0
كل يوم يمرّ على الجنود المخطوفين من الجيش اللبناني بعد معركة عرسال يكتب لهم عمرا جديدا. فالسيف مسلّط على رقابهم في كل لحظة حسب اهواء "دواعش الارهاب" فيما الدولة عاجزة عن انقاذهم، رافضة التفاوض المباشر مع هؤلاء القتلة وتلبية رغاباتهم باطلاق سراح ما يقارب "400 موقوف اسلامي" في السجون اللبنانية تحت عنوان تبادل الاسرى. 

تهديدات "داعش" جديّة، وتنشر بواسطة التغريدات على "تويتر". ومن ثمّ توزِّع على شبكة التواصل الاجتماعي فيديو قطع الرؤوس كي توثّق اجرامها دون أسف. 

أول الشهداء كان علي السيد السّني ويليه الشهيد "عباس مدلج" الشيعي علماً أن لا دين لهؤلاء، بل خطيئتهم المميتة انهم ينتمون الى المؤسسة العسكريّة لخدمة الوطن. 

يترقّب اللبنانيون لا سيما أهالي المخطوفين كيف ستنجلي هذه الغيمة السوداء وعلى وقع الخطابات الرنّانة المطمئنة من دولة الرئيس تمام سلام وسعيه الى ايجاد حل لاخراج المخطوفين واعادتهم الى ذويهم وقبل سفره الى نيويورك صرّح امام الصحافيين: "لم نقصر بملف العسكريين ولا ضمانات مؤكدة مع الارهاب"، بيد أن كل التحركات السابقة باءت بالفشل والاهالي يعيشون الآن حبس الانفاس، صرخاتهم موجعة ومحقّة. فلمن يشكون ألامهم وغضبهم؟ 

مرّ أكثر من شهر على اختطاف العسكريين ولا من بصيص أمل لاسترجاعهم، مع كل سقوط جنديّ تعلو الاصوات استنكارا من قبل الحكومة وقطع الطرقات من الاهالي احتجاجا على تلكؤ المسؤولين. موقف لا يحسدون عليه فالقرار صعب، هل يرضخون الى مطالب "الدولة الاسلاميّة" أم يترك العسكريون تحت رحمة السّكين المسنون؟ 

المفاوضات يتابعها الشعب اللبناني بشغف بين دولة قطر والمملكة العربية السعوديّة وتركيا. المشهد نفسه، "اللواء عبّاس ابراهيم" المكلّف دائما بالمهمات الصّعبة يجول ويحاور الايادي البيضاء لاطلاق سراح الخطوفين فهل يفلح؟. 

ساعات يعيشها الاهالي بغليان وغضب وحبس الانفاس.. امهات تصرخ أكبادها فلا يهمهم سجناء رومية أن اطلق سراحهم ام لا ولا يهمهم أن تفاوضت الحكومة اللبنانية مع الارهابيين مباشرة واو غير مباشرة.. المهم هي سلامة ابنائهم وعودتهم الى ديارهم.. هيبة الدولة لا تعنيهم لانها ليست موجودة اصلا فهل على حساب العسكريين انتفضوا لهيبتها؟ 

صرخات تهديد ووعيد تنهال على الدولة فهل من يسمعهم؟ قالت أحداهنّ: "هل يجوز أن نعيش بانتظارالتغريدات من الارهابيين كي تعلم مصير اخوتنا؟ لا لا سننتقم منكم وسترون مذا يمكننا أن نفعل". هذا الملف الانساني يشغل بال كل اللبنانيين.. ستبقى الانفاس محبوسة الى يوم التحرير. 

ريتا ابي رعد حاكمه - منبر "ليبانون تايم" 22\9\2014


إرسال تعليق

 
Top