0
في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة الاميركية بحملة عسكرية ضد تنظيم »داعش«، كشفت مصادر مسؤولة عن أن جماعة ارهابية أخرى، يقودها شخص غامض كان في دائرة المقربين من أسامة بن لادن، تشكل تهديدا مباشرا لأميركا وأوروبا، وتؤكد المصادر عن مسؤولين اميركيين أن جماعة تسمى «خراسان» ظهرت في الأعوام الماضية كخلية في سوريا، ربما تكون أكثر عزما على تنظيم هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة أو اي منشآت خارجية وهذه الجماعة يقودها الكويتي «محسن الفضلي»، أحد قيادي عمليات القاعدة، حسب ما اوردته وزارة الخارجية الأميركية، وقد كان مقربا من «بن لادن» لدرجة أنه كان من بين مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعلمون بشأن هجمات الحادي عشر من ايلول 2001 قبل حدوثها.
وتتابع المصادر: حتى اليوم لا توجد معلومات عامة متوافرة بشأن تنظيم «خراسان»، الذي وصفه مسؤولون استخباراتيون وأمنيون وعسكريون بأنه يضم أفرادا من «القاعدة» من جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. ويقال إن بعض أعضاء الخلية يهتمون على وجه التحديد بوضع مخططات إرهابية باستخدام متفجّرات مخبأة، ولا احد يعلم من يشارك إلى جانب «الفضلي» في قيادة هذا التنظيم. وتشير المصادر الى ان مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر قد صرح بأن تنظيم «خرسان» قد يشكل خطرا اكبر مما يمثله خطر تنظيم «اعش» وبان التركيز على الاعمال الارهابية لـ «داعش» في العراق وسوريا وفي لبنان قد اغفل اهتمام المعنيين عن التهديدات الاكثر مباشرة التي تتمثل في تنظيمات إرهابية تقليدية مثل «خراسان« و«جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» في سوريا.
وتضيف المصادر أن «محسن الفضلي البالغ من العمر ما يقارب الرابعة والثلاثين من العمر، تلاحقه الاستخبارات الاميركية منذ اكثر من عشر سنوات، هو المسؤول عن الحركة المالية وهو من يوجه العملاء في المناطق المتواجد فيها تنظيم «خرسان» و«جبهة النصرة»، وهو اي الفضلي، بحسب معلومات الاستخبارات قد ساعد الارهابيين الذين فجروا عام 2002 قبالة سواحل اليمن ناقلة النفط ليمبورج، وفي عام 2012 تمّ عرض مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يعطي اي معلومات قد تؤدي لإلقاء القبض عليه .وتقول المصادر، وفقا للخارجية الأميركية، ان الفضلي الكويتي الاصل متورط في الكثير من العمليات الإرهابية ومطلوب للسلطات الكويتية والسعودية والأميركية، هو الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة في سوريا والممثل الشخصي لزعيم التنظيم في العالم أيمن الظواهري، والاسم الكامل لمحسن الفضلي، هو «محسن فاضل إياد الفضلي»، المعروف باسم «محسن الفاضلي» على قوائم الإرهاب الأميركية. كما تشير المصادر، الى ان الفضلي له الدور البارز والحاسم في انحياز الظواهري إلى جانب «جبهة النصرة» بقيادة «أبو محمد الجولاني»، في خلافها مع تنظيم «داعش» بقيادة أبو بكر البغدادي، واعتبارها الذراع الرسمية لـ «القاعدة» في سوريا، وهذا ما يؤكد أن الفضلي رجل الظواهري الأول في سوريا وموضع ثقته.
وتختم المصادر بان الولايات المتحدة الاميركية تروّج لتنظيم «خراسان» مما يمهد لضرب «جبهة النصرة» المرتبطة بـ «القاعدة» داخل الأراضي السورية أثناء الغارات الجوية على «داعش»، وبأن الهدف الواضح من التسريبات الأميركية هو «شيطنة» «النصرة»، المنتمية إلى أيمن الظواهري زعيم القاعدة، قبل تدميرها، هو ايضا زعيم «قاعدة خراسان» التي تعتبر المظلة الأم لأغلب التنظيمات الإرهابية، قد تعيق العمليات الاميركية ضد «داعش» والخوف من ان يشن هذا تنظيم «خراسان» هجمات ضد اهداف غربية.

ماري حدشيتي - الديار 25\9\2014

إرسال تعليق

 
Top