الدول العظمى ذات الحجم الكبير عسكريا واقتصاديا ونفوذا، مثل الصين والولايات المتحدة الاميركية وروسيا، غالبا ما تكون ردود فعلها على الاحداث بطيئة، وتأخذ وقتها لتحدد مدى تحركها ونوعه، والفائدة من ورائه، الا اذا تعرضت شعوبها وجنودها ومصالحها الاستراتيجية للاذى، فانها في هذه الحالات تسارع الى التحرك، انتقاما لابنائها وجنودها، وحماية لمصالحها، وتأكيدا على هيبتها وجبروتها، ويمكن في هذا المجال اعطاء العديد من الامثلة، القديم منها والحديث، كمثل هجوم اليابان على بيرل هاربر، واحداث 11 ايلول 2001، وذبح الصحافيين على يد تنظيم «داعش» بالنسبة الى الولايات المتحدة، والانقلاب المعادي في اوكرانيا، بالنسبة للروس، وحماية كوريا الشمالية من اي عدوان عليها بالنسبة للصين، ومدى الاهتمام الذي اولته هذه الدول لمواجهة هذه الاحداث التي تعتبر انها تمس كرامتها وامنها وكبريائها. من هنا يفهم تماما مسارعة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اعلان الحرب على «الدولة الاسلامية» التي قطعت رأسي صحافيين اميركيين في شكل وحشي وعلني، بقصد ارهاب الاميركيين ومس اعتقادهم بانهم اعتى قوة على الارض، والدولة التي لا تقهر والى تشكيل تحالف دولي لوقف تمدد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا ومنهما الى لبنان والاردن وربما الى دول اخرى وفي مقدمها المملكة السعودية، وقد نجحت واشنطن في الحصول على تعهدات من اكثر من اربعين دولة اوروبية واميركية وعربية واسلامية معتدلة، بتقديم مساهمات عسكرية ومالية ولوجستية، اضافة الى دول وافقت على تدريب عناصر من المعارضة السورية المعتدلة على اراضيها، مثل السعودية وقد يلحقها الاردن والامارات، من ضمن استراتيجية محددة العناصر والاهداف، اعلنها اوباما يوم امس في رسالة وجهها بداية الى الشعب الاميركي وجميع شعوب العالم، اهم ما فيها ان الولايات المتحدة ستطارد «داعش» بالطائرات في العراق وسوريا واي مكان اخر يمكن ان يشكل تهديدا، تاركا للدول العربية والاسلامية وللمقاتلين المعتدلين مهمة التحرك بريا، وقد استثنى اوباما ايران والنظام السوري من هذا التحالف، معتبرا انهما يرعيان الارهاب والارهابيين، وقد ردت طهران برفض هذا التحالف المشبوه، وكان سبق لدمشق ورفضت اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا، ان لم يكن منسقا معها، وستقاومه بالقوة.
***
بالتوازي مع نشوء هذا التحالف الدولي، يمكن تسجيل الوقائع الميدانية الاتية:
اولا: البدء بمعركة استعادة الغوطتين من قبل قوات المعارضة، للاندفاع بعدها الى قلب دمشق، ولاحظ المراقبون ان قوات المعارضة بدأت باستخدام الاسلحة القاتلة التي زودت بها من الغرب.
ثانيا: هناك شحنات اسلحة اميركية واوروبية، وصلت واخرى في طريقها الى الاكراد والمعارضين السوريين والى لبنان، كما ان هناك استعدادات لمشاركة فرنسا في طلعات جوية قتالية فوق العراق وسوريا لتوسيع نطاق الضربات الجوية.
ثالثا: على ما يبدو لم يتم التفاهم بعد على اي دور محدد يمكن ان تقوم به مصر وهي الدولة الاكبر والاقوى عربيا واقليميا، والمعرضة مثل غيرها الى خطر الارهاب التكفيري.
رابعا: كان لافتا الكلام الذي اطلقه الموفد الاممي ستيفان دي ميستورا من دمشق حول العملية السياسية لحل الازمة السورية، التي بدأت منذ وصوله للعاصمة السورية، بالتوازي مع بدء المعركة الكبرى في محاربة الارهاب، ما يعني ان هناك خطة كاملة متكاملة لترتيب منطقة الشرق الاوسط لا يستبعد ان تظهر معالمها قريبا.
اولا: البدء بمعركة استعادة الغوطتين من قبل قوات المعارضة، للاندفاع بعدها الى قلب دمشق، ولاحظ المراقبون ان قوات المعارضة بدأت باستخدام الاسلحة القاتلة التي زودت بها من الغرب.
ثانيا: هناك شحنات اسلحة اميركية واوروبية، وصلت واخرى في طريقها الى الاكراد والمعارضين السوريين والى لبنان، كما ان هناك استعدادات لمشاركة فرنسا في طلعات جوية قتالية فوق العراق وسوريا لتوسيع نطاق الضربات الجوية.
ثالثا: على ما يبدو لم يتم التفاهم بعد على اي دور محدد يمكن ان تقوم به مصر وهي الدولة الاكبر والاقوى عربيا واقليميا، والمعرضة مثل غيرها الى خطر الارهاب التكفيري.
رابعا: كان لافتا الكلام الذي اطلقه الموفد الاممي ستيفان دي ميستورا من دمشق حول العملية السياسية لحل الازمة السورية، التي بدأت منذ وصوله للعاصمة السورية، بالتوازي مع بدء المعركة الكبرى في محاربة الارهاب، ما يعني ان هناك خطة كاملة متكاملة لترتيب منطقة الشرق الاوسط لا يستبعد ان تظهر معالمها قريبا.
فؤاد أبو زيد - الديار 12\9\2014
إرسال تعليق