0
البغدادي أمير "داعش"، وبعد ان بدأ صراعه المفتوح مع تنظيم "القاعدة" وأيمن الظواهري، والذي كبّده خسائر فادحة في العتاد والارواح، قرّر تغيير خطته فجأة رأسا على عقب وانقض على شمال العراق غازيا الموصل ففتحها صباح الثلاثاء رغم وجود ثلاث الوية عراقية في محافظة نينوى كانت تغطّ في سبات عميق على ما يبدو، مطمئنين الى دهاء المخابرات في ايران والعراق الذين يعتقدون انهم يسيطرون على عمليات القاعدة. سقطت الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، ومحافظة نينوى. وقبلها، سقطت مناطق واسعة من محافظة الأنبار، ومحافظة صلاح الدين. كل ذلك تم في ظرف زمني قياسي، فاجأ العالم، وأخافه.

السبب الرئيسي لهذا السقوط السريع يعود الى الاتفاق الذي حصل بين "داعش" وجیش النقشبندیة بقيادة عزة الدوري. تم اجتماع بین داعش وجیش النقشبندیة بالقرب من منطقة القیارة جنوب الموصل حضر اللقاء ممثلون عن عزت الدوري والبغدادي تم نقاش إدارة المعارك وأن القیادة العسكریة وأوامر الخطط المیداني یتم تلقیھا من قیادة متحده یتزعمھا عزت الدوري وتم الاتفاق على عدم جعل القیادة العسكریة والشرعیة في داعش العراق بجنسیات غیر عراقیة وإبعاد أي قیادي غیر عراقي من العراق وأن یتولى القیادة العسكریة بداعش العراق ضباط سابقین. وفي حال سقوط بغداد یتم تولیة عزت الدوري كبدیل یرضخ له النظام الدولي بدلا عن "داعش".

اقتصاد "داعش"

في تقرير لمجلس العلاقات الدولية صدر مؤخرا أكد على أن بدايات الانتعاش الاقتصادي لتنظيم داعش كانت متأخرة في حدود 2013 قبل الاستيلاء على الموصل الذي يعده الخبراء نقطة تحول اقتصادية كبرى في مسيرة "داعش". فـما قبل الموصل كانت "داعش" تحصل على ما يقارب عشرة ملايين دولار شهريا عبر سرقة الأموال وفرض الضرائب على أصحاب العمل المحليين بل واقتطاع حصص من المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في مقابل الإذن بالدخول، اما بعد سقوط الموصل استولى مقاتلو "داعش" على 500 مليار دينار عراقي (ما يعادل أكثر من 420 مليون دولار أمريكي) من البنك المركزي في مدينة الموصل بشمال العراق. صارت داعش تمتلك الآن نحو ملياري دولار. وفي تقرير مهم نشرته «سي إن إن» كشف أهم محاور التمويل لـ"داعش" من جملتها المنح والتبرعات وبيع النفط الخام للنظام السوري، المخدرات وغسيل الأموال والابتزاز والغنائم، وهناك حديث عن ثروة عينية من الذهب فقط تقدر بـ430 مليون دولار.

سلاح "داعش"

رأى تقرير غربي ان مجموعات داعش وحلفاءها تمتلك الان قوة نارية كبيرة بفضل الاسلحة والمعدات التي استولت عليها من القوات العراقية المنسحبة من الموصل ومراكز الشرطة والمستودعات في الانبار، وقال التقرير الذي نشرته صحيفة لوس انجلس تايمز: انسحبت القوات العراقية انسحابا جماعيا مخلفة وراءها معدات عسكرية كبيرة تتضمن عجلات "همفي" اميركية الصنع وشاحنات وصواريخ ارض-ارض، اضافة الى صواريخ ارض-جو محمول على الكتف، وقطع مدفعية وبنادق وذخيرة وحتى طائراة مروحية. لقد تمكن تنظيم داعش من الاستيلاء على مخازن السلاح التابعة للفرقة الثانية والثالثة (جيش عراقي) في الموصل، مع مخازن سلاح للفرقة الرابعة في صلاح الدين والفرقة 12 المنتشرة في مناطق بالقرب من كركوك، عدا فرقة اخرى في ديالى وترك هذا الجيش خلفه أيضا المعدات الأكبر بما في ذلك الدبابات 1M- ابرامز ومدافع هاوتزر 98 M-1 من عيار 155 ملم. اننا نتحدث عن عتاد وسلاح ومعدات لما يقدر بـ200 الف جندي، جاءت كلها من الاميركيين.

