0
أتحف إعلام قوى "8 آذار" اللبنانيين بخبر مفاده: "قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، امام زواره من وفد بطاركة مسيحيّي الشرق، ان الرئيس السوري بشار الأسد حمى المسيحيين في سوريا". 

تم تناقل الخبر بسحر ساحر على عشرات المواقع الاعلامية، وتم تضخيم الخبر وحبك السيناريوهات والتحليلات. نفس المواقع الاعلامية تجاهلت نفي السفارة الأميركية في بيروت أن يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال ما نُسِب إليه. وإن حقيقة ما قاله أوباما: "إن وحشية نظام الأسد قد تسببت بمعاناة فادحة في صفوف الشعب السوري، بما في ذلك المسيحيون"، مؤكدا أن "الأسد فقد كل شرعية لقيادة سوريا، ولهذا السبب تدعم الولايات المتحدة المعارضة السورية المعتدلة كثقل وازن في مواجهة كل من الأسد والدولة الإسلامية".

ليست هي المرة الاولى التي يفبرك فيها اعلام 8 آذار الاكاذيب، فمطبخهم الاعلامي يستعمل جميع وسائل الدجل والكذب والابتزاز في حملاته الاعلامية. وفي خبران سابقان اجتاحا عناوين الصحف والمواقع التابعة لجماعة 8 آذار وتبين فيما بعد انهما من تأليف نفس المطبخ الاعلامي. وهما:

الخبر الكاذب الاول: اعترفت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب لها أطلقت عليه اسم «خيارات صعبة» بأن الإدارة الأميركية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الموسوم بـ"داعش"، لتقسيم منطقة الشرق الاوسط، والحقيقة ان وزيرة الخارجية لا علاقة لها بالخبر وان ما نقل عن كتابها حرف بشكل مغلوط ومتعمد لدى اعلام 8 آذار الممانعة، لحرف الانظار عن دور النظامين السوري والايراني في دعم "داعش".

الخبر الكاذب الثاني: عن الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية "C.I.A" ادوار سنودن ان الوكالة وجهاز الاستخبارات الاسرائيلية الـ"موساد" هما اللذان شكلا ما سمي "داعش" ويشير الى تعاون في مكان ما، في الاطار نفسه مع الاستخبارات البريطانية. ويكشف "الهوية الحقيقية والكاملة لأمير "داعش" الملقب بـ"أبو بكر البغدادي" ويقول إن اسمه الحقيقي شمعون ايلوت ويعمل لدى الـ"موساد" باسم مزيف هو ابرهيم بن عواد بن ابرهيم البدوي الرضوي الحسيني". والحقيقة ان سنودن لا علاقة له بالخبر جملةً وتفصيلا. وهي كذبة اخرى وفبركة من فبركات اعلام 8 آذار.

لا يتوقف الاسلوب "الوسخ" لوسائل اعلام 8 آذار على التحريف والكذب فقط، بل تجاوزها لما هو أخطر، حين شنت حملة لنشر الرعب في صفوف المسيحيين في منطقة البقاع، وللتحريض الطائفي وبث الفرقة والحقد بينهم وبين الطائفة السنية، من خلال موقع "لواء أحرار السنة في بعلبك". وبعدما اكتشفت شعبة المعلومات واعتقلت مدون الموقع تبين انه من عناصر حزب الله. وجديدهم في احدى البلداة العكارية المسيحية حيث استفاق الاهالي على عبارات كتبت على جدران المنازل، عبارات "داعشية" تهدد المسيحيين بالقتل. بعد التحريات التي اجرتها الاجهزة الامنية، القي القبض على عدد من الشباب المنتمين الى "التيار العوني" حيث اعترفوا بكتابة تلك العبارات، بهدف اثارة الفتنة واخافة المسيحيين. الغريب في الامر، بدأت بعض الاصوات العونية التسويق لفكرة أنهم اولاد طائشين ولا يدرون ما يفعلون.

ليست المشكلة في الكذب والتلفيق والتحريف والعبث في السلم الاهلي، وهي صفات اعتمدتها وسائل اعلام 8 آذار منذ زمن طويل، المشكلة في عدم المحاسبة من قبل الدولة والشعب اللبناني، يمكننا ان نتفهم عدم قدرة الدولة على المحاسبة بسبب هيمنة سلاح حزب الله على قراراتها، ولكن ما لا نفهمه سكوت الشعب اللبناني عن الذين كذبوا عليه مرارا وتكرارا وعرضوا حياته وسلمه الاهلي للخطر.

تادي رشيد عواد - منبر "ليبانون تايم" 16\9\2014

إرسال تعليق

 
Top