زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بلدة طورزا في قضاء بشري في إطار زياراته الراعوية الى القرى والبلدات.
فقد وصل البطريرك الراعي إلى طورزا عند الخامسة والنصف عصر أمس وكان في استقباله حشد من أبناء البلدة. وعلى وقع التراتيل والزغاريد والأغاني الدينية ونثر الورود ورش الزهور دخل البطريرك الراعي كنيسة مار سركيس وباخوس حيث ترأس القداس الإلهي وعاونه المطرانان مارون العمار وفرنسيس البيسري والمونسنيوران جوزيف البواري ونبيه الترس والأبوان باخوس ويوسف طنوس، ولفيف من كهنة البلدة والجوار.
حضر القداس رئيس البلدية سيمون بولا بطرس وأعضاء المجلس البلدي والمختار جوزيف مقصود وعدد كبير من راهبات الوردية والعائلة المقدسة وحشد من أبناء البلدة مقيمين مغتربين.
بداية، كانت كلمة لكاهن الرعية شربل أنطونيوس الذي رحب بالبطريرك وشكره لما يقوم به من خطوات وأعمال في سبيل لبنان والكنيسة .
الراعي
وألقى البطريرك الراعي بعد الإنجيل المقدس عظة بعنوان "اكنزوا لنفوسكم واغتنوا بالله"، حيا فيها "أبناء طورزا التي أعطت للكنيسة والوطن رجالا كبارا نفتخر بهم"، وترحم على "الابونا مارتينس داعيا الى الاقتداء بحياة العذراء مريم التي وازنت بين مقتضيات الارض ومستلزمات السماء".
أضاف: "نحييكم ونحيي كل أبناء طورزا المنتشرين على الأراضي اللبنانية والمنتشرين أيضا في كندا وفنزويلا. نحن كان لنا مجال أن نلتقيهم في زياراتنا الراعوية إلتقينا بهم في كندا وقد فرحنا حين ذهبنا الى بلينغتون التي غيروا لها إسمها وأصبح إسمها طورزينغتون وهناك صنعوا المزار الرائع. هذا الشعب المحب أينما يكن هذه هي شخصيتكم أينما كنتم في طورزا أو في كندا أو في فنزويلا وبخاصة في كاركاس، هناك التقينا بهم وكذلك يوجد كهنة منكم يخدمون عند اللاتين أو غير اللاتين كنائس الشرق السريان أينما كنتم هذه هي. وأنا سأقول إنجيل اليوم هذا النهار أريد أن أشكر سيدنا عليه وكاهن الرعية الذي رتب لنا هذه الزيارة الراعوية لأننا لم نأت العام الماضي وأنتم أردتم أن نأتي بعد أن تكونوا قد إنتهيتم من إنهاء وإعادة ترميم القاعة وفرشها وترتيباتها وهكذا نأتي لنهنئكم بمناسبة الإنتهاء أولا حتى نستشرع بشفاعات رعية مار سركيس وباخوس وكل شفاعاتكم حتى تستمر طورزا محافظة على هذا التوازن حياة مواطنين على أرضها في طورزا وفي لبنان للاخلاص للواجب الأرضي والواجب الوطني والواجب تجاه القرية وتجاه البلدة، وفي نفس الوقت هذا الواجب تجاه الله، نبنيه كي نعيش كمواطنين صالحين للبنان ومواطنين صالحين للسماء".
وقال :"أريد أن أذكر معكم جميع أبناء طورزا أينما كانوا ويمكن أن يوجد معنا أشخاص آتين من كندا وفنزويلا على أي حال نحيي الموجودين معنا وكذلك نحيي جميع الموجودين خارج طورزا في عالم الإنتشار أو غيره نذكرهم جميعهم في قداسنا هذه الليلة حتى يبارك الرب حياتهم وعائلاتهم من صغارهم الى كبارهم في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها أن يعيشوا دون أي أذى هذا هو دعاؤنا أن يعشوا في كرامة وأن يحافظوا على قيمهم وتقاليدهم وأريد أن أذكر جميع مرضاهم وكذلك الذين لم يستطيعوا أن يكونوا معنا اليوم لسبب أو لآخر، أريد أن أذكر جميع موتاكم الذين سلمونا وديعة الإيمان وأنتم محافظين عليها، هذه جميعها، تضمون نواياكم الى جانب الذي تفضل به أبونا شربل كاهن الرعية في كلمته اللطيفة التي، مجددا أشكره عليها، بكل ما فيها وبخاصة النوايا التي قالها وهي الصلاة من أجل لبنان وأن نخرج من الأزمة التي نحن فيها خصوصا أزمة إنتخاب رئيس للجمهورية الذي بانتخابه يكون هناك نظام لكل الحياة الوطنية والمؤسسات الدستورية وإلا لن يوجد انتظام في حياتنا".
