0
دعا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في كلمة القاها في حفل تكريم السفير السعودي علي عواض عسيري في السراي الكبير، إلى "البناء على وقفة الإجماع الوطني التي تجلت في أحداث عرسال للإنطلاق في معالجة جدية للانشطار القائم على مستوى الوطن"، مؤكدا ان "لا حل إلا بالحوار القادر وحده على إنتاج التسويات".

وقال سلام: "نجتمع اليوم في لقاء حول أخ عربي كريم، يفارقنا خلال أيام، بعدما عاش بيننا خمس سنوات ونيف، وذاق معنا خلالها الحلو والمر.. والمر في بلادنا ليس بقليل للأسف. عنيت معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان الدكتور علي عواض عسيري".

اضاف: "حل بيننا في منتصف العام ألفين وتسعة، حاملا تجربة غنية في العمل الدبلوماسي، ليكمل في بيروت مسيرة من سبقوه في خدمة مصالح المملكة العربية السعودية، ورعاية العلاقات الأخوية بين البلدين. بسرعة فائقة، تربع السفير عسيري في المكانة العالية التي يستحق، صنعها بحنكة كبيرة، وذكاء وقاد، ولباقة دبلوماسية رفيعة، وهمة عالية، وفوقها جميعا معرفة وثقافة وقدرة واسعة على التواصل".

وتابع: "وإذا أضيف الى كل ذلك حسن المقصد، أي النية الطيبة الأخوية السعودية تجاه لبنان، اكتملت الصورة المضيئة لسفير ناجح، محب، كان خير أمين على العلاقات اللبنانية-السعودية، وجهد بصمت لتقديم كل ما من شأنه إبقاء بلدنا عزيزا معافى".

وقال: "لن تمر مناسبة كهذه، من دون توجيه تحية صادقة إلى كبير العرب والمسلمين، خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي ما فتيء يؤكد يوما بعد يوم، المكانة الغالية التي يتمتع بها لبنان في قلبه ووجدانه".

وأعلن سلام "أن الهبة الأخيرة التي قدمها جلالته الى لبنان بقيمة مليار دولار، لتأمين الحاجات الملحة للجيش والقوى الأمنية، هي رسالة تؤكد المؤكد، وهو أن المملكة العربية السعودية في سياستها إزاء لبنان معنية فقط، بتعزيز الدولة ومؤسساتها الدستورية، وقواها المسلحة الشرعية، وتدعيم أمنها واستقرارها، في مواجهة كل أنواع المخاطر وأولها التطرف والإرهاب".

واعتبر ان "ما شهده لبنان في الأسبوع الماضي في عرسال، كان انتهاكا خطيرا لسيادتنا واعتداء سافرا على جيشنا وقواتنا الأمنية وافتراء على بلدة لبنانية آمنة، من قبل قوة إرهابية مشبوهة التكوين والمسلك، أرادت إلحاق لبنان بمسرح الفوضى والعبث الذي أقامته في بلاد أخرى، مع ما يعنيه ذلك من تبعات خطيرة على النسيج الوطني، بل على الكيان برمته".

وقال: "تمكنا، بفضل قرارنا السياسي الحاسم وبسالة جيشنا وصمود أهلنا في عرسال من تخطي هذه المحنة، التي لم تصل إلى خواتيمها بعد، بسبب وجود عدد من ابنائنا العسكريين في الأسر".

واضاف: "إنني، باسم دماء الشهداء التي سالت في معارك الشرف، أدعو إلى البناء على وقفة الإجماع الوطني، التي تجلت في أحداث عرسال للإنطلاق في معالجة جدية، للانشطار القائم على مستوى الوطن".

وتابع: "إننا مطالبون بإعادة التباينات بيننا إلى سوية طبيعية، بحيث تكون مصدر غنى لحياتنا الوطنية، وليس مآزق سياسية لا تكف عن التوالد".

وأكد ان "لا حل إلا بالحوار القادر وحده على إنتاج التسويات، وأي مشروع غلبة هو مغامرة تهدد تماسك البنيان الوطني"، وقال: "لا حل إلا بالتمسك بالدولة، دولة القانون، والتشبث بنظامنا البرلماني الديموقراطي عبر التزام الدستور والحفاظ على المؤسسات السياسية وتنشيطها. لا حل إلا بتحصين لبنان وإبعاده عن كل معادلة أكبر من قدرته على التحمل، لا حل إلا بالالتفاف حول الجيش وجميع القوى الأمنية التي تشكل السياج الشرعي الحامي للوطن والضمانة الوحيدة لأمن اللبنانيين. هكذا فقط، يمكن أن نفتح أمام أبنائنا، بابا لأمل متجدد بلبنان".

وختم: "يغادر معالي السفير علي عواض عسيري لبنان، وقد ترك بصمة عميقة طيبة في ذاكرتنا وفي وجدان محبيه وما أكثرهم. أبا فيصل ستربحك بلاد السند ولن تخسرك بلاد الأرز. باسمي، وباسم اللبنانيين، شكرا لك وفقك الله في الحل والترحال".


8\12\2014

إرسال تعليق

 
Top