائلاً: «ما هو مشروع فريق 8 آذار؟، لبنان ليس بالنسبة لهذا الفريق وطناً وطبعاً لا يريدونه سيداً وحراً ومستقلاً ولا يجدون أي ضرورة لقيام دولة قوية فعلية فيه». وأضاف: «لا ينفك فريق 8 آذار يتكلم عن «المقاومة»، ولكن قبل أن يكونوا هم مقاومة، كنّا نحن المقاومة، وقبلَنا كان يوجد آلاف المقاومين من مئات السنين، فمقاومتهم يُقصد بها حزب الله فقط، وكل مشروعهم قائم على بناء حزب قوي يتسلّح أكثر فأكثر لمصادرة قرار الدولة
».

وانتقد جعجع من يدّعون أنهم وسطيون بين فريقي 8 و14 آذار أي بين نظرتين وفكرتين للبنان، متسائلاً: «كيف يمكن أن يكونوا وسطيين؟ اذ لا يمكنهم أن يكونوا بدون نظرة معيّنة للبنان». واستهجن جعجع «كلّهم متشابهون» التي يطرحها البعض، وقال: «هذا لا يجوز، لأنه في لبنان يوجد ما هو صالح وما هو غير صالح فهذه الفكرة تسوّق بأن لا شيء صالح للعيش في لبنان وتدعو الى ترك هذا البلد، ليس صحيحاً أن «الكلّ متشابهون»، فمن يقول إنه يريد بناء دولة قوية وحصر القرار بها هل يكون كمن يقول «أريد ترك القرار خارج الدولة»، أو من يقول إنه يريد الالتزام بالدستور والقوانين اللبنانية هل يكون كمن يعتبر أن الدستور والقوانين هي وجهة نظر؟
».

وردّ على من يتهمون مجلس النواب بالتلكؤ عن انتخاب رئيس وأن النواب لا يقومون بواجباتهم في هذا السياق، أجاب: «هذا الكلام غير صحيح، فمن ليس مستعداً ليقول الحقيقة كما هي فليصمت ولا يتفوه بأي كلمة، ومن يريد الكلام عليه أن يكون كلامه سوياً فليس كل النواب متلكؤن بل هناك بعضٌ منهم بينما نواب آخرون يشاركون في كل جلسة انتخاب». ورفض سياسة التعميم «بوصف كل النواب بـ»الحراميّة»، فهذه سياسة خبيثة وخطيرة، فالتعميم يعني تجهيل الفاعل وإبقاء الواقع على ما هو عليه»، مشيراً الى أنه متأكد أقله «أن نواب القوات ليسوا كذلك والى جانبهم كثر، ما يجب فعله هو أن نسمّي الأسماء بأسمائها، ومن يريد انتخاب رئيس للجمهورية عليه تسمية النواب المقاطعين بدل أن يقول على النواب أن يتحمّلوا مسؤوليتهم لأن قسماً منهم متحملٌ لمسؤولياته
».

وشدد على أن «قوى 14 آذار لا زالت موجودة مثل أول لحظة من وجودها، ان 14 آذار هي المشروع والتصوّر الذي يريده أكثرية الشعب اللبناني، 14 آذار كانت صامدة وستبقى صامدة..». وفي موضوع الحوار بين «حزب الله« و«المستقبل«، استغرب جعجع النظرية التي يُشيعها البعض بأن السنّة والشيعة ذاهبون للحوار من أجل الاتفاق على رئيس جمهورية مسيحي، فقال: «إن السنة والشيعة سوف يتحاورون لتخفيف الاحتقان الموجود بينهم للأسف في ظل المواجهة الكبرى بين السنّة والشيعة في المنطقة ككلّ».

وأشاد جعجع بدور الجيش اللبناني في هذه المرحلة، منتقداً «بعض الغيارى الذين نادوا مؤخراً بالتسلُح الذاتي وتسليح المسيحيين بالأخص في القاع ورأس بعلبك، هؤلاء الغيارى حين كان يوجد حاجة لتسليح المسيحيين كانوا ضده وضد تسليح اللبنانيين ولم نرَ أي من بطولاتهم حين كان الوطن بحاجة فعلية لهم». 

كارلا خطار - المستقبل 11\12\2014

إرسال تعليق

 
Top