أضاف :"نريد أن نصلي ونستحق بأعمالنا الصالحة أن يمس ربنا ضمائر نواب الأمة والكتل السياسية بأن ينتخبوا بأسرع ما يمكن رئيسا للبلاد حتى تنتظم الحياة العامة والحياة الدستورية وحتى يستمر لبنان وأن يشعر جميع اللبنانيين أن لديهم رسالة يجب أن يحملوها في هذا الشرق الأوسط أمام مآسي سوريا والعراق وفلسطين التي أراد أبونا أن نذكرهم في صلاتنا من أجل السلام في سوريا ونهاية الحرب والمآسي التي نحن اختبرناها، نهاية الحرب والسلام في العراق في غزة ولكن بحياتنا المسيحية نريد أن نصلي لأجل كل الإرهابيين داعش والنصرة والقاعدة وجميع المرتزقة حتى يمس ربنا ضمائرهم. إنهم بشر يبيعون أنفسهم الى الشر يبيعون أنفسهم للشيطان لأن الذي يقترفونه وكأننا عدنا الى شريعة الغاب لم يعد يوجد قانون ولا حكومة ولا حرمة لشيء يقتلعون الناس من أرضهم مسيحيون وغير مسيحيين كما تعرفون نراهم وترونهم، كأننا عدنا إلى العصر الحجري ويمكن العصر الحجري أفضل لأنه من يوم بدأ البشر جماعة صغيرة بدأ القانون مع مبدأ قانوني قديم جدا يقول "عندما يكون إثنان يكون هناك عدالة"، معناه أنه يوجد قانون. عدنا إلى العصر ال 21 أمام العالم وصمته وهذا عار تجاه الإنسانية التي ترى هذا العمل. إذا نحن بحاجة كي نصلي الى الله حتى يمس ضمائر الإرهابيين على إختلاف تنوعهم لأنهم هم أيضا مخلوقات على صورة الله لكنهم شوهوها ويشوهونها وهذه نعمة حياتنا أن المسيح مات فداء عن البشر كي يعيد الى كل إنسان بشريته. نحن ليس لدينا بلغتنا العين بالعين والسن بالسن، نحن بلغتنا ذكرنا بها أبونا شربل "يا أبتاه، إغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون". هذه هي ثقافتنا المسيحية".
وتابع :"من جهة ثانية أريد أن أقول أن علينا الصلاة كمسيحيين لكي نعرف وندرك أن جميع مسيحيي الشرق الأوسط لا بل جميع مسلمي الشرق الأوسط بالنسبة لهم لبنان فجر الرجاء. لبنان هو كيفية عيش المسلمين والمسيحيين. لقد عاشوا بمساواة وفصلوا بين الدين والدولة وكيف عاشوا بالحقوق الكاملة للجميع بالتنوع والإختلاف والمشاركة بالحكم والإدارة أمام الأحادية الدينية والأحادية السياسية والأحادية الحزبية والأحادية الفكرية في كل العالم العربي مسيحيين ومسلمين، ونسمعهم ينظرون الى لبنان. المسيحيون يننظرون إلينا وكأننا صمام الأمان لهم أن طالما يوجد مسيحيين في لبنان قادرون ويقدرون أن يتعايشوا مع المسلمين بالمساواة المتوازنة يبقى لديهم أمل يوما ما. ولقد قالها البابا يوحنا الثاني القديس: "يوما ما هذا التعاون المسيحي الإسلامي في لبنان سيمر الى العالم العربي" . إذا لا نقدر أن نلعب كيفما كان في وجودنا المسيحي ويجب علينا أن نصلي من أجل المسيحيين في لبنان، وبخاصة المسؤولين السياسيين في لبنان لا نقدر أن نتلاعب بالمصير اللبناني، ولا نقدر أن نتلاعب بالدور المسيحي ولا يقدر المسيحيون أن يعيشوا كمسيحيين من دون أي شيء من المسيحية".
