0
انتهت مهلة تقديم طلبات الترشح للانتخابات النيابيّة التي، وعلى ما يبدو، سيُحكَم عليها للمرة الثانية على التوالي بالدفع نحو الأمام والتمديد للمجلس النيابيّ الحالي المُمدّد له أصلاً لفترة مُعيّنة ودون الوصول إلى أيّ مرحلة متقدّمة على صعيد قانون انتخابيّ عادل ومُنصِف بالنسبة إلى مختلف الطوائف.

رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، صاحب الموقف الرافض قطعاً للتمديد، كان في طليعة من قدّموا طلباتهم مصحوباً في الأيام الأخيرة بسلسلة طويلة من المُرشحين من شتى الأطراف السياسيّة الأذاريّة والمستقلّة، فيما لم يُعلِن أي حزب لبنانيّ رسميّاً عن إحجامه عن خوض غمار المعركة الانتخابيّة لدوافع وخلفيّات سياسيّة أو مناطقيّة خاصّة أو سائرها.

بمعزل عن ذلك، لفت امتعاض أربع شخصيّات سياسيّة مُستقلّة عن الإقدام على الترشّح، الرأي العام المُتابع.. من هي هذه الوجوه؟ وما هي الأسباب التي أوجبت عليها الإبتعاد عن إمكانية حصول هذا الإستحقاق؟

زياد بارود

فضّل وزير الداخلية والبلديّات الأسبق زياد بارود عدم تقديم ترشيحه مُعتبراً أنّ "المسألة مبدئيّة وليست ظرفيّة" متسائلاً: "كيف يمكنني أن أعترض على عدم قانونية الإجراءات التحضيرية للانتخابات أشارك فيها رغم المخالفات التي تشوبها" مبدياً أسفه لما آلت إليه الأمور حيث "أصبح اللبنانيون أمام خيارين كلاهما سيء: إما السكوت على المخالفات من أجل إجراء الانتخابات ولو من دون الحد الأدنى من مقتضيات المنافسة، وإما التمديد مع ما ينطوي عليه من ضرب لمبدأ تداول السلطة ومن إفراغ لمبدأ السيادة الشعبية لتحل مكانه سيادة الأمر الواقع وليستمر الوكيل الذي مزّق وكالته وأصبح ملكاً".

نوفل ضو

ووصف عضو الأمانة العامّة في قوى 14 أذار الأستاذ نوفل ضو رفض دولة الرئيس برّي التّمديد بـ"نكتة الموسم" في موقف أورده على "فايسبوك" وتساءل: "هل يعرف القادة المسيحيون ماذا يعني كلام بري عمليا في هذه المرحلة؟ يعني بكل بساطة أن ينسى المسيحيون رئاسة الجمهورية وتنصرف "القوات اللبنانية" الى التقاتل مع "التيار الوطني الحر"، و"الكتائب" مع "القوات"، و"الكتائب والقوات" مع "تيار المستقبل" على المقاعد النيابية المسيحية في الانتخابات التي لن تحصل.

دافيد عيسى

من جهته، اكد الأستاذ دافيد عيسى انه لن يشارك في مسرحية ومهزلة الترشيحات الحاصلة اليوم، واضاف: "انني على ثقة ان ما يحصل يدخل في اطار استغباء للناس والاستهزاء بهم، ولن يكون هناك انتخابات ولا من ينتخبون، بل تمديد لهذا المجلس لاسباب دستورية اولاً وامنية ثانيا"ً. وختم عيسى: "سأكتفي اليوم بهذا القدر من الكلام بانتظار الاتفاق على التمديد لمدة سنتين ونصف تضاف إلى السنة والنصف (التمديد الأول) مما يعني تمديد ولاية كاملة لمجلس النواب".


بشارة خيرالله

بدوره، أوضح الناشط السياسي وناشر موقع "ليبانون تايم" الأستاذ بشارة خيرالله عبر حسابه الخاص على موقع "فايسبوك" سبب عدم تقديم ترشيحه خلافاً لما فعل عام 2013 مُشدّداً على أولويّة انتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانية قبل إجراء الانتخابات النيابيّة وكتب: "مع احترامي للجميع، وفي ظلّ الفراغ الرئاسيّ القائم والتعطيل المُتعمد لانتخاب الرئيس، يبقى عدم الترشح أفضل بألف مرّة من الانزلاق في ألاعيب المزايدة الشعبويّة.. تعددت الأسباب والمطلوب واحد: انتخاب الرئيس أولاً..

وختم خيرالله بسؤال: سأفترض أنّي ترشحت وحصلت الانتخابات ووفقني الله بالفوز، إلى من سأعطي رأيي بتسمية رئيس مجلس الوزراء من ضمن الاستشارات النيابية المُلزمة التي ينص الدستور أن يدعو إليها رئيس الجمهورية؟ هناك من يُريد جرّنا إلى الفراغ الكامل بحجة عدم جواز التمديد. نحن الآن في نصف كارثة مع وجود حكومة ربط النزاع في ظلّ الفراغ الرئاسي، لكننا نتجه إن لم يُنتخب الرئيس فوراً، إلى الكارثة الكبرى والفراغ الكامل.

ريكاردو الشدياق - ليبانون تايم 16\9\2014

إرسال تعليق

 
Top