0
لقد بلغ الانشطار العامودي بين مكونات 14 و 8 اذار وتحديدا بين السنة والشيعة ذروة التوتر والتصعيد، وما بقاء احد الفريقين في حكومة تمام سلام الا ان البلاد قادمة حسب بعض الاوساط السياسية، على الشر المستطير، بل حتى لا يقال ان هذا الفريق قد اسرع قبل الاخر بموجات العنف التي تنذر هذا الوطن. فالصراع المذهبي السني - الشيعي قد بات جليا وواضحا للعيان، اذ بينما كان آل حمية يتقبلون التعازي في استشهاد ولدهم العسكري الذي اطلق الرصاص عليه من مجموعات اصولية كـ«داعش» و«النصرة»، خرجت في طرابلس مجموعات بقيادة اسامة منصور والذي يقال انه قد تم تنصيبه على الخلافة الاسلامية في منطقة الشمال ومعه المدعو شادي المولوي الذي كان قد تمّ توقيفه سابقا واخرج من السجن بموكب حكومي رسمي ليصل الى عاصمة الشمال، ومعهم بعض الزمر من المجموعات المسلحة يهتفون لاحمد الاسير ويطالبون بـ«داعش» و«النصرة» ومناصرة ابو بكر البغدادي واعدا ان «الخلافة الاسلامية» بشكل علني في منطقة الشمال.

وتضيف الاوساط بان المدعو سالم الرافعي خرج يوم الجمعة الماضي ليطالب عناصر الجيش اللبناني والذين هم من الطائفة السنية بترك السلاح وعدم محاربة «داعش» و«النصرة»، وقبل يومين خرج علنا سراج الدين زريقات من القلمون ليعلن انه خلال ايام سيكون وجماعته يتجولون في بيروت وضواحيها وكأن ارض لبنان اصبحت مستباحة لجماعة «داعش» و«النصرة» في ظل حكومة تفقد التوازن والاتفاق وفي ظل مجلس نيابي غير شرعي، بل في ظل عسكر منهمك لا يملك من السلاح ما يمكنه من محاربة هذه الجماعات الاصولية التكفيرية الدموية الا الوعود بالمليارات التي اغدقت عليه، وتبيّن انها مجرد حبر على ورق مهترىء.
 
وأكدت الاوساط ان اهالي العسكريين المخطوفين والذين يعيشون المأساة المريرة منذ قرابة الشهرين تقريبا، وهم اما ينتظرون ذبح اولادهم او قتلهم بالرصاص بسبب انعدام المبادرات التفاوضية، هذه المبادرات التي تطالب بها جماعة «داعش» و«النصرة» بالافراج عن اعتى المجرمين المسجونين اما في سجن المديرية العامة لمخابرات الجيش اللبناني في اليرزة او لدى فرع المعلومات او في سجن رومية، كأن من يقتل ويذبح ويسفك الدماء ويفخخ السيارات ويقتل الابرياء تؤكد الاوساط يتمتع بسقف أمني عال من بعض الاطراف السياسية اللبنانية التي باتت معروفة والتي تسعر الخطاب المذهبي والديني خدمة لمصالح اوليائها ولعدائها لحزب الله حسب زعم الاوساط.
 
وتنقل الاوساط عن مصادر في 8 آذار بأن عملية اعتقال علي ابو عجينة او علي الحجيري ومعه مصطفى ابو طاقية الذي إختطف العسكريين وجعلهم في مضافته، لا تكلف «حزب الله» الا عملية نوعية، ولكن حسب قول الاوساط ان الحزب يفضل، عدم الخوض بالصراعات المذهبية الداخلية وخاصة في عرسال ويترك الامر للجيش اللبناني.
 
وتشير الاوساط، الى ان المعركة القادمة والتي يقال عنها بأنها «عرسال 2»، هي اكبر بكثير من منطقة عرسال لانها ستمتد الى كافة الاراضي اللبنانية، لان هناك من ينفخ في ابواق الفتنة الطائفية والمذهبية ولن توفر لا شيعي ولا سني ولا درزي ولا مسيحي، وبأن هذه الابواق لا تريد لهذا البلد الامن والاستقرار، أما الاحاديث على الشاشات التلفزيونية او بالاحرى ما يسمى بالتوك - شو فما هي الا للاستهلاك المحلي الذي لا يقدم او يؤخر استراتيجية الصراع ولا في حيثياته او مناطقه التي بدأت تمتد الى المنطقة الدرزية واستشعر بخطرها الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط وبدأ تحركاته محاولا وأد الفتنة التي لا يتمنى احد ان تحصل.

ماري حدشيتي - الديار 27\9\2014

إرسال تعليق

 
Top