وقال: "يؤسفنا اليوم أن كثرا من المسيحيين، مسؤولين وغير مسؤولين، لا يعرفون القداس ولا يدخلون الكنيسة ولا يسمعون الإنجيل ولا يعترفون ولا يصلون ويريدون الحفاظ على القرار المسيحي. كيف أحافظ على شيء لم أعشه، وكيف أحفاظ على شيء أطعنه؟ إذا علينا الصلاة باتزان. لا يقدر المسيحيون في لبنان أن يتلاعبوا بمسيحيتهم ومتطلباتها وشهادتها من أجل مسيحيي كل العالم العربي. وكلبنانيين ومسيحيين يجب أن نحافظ على العيش معا وألا ننزلق أبدا بمعاداة مع بعضنا البعض. لا ننزلق، ولو انزلق مع الأسف إخواننا المسلمين في هذه الحرب الضروس بين سنة وشيعة، نحن يجب أن نلعب دور التوافق والمصالحة، لا أن نندرج بين تيارين وكأننا نأجج النار. هذه غلطة السياسيين عندما اندرج هذان التياران وأججوا النار، المفروض على المسيحيين أن يلعبوا دورا آخر، دور الجسر والتوازن والتوافق، لأن هذا هو دور المسيحيين. لا نقدر أن نضع حيطانا وجدرانا، نحن علينا بناء الجسور".
أضاف: "يقول مار بولس "يسوع أتى وهدم جميع الأسوار كي تعيش البشرية بمحبة وسعادة". يجب أن نصلي على كل النواة من أجل المسيحيين في لبنان يدركوا أهمية دورهم ورسالتهم وكم المسيحيين في هذا الشرق مرتكزين ومطلعين عليهم وفي نفس الوقت من أجل اللبنانيين كافة، مسيحيين ومسلمين، أن يعرفوا كيف يتجاوزون الخلافات وأن يعيشوا بتفاهم وبتعاون وبتكامل، ونكون مسيحيين ومسلمين، على تنوعنا، ونسميها اليوم قيمة مضافة، كي نبني هذا النسيج من المجتمع".
وختم الراعي : "نحن سعداء اليوم أن نكون في طورزا وهذا الحديث لا يليق إلا بطورزا وأنتم موجودون أمامي، هذه الكنيسة لا يوجد أجمل منها، وهذه بيوتكم وهذا الكلام لا نستطيع قوله إلا في أرض طيبة مثل طورزا. نعرف أن نبني مجتمعا إنسانيا كاملا بكل معاني الإنسانية، وكل المعاني الوطنية، ونبني مواطنيتنا في السماء ولكن دورنا أن نبني مدينة الأرض على قيم مدينة السماء. يا رب نلتمس منك اليوم بشفاعة أمنا مريم العذراء التي تنعم ملكة السماء والأرض الى جانبك أيها الرب يسوع ملك الملوك ورب السماء أنت يا رب كمريم، عشتم في هذا المجتمع بإخلاص تام للمجتمع البشري واليوم في السماء والى الأبد".
وبعد القداس قدم كاهن الرعية ثوب القداس والوشاح المذهب للبطريرك الراعي والتي صممها أحد أبناء البلدة. ثم كرس البطريرك قاعة كنيسة البلدة.
بطرس
وألقى رئيس البلدية سيمون بطرس كلمة رحب فيها بالبطريرك في طورزا "التي كانت منذ القدم ممرا للبطاركة عندما كانوا يتوجهون من جبل لبنان الى قنوبين، لا تزال ممرا حتى يومنا هذا عند انتقالهم من بكركي الى المقر الصيفي في الديمان مانحين إياها البركة الروحية والرضى الأبوي".
وأضاف:"ها أنتم اليوم في داخل طورزا البلدة تمنحونها بركتكم الأبوية حيث تعذر مجيئكم إليها العام الماضي ، وذلك بسبب الأوضاع المأساوية التي مررنا بها بوفاة رئيس البلدية يوسف مقصود وعضو المجلس البلدي الشاب ريشارد يعقوب، وبسبب الأعمال الترميمية للصرح الطرزاوي الإجتماعي الذي تدشنونه اليوم وتباركونه . وما وجودكم بيننا إلا جرعة دعم وأمل لتزيدنا إيمانا بديننا وأرضنا رغم الظروف الصعبة التي يتعرض المسيحيون لها في هذا الشرق الجريح ضمن أتون البركان المشتعل".
وختم: أكرر بإسمي وبإسم المجلس البلدي في طورزا وبإسم كافة أهاليها الشكر لكم ولحضوركم وصحبكم الكريم لمباركة بلدتنا بإلتفاقة مجيدة من رأس الكينسة المارونية طالبين منكم البركة الأبوية ولكم منا كل محبة وتقدير".
ثم أقيم عشاء تكريمي في ساحة مدرسة الراهبات في طورزا، تخلله قصائد شعرية نوهت بالمواقف الوطنية والروحية الحكيمة للبطريرك".
