0
تسقط في الثاني من أيلول المقبل الورقة المئة من روزنامة الفراغ الرئاسي، ويسقط معها الكثير من الاحترام لبعض هذه الطبقة السياسيّة العاجزة عن انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد لدولة عربيّة.
 
حين كان العرب صحارى وعشائر وتقاليد قبليّة، كنّا ديمقراطيّة وكنّا روّاداً في الحضور الدولي، كعضو مؤسّس في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة. وكنّا نفتخر بالمؤسّسات وبوجود سلطات ثلاث ورئيسٍ منتخب، ساخرين، بل متعالين أحياناً، على من يولّون العهود بالوراثة العائليّة.
 
وها نحن اليوم في مسخ ديمقراطيّة، بلا حضورٍ دولي وبتأثير معدوم على أيّ حدثٍ خارج الحدود، حتى في الجامعة العربيّة الأشبه بخيال الصحراء. لا رئيس لنا ولا مؤسسات منتجة ولا سلطات تؤدّي واجباتها...

يحين بعد أسابيع قليلة موعد اجتماعات الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة في نيويورك. لن ينتخب، على الأرجح، رئيسٌ جديد للجمهوريّة قبل هذا التاريخ. يعني ذلك أنّ رئيس لبنان، الذي كان يفتخر المسيحيّون به، ولو بصلاحيّات الحدّ الادنى بعد اتفاق الطائف، سيغيب عن هذه الاجتماعات. وسيمثّل لبنان، بدلاً منه، رئيس الحكومة تمام سلام على رأس وفدٍ وزاري.
 
يكفي هذا المشهد ليشكّل دليلاً على سقوط جزءٍ غير يسير من تركيبة لبنان التي صنعت، على الرغم من شوائبها الكثيرة، تميّز هذا الوطن.
 
يكفي ليشعر من يمتنع عن انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة بالخجل.
 
إلا أنّ أحداً لن يشعر بشيء. وسيتواصل تأجيل جلسات الانتخاب، الواحدة تلو الأخرى، الى أن يأتي اتفاقٌ من اجتماعٍ ما في جنيف، أو اتصالٍ ما بين طهران والرياض، أو من تسويةٍ ما على أرض العراق...
 
وحينها سيزحف النوّاب نحو البرلمان ليسقطوا أوراقهم في ذلك الصندوق الزجاجي، وتسقط معها كرامات وأوراق تين تخفي عورات طبقة سياسيّة شبّت على الارتهان وشابت عليه.

داني حداد - MTV 22\8\2014

إرسال تعليق

 
Top