يصف وزير الداخلية نهاد المشنوق زيارته موسكو بأنها "ممتازة"، ويقول انه سلم الجانب الروسي لوائح بالاسلحة المطلوب شراؤها من روسيا لقوى الامن الداخلي وسائر الاجهزة الامنية من ضمن هبة المليار دولار التي تبرع بها الملك عبد الله بن عبد العزيز، اما الملف المتعلق بالسلاح للجيش اللبناني، فسيتابعه العماد جان قهوجي في زيارة يقوم بها قريبا لموسكو.
وإذا كان المشنوق يعتبر ان زيارته "حققت اهدافها كلها"، كما قال، فإن العبرة ليست بالاستجابة الروسية، وهي مؤكدة، انما في الجواب عن سؤالين: هل يُسمح للسلاح الروسي بالوصول الى لبنان؟ وهل يُسمح بوصول سلاح نوعي للجيش في مواجهة الارهاب؟
للبنان تجربة سابقة مع الاميركيين في افشال هبة السلاح الروسي للجيش في العام 2010، والتي قال مقربون من الرئيس سعد الحريري انه نجح من خلال اتصالات اجراها مع المسؤولين الروس بعد معركة عرسال في اعادة احيائها، على ان يتم استبدال 10 مقاتلات من طراز "ميغ 29" كانت تتضمنها الهبة بداية، بـ6 مروحيات قتالية من طراز "ميلي مي 24" ، و77 دبابة طراز "تي 72 أيه"، و36 مدفعاً من عيار 130 ملم، و37 ألف قذيفة مدفعية من العيارات المختلفة، بالإضافة إلى نحو نصف مليون طلقة نارية.
وقد فضحت وثائق "ويكيليكس" الدور الأميركي عندما أوردت أن واشنطن سعت من خلال ممثلتها في بيروت ميشيل سيسون الى تعطيل الهبة الروسية بالتنسيق مع مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل (السفير الاميركي الحالي)، خصوصا بعدما اكتشف الأخير حماسة سعد الحريري للهبة: "الحصول على "الميغ" سيكون جيداً لقوى "14 آذار"، فبوجودها لن يكون "حزب الله" قادرا على تكرار "7 أيّار"، ومن المحتم أن يؤدي ذلك إلى إضعاف أحد مبرّرات سلاحه. وهناك بعد آخر للصفقة مع الروس وهو محاربة الإرهاب في المخيّمات الفلسطينية"، كما قال الحريري لهيل آنذاك.
أما سيسون فركزت على وزير الدفاع اللبناني آنذاك الياس المر، حيث تكشف "ويكيليكس" انها ابلغته الاعتراض الاميركي على "الصفقة الروسية"، فرد المر شارحا ومبررا: "لم يكن لديّ خيار سوى قبول العرض، لأنني اذا رفضته فسأتهم بأنني خائن للبنان ومرتهن للولايات المتحدة. لكن هذا العرض الروسي يمكن استخدامه كورقة ضد "حزب الله"، فإعلان الحصول على طائرات "الميغ" من الروس قد يكون بشارة جيدة لـ"14 اذار" وهي في طريقها إلى الانتخابات النيابية في ربيع 2009. فضلا عن ان هذه الطائرات أفضل وسيلة لـ(...) حزب الله".
وفي خلاصة الامر، قال المر لسيسون "سأتخذ الإجراءات التي تؤدي إلى الاستنتاج أن العرض الروسي بلا جدوى للبنان، وكوني على ثقة بأنني سأميّع الأمر، وانا اريد لهذا العرض ان يختفي". ثم في لقاء آخر ابلغها المر كيف ماطل مع نظيره الروسي وطمأنها بأن "لبنان لن يقبل الهبة الروسية قبل العام 2040"، وبالفعل، وضعت الصفقة على الرفّ بذريعة "أن لبنان لا يستطيع تحمّل نفقات طائرات الميغ".
وفي ما خص سؤال السماح بوصول سلاح نوعي الى الجيش، ثمة ملاحظتان: الاولى، ان هبة المليار دولار قد بدأ تسييلها فعلا، ولكن بوتيرة بطيئة لا تنسجم مع تسارع الاحداث على الجبهة العرسالية والتي تنذر بانفجار كبير تهدد شظاياه كل الجسم اللبناني.
الثانية، كل التبريرات بشأن تأخير تسييل صفقة الثلاثة مليارات دولار السعودية بأسلحة فرنسية للجيش، عبارة عن محاولة لتقاذف المسؤوليات من دون ذكر الأسباب الحقيقية، وخصوصا الدور الأميركي ـ الاسرائيلي في تجميدها ربطا بتحديد نوعية الأسلحة ووظيفتها، من دون اغفال حقيقة الدور السلبي لـ"المافيا" اللبنانية ـ السعودية ـ الفرنسية.
