0
نشر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، يوم الثلاثاء، فيديو يظهر فيه ذبح الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي اختطف في سوريا قبل عامين من قبل الحكومة السورية، بحسب ما أكده الرئيس التنفيذي لمؤسسة "غلوبال" فيل بالبوني في تصريح سابق الى احدى وكالات الانباء عندما قال: "جيمس فولي الآن محتجز من قبل الحكومة السورية في سجن في مدينة دمشق، ونعتقد كذلك أن هذا السجن هو خاضع لسيطرة المخابرات الجوية السورية، وبناءً على ما علمناه من المرجح أن جيمس محتجز مع أكثر من صحافي غربي".. يبقى السؤال كيف انتقل فولي من قبضة النظام السوري الى قبضة تنظيم "داعش" وما هي علاقة داعش بنظام بشار الاسد في سوريا؟

سعى النظام السوري منذ وصوله إلى الحكم للتضييق على الحركات الإسلامية واستئصال المجموعات الجهادية، لكن هذا الواقع تغير بشكل كامل مع الغزو الأميركي للعراق 2003. 

فبمساعدة المخابرات السورية قامت المجموعات الجهادية في الفترة بين 2003-2005 بإنشاء قواعد إسناد وإمداد في عدة مناطق من سوريا، وبدأت بشكل علني مهمة تجنيد المقاتلين السوريين تحت مسمى "لجان نصرة العراق"، وتسهيل مرور المجموعات القتالية القادمة من خارج سوريا إلى العراق، إضافة إلى جمع التبرعات من خلال جمعيات خيرية، وأحيانا في مساجد الأرياف. 

وتشير الكثير من الدلائل إلى أن النظام السوري اعتبر تدفق الجهاديين مصلحة حقيقية لبقائه في السلطة. أما على صعيد المقاتلين المتوجهين الى العراق فقد جاء السوريون في المرتبة الثانية من حيث العدد، وبنسبة بلغت 13 بالمئة من إجمالي عدد الجهاديين هناك، وذلك بحسب إحصاءات نشرت في المنتديات الجهادية عام 2007. 

وفي نفس السياق استضافت المخابرات الجوية السورية (السيئة السمعة) على الاراضي السورية كبار ضباط جيش صدام حسين وأمّنت لهم الحماية والدعم والسلاح.. اضف الى مخيمات التدريب وممرات آمنة، منهم حجي بكر (المساعد الاول للبغدادي قتل في سوريا بتاريخ 28-1-2014 على يد الجيش الحر)، وأبو مسلم التركماني (ضابط سابق في مخابرات الجيش العراقي) وأبو عبد الرحمن البيلاوي وأبو أحمد العلواني وأبو مهند السويداوي ومحمد الندى الجبوري وسواهم من الذين تحولوا فيما بعد الى مؤسسين وقياديين في تنظيم "الدولة الاسلامية".. وهذا ما يفسر العلاقات المميزة التي تربط تنظيم داعش بالمخابرات السورية.

مع بداية الثورة السورية صدر قرار بإطلاق سراح المئات من المتطرفين أصحاب الخبرات القتالية من سجن صيدنايا، الذي كان مكاناً لتنظيم الحركات الإسلامية العنيفة التي ظهرت خلال الثورة والحرب السورية الأخيرة، أهمها بقيادة زهران علوش قائد جيش الإسلام، وحسان عبود (أبو عبد الحموي) قائد حركة أحرار الشام، وأحمد عيسى الشيخ (أبو عيسى) قائد صقور الشام، وأخطرهم نديم بالوش الذي ظهر دوره في شمال اللاذقية في خطف ضابط من الجيش الحر من تركيا وقتله، وفي قتل أبو بصير اللاذقاني، وفي موضوع اللعبة باتهام المعارضة بقصف الكيماوي (حيث حاول النظام بالتعاون مع المخابرات الروسية الترويج لمعلومات خطيرة بأن الذين استخدموا الغاز الكيماوي في الهجوم على الغوطة هم من كتيبة الريح الصرصر بقائدها نديم البالوش، ويعرض فيديوهات ملفقة على اليوتيوب محاولاً إثبات ذلك). 

وكان سجن صيدنايا مكاناً لاختبار صراع أهلي مصغر يرافق ويسبق إعلان دولة إسلامية داخل السجن هي الأولى من نوعها في تاريخ سورية الحديث. 

شملت خطة الأسد أيضاً السماح للجماعات السنية المتطرفة بالنمو والتنقل بحرية من أجل تعقيد أي تدعم غربي للمعارضة. 

نظام الأسد وإيران رعيا بدقة صعود تنظيم القاعدة ومن بعده داعش في سوريا. وفي عملية خطط لها من قبل المخابرات العراقية والسورية تم هروب أكثر من 500 من قيادات «القاعدة» وعناصرها في سجن أبو غريب ضمن عملية مدبرة، لدفع حشد من «القاعدة» للذهاب إلى سوريا والقتال هناك، بما يعزز مسارات العنف والإرهاب. 

كما تجاهلت الحكومة العراقية تحركات تنظيم "داعش"، وتركته ينعم بالراحة في مدينة الفلوجة امتداداً حتى الحدود السورية، كي تفسح له المجال بدعم قواته في محافظة دير الزور "دعما لنظام بشار الاسد".

تثبت الاحداث المتتالية ان نظام بشار الاسد ومخابراته الجوية هم من أسس واطلق تنظيم "داعش" وبذلك يستحق بشار الاسد لقب امير "داعش" عن جدارة.

تادي رشيد عواد - منبر ليبانون تايم 22\8\2014


إرسال تعليق

 
Top