فقد وصل البطريرك الراعي إلى طورزا عند الخامسة والنصف عصر أمس وكان في استقباله حشد من أبناء البلدة. وعلى وقع التراتيل والزغاريد والأغاني الدينية ونثر الورود ورش الزهور دخل البطريرك الراعي كنيسة مار سركيس وباخوس حيث ترأس القداس الإلهي وعاونه المطرانان مارون العمار وفرنسيس البيسري والمونسنيوران جوزيف البواري ونبيه الترس والأبوان باخوس ويوسف طنوس، ولفيف من كهنة البلدة والجوار.
حضر القداس رئيس البلدية سيمون بولا بطرس وأعضاء المجلس البلدي والمختار جوزيف مقصود وعدد كبير من راهبات الوردية والعائلة المقدسة وحشد من أبناء البلدة مقيمين مغتربين.
بداية، كانت كلمة لكاهن الرعية شربل أنطونيوس الذي رحب بالبطريرك وشكره لما يقوم به من خطوات وأعمال في سبيل لبنان والكنيسة .
الراعي
وألقى البطريرك الراعي بعد الإنجيل المقدس عظة بعنوان "اكنزوا لنفوسكم واغتنوا بالله"، حيا فيها "أبناء طورزا التي أعطت للكنيسة والوطن رجالا كبارا نفتخر بهم"، وترحم على "الابونا مارتينس داعيا الى الاقتداء بحياة العذراء مريم التي وازنت بين مقتضيات الارض ومستلزمات السماء".
أضاف: "نحييكم ونحيي كل أبناء طورزا المنتشرين على الأراضي اللبنانية والمنتشرين أيضا في كندا وفنزويلا. نحن كان لنا مجال أن نلتقيهم في زياراتنا الراعوية إلتقينا بهم في كندا وقد فرحنا حين ذهبنا الى بلينغتون التي غيروا لها إسمها وأصبح إسمها طورزينغتون وهناك صنعوا المزار الرائع. هذا الشعب المحب أينما يكن هذه هي شخصيتكم أينما كنتم في طورزا أو في كندا أو في فنزويلا وبخاصة في كاركاس، هناك التقينا بهم وكذلك يوجد كهنة منكم يخدمون عند اللاتين أو غير اللاتين كنائس الشرق السريان أينما كنتم هذه هي. وأنا سأقول إنجيل اليوم هذا النهار أريد أن أشكر سيدنا عليه وكاهن الرعية الذي رتب لنا هذه الزيارة الراعوية لأننا لم نأت العام الماضي وأنتم أردتم أن نأتي بعد أن تكونوا قد إنتهيتم من إنهاء وإعادة ترميم القاعة وفرشها وترتيباتها وهكذا نأتي لنهنئكم بمناسبة الإنتهاء أولا حتى نستشرع بشفاعات رعية مار سركيس وباخوس وكل شفاعاتكم حتى تستمر طورزا محافظة على هذا التوازن حياة مواطنين على أرضها في طورزا وفي لبنان للاخلاص للواجب الأرضي والواجب الوطني والواجب تجاه القرية وتجاه البلدة، وفي نفس الوقت هذا الواجب تجاه الله، نبنيه كي نعيش كمواطنين صالحين للبنان ومواطنين صالحين للسماء".
وقال :"أريد أن أذكر معكم جميع أبناء طورزا أينما كانوا ويمكن أن يوجد معنا أشخاص آتين من كندا وفنزويلا على أي حال نحيي الموجودين معنا وكذلك نحيي جميع الموجودين خارج طورزا في عالم الإنتشار أو غيره نذكرهم جميعهم في قداسنا هذه الليلة حتى يبارك الرب حياتهم وعائلاتهم من صغارهم الى كبارهم في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها أن يعيشوا دون أي أذى هذا هو دعاؤنا أن يعشوا في كرامة وأن يحافظوا على قيمهم وتقاليدهم وأريد أن أذكر جميع مرضاهم وكذلك الذين لم يستطيعوا أن يكونوا معنا اليوم لسبب أو لآخر، أريد أن أذكر جميع موتاكم الذين سلمونا وديعة الإيمان وأنتم محافظين عليها، هذه جميعها، تضمون نواياكم الى جانب الذي تفضل به أبونا شربل كاهن الرعية في كلمته اللطيفة التي، مجددا أشكره عليها، بكل ما فيها وبخاصة النوايا التي قالها وهي الصلاة من أجل لبنان وأن نخرج من الأزمة التي نحن فيها خصوصا أزمة إنتخاب رئيس للجمهورية الذي بانتخابه يكون هناك نظام لكل الحياة الوطنية والمؤسسات الدستورية وإلا لن يوجد انتظام في حياتنا".