وإذا كان المشنوق يعتبر ان زيارته "حققت اهدافها كلها"، كما قال، فإن العبرة ليست بالاستجابة الروسية، وهي مؤكدة، انما في الجواب عن سؤالين: هل يُسمح للسلاح الروسي بالوصول الى لبنان؟ وهل يُسمح بوصول سلاح نوعي للجيش في مواجهة الارهاب؟
للبنان تجربة سابقة مع الاميركيين في افشال هبة السلاح الروسي للجيش في العام 2010، والتي قال مقربون من الرئيس سعد الحريري انه نجح من خلال اتصالات اجراها مع المسؤولين الروس بعد معركة عرسال في اعادة احيائها، على ان يتم استبدال 10 مقاتلات من طراز "ميغ 29" كانت تتضمنها الهبة بداية، بـ6 مروحيات قتالية من طراز "ميلي مي 24" ، و77 دبابة طراز "تي 72 أيه"، و36 مدفعاً من عيار 130 ملم، و37 ألف قذيفة مدفعية من العيارات المختلفة، بالإضافة إلى نحو نصف مليون طلقة نارية.
وقد فضحت وثائق "ويكيليكس" الدور الأميركي عندما أوردت أن واشنطن سعت من خلال ممثلتها في بيروت ميشيل سيسون الى تعطيل الهبة الروسية بالتنسيق مع مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل (السفير الاميركي الحالي)، خصوصا بعدما اكتشف الأخير حماسة سعد الحريري للهبة: "الحصول على "الميغ" سيكون جيداً لقوى "14 آذار"، فبوجودها لن يكون "حزب الله" قادرا على تكرار "7 أيّار"، ومن المحتم أن يؤدي ذلك إلى إضعاف أحد مبرّرات سلاحه. وهناك بعد آخر للصفقة مع الروس وهو محاربة الإرهاب في المخيّمات الفلسطينية"، كما قال الحريري لهيل آنذاك.
أما سيسون فركزت على وزير الدفاع اللبناني آنذاك الياس المر، حيث تكشف "ويكيليكس" انها ابلغته الاعتراض الاميركي على "الصفقة الروسية"، فرد المر شارحا ومبررا: "لم يكن لديّ خيار سوى قبول العرض، لأنني اذا رفضته فسأتهم بأنني خائن للبنان ومرتهن للولايات المتحدة. لكن هذا العرض الروسي يمكن استخدامه كورقة ضد "حزب الله"، فإعلان الحصول على طائرات "الميغ" من الروس قد يكون بشارة جيدة لـ"14 اذار" وهي في طريقها إلى الانتخابات النيابية في ربيع 2009. فضلا عن ان هذه الطائرات أفضل وسيلة لـ(...) حزب الله".
وفي خلاصة الامر، قال المر لسيسون "سأتخذ الإجراءات التي تؤدي إلى الاستنتاج أن العرض الروسي بلا جدوى للبنان، وكوني على ثقة بأنني سأميّع الأمر، وانا اريد لهذا العرض ان يختفي". ثم في لقاء آخر ابلغها المر كيف ماطل مع نظيره الروسي وطمأنها بأن "لبنان لن يقبل الهبة الروسية قبل العام 2040"، وبالفعل، وضعت الصفقة على الرفّ بذريعة "أن لبنان لا يستطيع تحمّل نفقات طائرات الميغ".
وفي ما خص سؤال السماح بوصول سلاح نوعي الى الجيش، ثمة ملاحظتان: الاولى، ان هبة المليار دولار قد بدأ تسييلها فعلا، ولكن بوتيرة بطيئة لا تنسجم مع تسارع الاحداث على الجبهة العرسالية والتي تنذر بانفجار كبير تهدد شظاياه كل الجسم اللبناني.
الثانية، كل التبريرات بشأن تأخير تسييل صفقة الثلاثة مليارات دولار السعودية بأسلحة فرنسية للجيش، عبارة عن محاولة لتقاذف المسؤوليات من دون ذكر الأسباب الحقيقية، وخصوصا الدور الأميركي ـ الاسرائيلي في تجميدها ربطا بتحديد نوعية الأسلحة ووظيفتها، من دون اغفال حقيقة الدور السلبي لـ"المافيا" اللبنانية ـ السعودية ـ الفرنسية.
نبيل هيثم - السفير 22\9\2014
إرسال تعليق