0
أسف الرئيس العماد ميشال سليمان على استمرار الشغور الرئاسي بعد مرور 122 يوماً و13 دعوة غير مستجابة لجلسات انتخاب الرئيس، معتبراً أن أكثر ما يخدم منطق الارهاب في هذا التوقيت، هو الاستمرار في ترك البلاد "جسداً بلا رأس".

وشدد سليمان خلال استقباله نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الاتصالات بطرس حرب والنائب غازي العريضي، على أهميّة وحدة الموقف للردّ على التهديدات الإرهابية التي لا تميّز بين مذهب وآخر ولا بين طائفة وأخرى ولا حتى بين فريق وفريق.

وثمّن الرئيس سليمان موقف أهالي الشهداء العسكريين المتعالي على الجراح والداعي إلى الحكمة والتروّي ونبذ الفتنة التي لن تجد لها ممراً ولا مقراً في لبنان، متمنيّاً توحيد الجهود ما بين الحكومة اللبنانيّة والأهالي بما يضمن سلامة العسكريين وعودتهم.

كما بحث سليمان في شؤون لبنان والمنطقة والتحالف الدولي لمكافحة الارهاب مع السفير الصيني في لبنان جيانغ جيانغ والسفير الفلسطيني أشرف دبور. كذلك استقبل الرئيس سليمان رئيس بلدية بسكنتا المحامي طانيوس غانم.

من ناحية أخرى، أبرق سليمان للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للتهنئة بـ"العيد الوطني السعودي"، مثنياً على دور المملكة الطليعيّ في مكافحة الإرهاب ودعمها المتواصل للمؤسسة العسكريّة اللبنانية.

مكاري

وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بعد اللقاء: "حرصت على ان تكون هذه الزيارة اليوم لفخامة الرئيس ميشال سليمان أول نشاط سياسي لي في لبنان بعد ان غبت لفترة في الخارج. صحيح ان مركز رئاسة الجمهورية أصبح شاغرا منذ انتهاء ولاية الرئيس سليمان، لكننا شعرنا خصوصا بالفراغ لأن مواقفه كانت تملأ المركز، كان الرئيس سليمان رئيسا "معبّا موقعو" ومواقفه حجزت له مكانا مهما على الساحة السياسية حتى بعد مغادرته قصر بعبدا، من هنا من دارة الرئيس سليمان نأمل ان يتوقف البعض عن العرقلة التي تمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية لان البلد لا يتحمل مثل هذا الفراغ في هذه المرحلة الصعبة التي تحتاج فيها الى التوافق، الارهاب يقتل ابناءنا العسكريين ويخطف ويروّع ويهدد البلد ويزرع الفتنة والبعض يصرعلى تكبير الرأس وعلى التعطيل، لكنني اشدد من هنا على ان قطع رأس الارهاب يبدأ بان نعيد للجمهورية رأسها".

ورداً على سؤال عن قضية العسكريين المخطوفين قال: "الدولة اللبنانية تبذل كل جهدها ولكن لدي رأي بهذا الموضوع وهو انه لا يجوز على اي طرف ان يمنع ما يسمح لنفسه به، اي لا يمكن ان أفاوض لأستعيد أسراي ولا اسمح للدولة اللبنانية ان تفاوض من أجل اطلاق العسكرريين المختطفين الأبطال".

حرب

واكد وزير الاتصالات بطرس حرب بعد اللقاء: "ان الزيارة تأتي في اطار التشاور بين القوى السياسية والرئيس سليمان الذي هو مرجعية وطنية كبيرة والتشاور معها مفيد جدا لا سيما في هذه الظروف الصعبة جدا التي تمر بها البلاد، كلنا يركز على الازمة الانسانية الكبيرة والوطنية التي نعيشها بموضوع العسكريين المختطفين والتهديدات التي تصدر بقتلهم والجهود المبذولة لإخلائهم التي نتمنى ان تتكلل بالنجاح مع الاخذ بعين الاعتبار البدائل لمساعي اطلاقهم وهي بدائل صعبة وتعرّض حياة العسكريين للخطر، لأن اقدام السلطة على خطوات عسكرية فقط من دون ان يواكبها اتصالات سياسية يؤدي الى تعريض حياة العسكريين للخطر والى استعجال ردات الفعل التي قد تقضي على حياتهم".

ولفت حرب الى ان: "الحكومة على تواصل مع من لديهم القدرة والامكانية على التواصل مع الخاطفين ونأمل ان تعطي هذه الإتصالات النتيجة المرجوة لان اي طرح آخر قد لا يؤدي الى الحل الملائم لا للعسكريين المخطوفين ولا لعائلاتهم وليس لنا لانهم ابناؤنا ولا للدولة اللبنانية واستمرارها".

وقال حرب: "بحثنا في الازمة السياسية المستمرة واليوم هي الجلسة ال 13 التي ندعى اليها لانتخاب رئيس للجمهورية ونحن نحضر الى المجلس النيابي للمبدأ، مع علمنا ان هناك فريق سياسي يمتنع عن النزول ويعطّل النصاب ويبقي البلاد بلا رئيس في وقت احوج ما نكون فيه لأن تكون السلطة كاملة لان وجود الرئيس يؤمن وجود سلطة سياسية الى جانبه هي مجلس الوزراء القادر في ظل وجود الرئيس وفي ظل الظروف العادية لسير الامور الدستورية اتخاذ القرارات الملائمة والصعبة التي تستدعيها هذه الظروف".