الباحث مايكل ستيفنس من معهد الخدمات الملكية المتحدة لدراسات الامن والدفاع، يعلق بالقول إن "افراد تنظيم داعش مدربون جيدا، ومقتدرون، ويتوافرون على اسلحة متقدمة، ويعرفون كيف يستخدمونها".

هيكلية "داعش"

نشرت التلغراف البريطانية في عددها الصادر الجمعة رسما توضيحيا لخريطة القيادة في دولة الخلافة الإسلامية التي أعلنت عنها "الدولة الاسلامية" مطلع الشهر الجاري، وقالت الصحيفة ان قوات الجيش الحكومي العراقي حصلت على الوثائق التي تحدد هيكل القيادة داخل الخلافة الإسلامية في إحدى هجماتها على أحد مقراتها، بالتحديد بمنزل قيادي في الحركة يسمى أبو عبد الرحمن البيلاوي الذي قتل في هذا الهجوم في 5 حزيران (يونيو) الماضي بالموصل.

وكشفت الوثائق، عن اثنين يعتبران من مفاتيح قوة البغدادي وهم أبو على الأنباري الذي كان يشغل منصب كبير بجيش الرئيس الراحل صدام حسين وأبو مسلم التركماني الذي كان مقدم في جهاز الاستخبارات العراقي في عهد الراحل صدام حسين.وأشار الرسم التوضيحين حسب الصحيفة، إلى تعريف الشخصيات في هيكل “الدولة الاسلامية” بعد تحولها إلى ما يسمى بدولة الخلافة.. والذي جاء كالتالي:

الأول: هو أبو بكر البغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري.

الثاني في التنظيم: هو أبو مسلم التركماني واسمه الحقيقي "فاضل الحيالي" وهو مقدم سابق في الاستخبارات العراقية.

الوزراء في التشكيل الحكومي الداعشي
 

الأول: عدنان إسماعيل نجم وكنيته "أبو عبد الرحمن البيلاوي"، ضابط سابق في الجيش العراقي والمسؤول العسكري الأول في الخلافة، ولقى حتفه في هجوم بالموصل يوم 5 حزيلاان (يونيو) الماضي.

الثاني: عبد الله أحمد المشهداني وكنيته "أبو قاسم"، مسؤول استقبال العرب وتأمين الانتحاريين.

الثالث: محمد حميد الدليمي "أبو هاجر العسافي"، مسؤول البريد في التنظيم أي نقل التعليمات والتنسيق مع الأجهزة الأخرى.

الرابع: موفق مصطفى الكرموش وكنيته "أبو صلاح"، مسؤول المالية في التنظيم.

الخامس: عبد الواحد خضير أحمد وكنيته "أبو لؤى"، المسؤول الأمني العام عن التنظيم.

السادس: بشار إسماعيل الحمداني وكنيته "أبو محمد". مسؤول ملف السجناء.

السابع: شوكت حازم الفرحات وكنيته "أبو عبد القادر"، المسؤول الإداري العام في التنظيم.

ـ مكتب الحرب الداعشي

 
الأول: خيري عبد حمود الطاني وكنيته "أبو كفاح"، مسؤول التفخيخ.

الثاني: عوف عبد الرحمن العفري وكنيته "أبوسجى"، مسؤول الشؤون الاجتماعية داخل دولة الخلافة.

الثالث: فارس رياض النعيمى وكنيته "أبو شيماء"، مسؤول مخازن السلاح في التنظيم.

ـ المحافظون الدواعش

الأول: أحمد عبد القادر الجزاع وكنيته "أبو ميسرة" مسؤول التنظيم في بغداد.

الثاني: عدنان لطيف السويداوي، ضابط سابق في جيش صدام حسين وكنيته "أبو مهند السويداوي" مسؤول التنظيم في الأنبار.

الثالث: رضوان طالب الحمدوني وكنيته "أبو جرناس"، مسؤول التنظيم في الحدود بين العراق وسورية.

الرابع: أحمد محسن الجحيشي وكنيته "أبو فاطمة"، مسؤول التنظيم في محافظات الفرات الأوسط.

الخامس: نعمة عبد نايف الجبوري وكنيته "أبو فاطمة"، مسؤول التنظيم في محافظة كركوك. 

السادس: وسام عبد زيد الزبيدي وكنيته "أبو نبيل"، مسؤول التنظيم في محافظة صلاح الدين، قُتل في مطلع الشهر الجاري خلال الاشتباكات.

3\3  

إعداد وتوثيق: تادي رشيد عواد - منبر "ليبانون تايم" 15\9\2014

إرسال تعليق

 
Top