أضاف حرب: "الحكومة الحالية وانا عضو فيها آلية وظروف عملها تختلف عن الحكومة في ظل وجود رئيس للجمهورية وهذا يدلل على اهمية وجود رئيس للجمهورية وعلى خطورة وجود بلد بلا رأس وهذا يستدعي ان اتوجه واكرر التوجه لضمائر الناس الذين يعطّلون جلسة انتخاب الرئيس للنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس لأن البلد يحتاج الى وجود رئيس والمخاطر كبيرة ونخفف كثيرا من المخاطر بوجود رئيس وحكومة قادرة ان تحكم، أما ابقاء البلد على ما هو عليه يزيد من المخاطر ويحمّل المعطّلين مسؤوليات تاريخية، نتمنى ان لا نضطر في يوم من الايام ان نذكركم بما جنت ايديكم من مخاطر ومن اضرار على لبنان".

العريضي

ولفت النائب غازي العريضي الى أن: "زيارة الرئيس سليمان واجب على اكثر من صعيد لما تربطنا به من علاقة تكرست في اصعب المراحل بقراءات ومواقف مشتركة وعمل مشترك على مستوى ادارة شؤون الدولة وتثبيت الموقف السياسي الذي عبر عنه الرئيس سليمان على مدى سنوات خير تعبير ومن المفيد والضروري البقاء على تشاور معه والوقوف على وجهة نظره".

وقال: "بطبيعة الحال اللقاء يدور في اي مجلس من المجالس البرلمانية اليوم حول المخاطر التي نواجهها جميعا على رأسها موضوع الارهاب وامتدادا موضوع العسكريين المخطوفين والتهديدات المتتالية والمستمرة التي تصدر من حين الى آخر وايضا الاستحقاقات السياسية في البلاد وكيف يتعاطى المجتمع السياسي اللبناني معها والذي ويا للاسف لا يملك رؤية موحدة حول كل هذه المسائل وهذه ابرز نقطة ضعف في حياتنا السياسية اليومية في المواجهة فعندما لا يكون الجسم السياسي متماسكا وعندما لا تكون الارادة السياسية واحدة في مواجهة خطر واحد او الاهتمامات واحدة في مواجهة هموم واحدة على المستوى المعيشي والاقتصادي والمالي والاستحقاقات السياسية من الطبيعي ان يتعرض البلد، لذلك نحن نركز دائما على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتوحيد الرؤية فيما يخص مواجهة الارهاب من خلال تأكيد موقع ومرجعية الدولة ومؤسساتها على رأسها الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الاخرى وتوفير كل الامكانات والدعم وتعزيز الثقة بهذه المؤسسات وتعزيز الثقة ايضا بالمسؤولين الذين يتابعون موضوع المخطوفين العسكريين لدى المنظمات المعروفة".

وردا على سؤال حول موضوع الاتجاه الى تشريع الضرورة في المجلس النيابي قال:"انا قلت واكرر دائما من موقعي كمواطن لبناني او نائب او مسؤول سياسي لا يجوز ان ندخل في امر تحت الضغط او تحت الضرورة لأن المجلس النيابي موجود ليشرّع فما هو مبرر وجود المؤسسة البرلمانية؟ ففي كل مجتمعات العالم حيث ثمة مجالس نيابية ان دور المجلس النيابي هو التشريع ما دام المجلس موجودا وحتى آخر لحظة من وجوده الدستوري ،فالمجلس النيابي موجود للتشريع وبالتالي اي خطوة نقوم بها ليست منّة من احد ولا يجوز ان تأتي تحت ضغط احد سواء كان فردا او جهة او حدثا، مبرر وجود المجلس النيابي ان يبقى يعمل ويشرع والتشريع عموما هو لمصلحة اللبنانيين،انا اقول يجب ان يشرع المجلس النيابي في اللعبة السياسية المفتوحة ثمة معادلة سياسية وتناقضات وخلافات انا اعتقد ان رئيس المجلس لديه من الحكمة الكبيرة التي يلجأ اليها كثيرون في الساعات الصعبة حتى في صفوف المتناقضين معه وبالتالي يعرف ما هي الامور التي يمكن ان تطرح في مثل هذه الظروف التي نعيش فيها خلافات كبيرة حول كثير من الامور وبالتالي يبقى المجلس يعمل بفاعلية وينتج ، اما ان يكون البديل التعطيل الكامل فهذا امر غير مقبول ،هناك ادانة لكل من يتحمل مسؤولية هذا الامر، هناك ادانة لواجبنا وامانتنا بمعنى التقصير حيالهما".

السفير الصيني

واكد السفير الصيني جيانغ جيانغ: "انا مسرور جدا بلقاء الرئيس سليمان، تبادلنا وجهات النظر بخصوص الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين الصين ولبنان، فنحن دولتان صديقتان تربطنا علاقة جيدة على كافة المستويات".

ورأى السفير الصيني: "ان الإرهاب هو عدو للبشرية جمعاء ولكل المجتمع الانساني، لذلك يجب على المجتمع الدولي تحقيق التعاون لمكافحة الارهاب ويجب ان يكون هذا التعاون متطابقا مع مبادئ ميثاق الامم المتحدة، ويجب احترام السيادة والاستقلال للدول المحلية وسلامة اراضيها ويجب ضرب الارهاب ظاهرة وجذرا، ويجب ازالة البيئة الحاضنة للارهاب جذريا".

23\9\2014

إرسال تعليق

 
Top