أضاف :"نريد أن نصلي ونستحق بأعمالنا الصالحة أن يمس ربنا ضمائر نواب الأمة والكتل السياسية بأن ينتخبوا بأسرع ما يمكن رئيسا للبلاد حتى تنتظم الحياة العامة والحياة الدستورية وحتى يستمر لبنان وأن يشعر جميع اللبنانيين أن لديهم رسالة يجب أن يحملوها في هذا الشرق الأوسط أمام مآسي سوريا والعراق وفلسطين التي أراد أبونا أن نذكرهم في صلاتنا من أجل السلام في سوريا ونهاية الحرب والمآسي التي نحن اختبرناها، نهاية الحرب والسلام في العراق في غزة ولكن بحياتنا المسيحية نريد أن نصلي لأجل كل الإرهابيين داعش والنصرة والقاعدة وجميع المرتزقة حتى يمس ربنا ضمائرهم. إنهم بشر يبيعون أنفسهم الى الشر يبيعون أنفسهم للشيطان لأن الذي يقترفونه وكأننا عدنا الى شريعة الغاب لم يعد يوجد قانون ولا حكومة ولا حرمة لشيء يقتلعون الناس من أرضهم مسيحيون وغير مسيحيين كما تعرفون نراهم وترونهم، كأننا عدنا إلى العصر الحجري ويمكن العصر الحجري أفضل لأنه من يوم بدأ البشر جماعة صغيرة بدأ القانون مع مبدأ قانوني قديم جدا يقول "عندما يكون إثنان يكون هناك عدالة"، معناه أنه يوجد قانون. عدنا إلى العصر ال 21 أمام العالم وصمته وهذا عار تجاه الإنسانية التي ترى هذا العمل. إذا نحن بحاجة كي نصلي الى الله حتى يمس ضمائر الإرهابيين على إختلاف تنوعهم لأنهم هم أيضا مخلوقات على صورة الله لكنهم شوهوها ويشوهونها وهذه نعمة حياتنا أن المسيح مات فداء عن البشر كي يعيد الى كل إنسان بشريته. نحن ليس لدينا بلغتنا العين بالعين والسن بالسن، نحن بلغتنا ذكرنا بها أبونا شربل "يا أبتاه، إغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون". هذه هي ثقافتنا المسيحية".
وتابع :"من جهة ثانية أريد أن أقول أن علينا الصلاة كمسيحيين لكي نعرف وندرك أن جميع مسيحيي الشرق الأوسط لا بل جميع مسلمي الشرق الأوسط بالنسبة لهم لبنان فجر الرجاء. لبنان هو كيفية عيش المسلمين والمسيحيين. لقد عاشوا بمساواة وفصلوا بين الدين والدولة وكيف عاشوا بالحقوق الكاملة للجميع بالتنوع والإختلاف والمشاركة بالحكم والإدارة أمام الأحادية الدينية والأحادية السياسية والأحادية الحزبية والأحادية الفكرية في كل العالم العربي مسيحيين ومسلمين، ونسمعهم ينظرون الى لبنان. المسيحيون يننظرون إلينا وكأننا صمام الأمان لهم أن طالما يوجد مسيحيين في لبنان قادرون ويقدرون أن يتعايشوا مع المسلمين بالمساواة المتوازنة يبقى لديهم أمل يوما ما. ولقد قالها البابا يوحنا الثاني القديس: "يوما ما هذا التعاون المسيحي الإسلامي في لبنان سيمر الى العالم العربي" . إذا لا نقدر أن نلعب كيفما كان في وجودنا المسيحي ويجب علينا أن نصلي من أجل المسيحيين في لبنان، وبخاصة المسؤولين السياسيين في لبنان لا نقدر أن نتلاعب بالمصير اللبناني، ولا نقدر أن نتلاعب بالدور المسيحي ولا يقدر المسيحيون أن يعيشوا كمسيحيين من دون أي شيء من المسيحية".
وقال: "يؤسفنا اليوم أن كثرا من المسيحيين، مسؤولين وغير مسؤولين، لا يعرفون القداس ولا يدخلون الكنيسة ولا يسمعون الإنجيل ولا يعترفون ولا يصلون ويريدون الحفاظ على القرار المسيحي. كيف أحافظ على شيء لم أعشه، وكيف أحفاظ على شيء أطعنه؟ إذا علينا الصلاة باتزان. لا يقدر المسيحيون في لبنان أن يتلاعبوا بمسيحيتهم ومتطلباتها وشهادتها من أجل مسيحيي كل العالم العربي. وكلبنانيين ومسيحيين يجب أن نحافظ على العيش معا وألا ننزلق أبدا بمعاداة مع بعضنا البعض. لا ننزلق، ولو انزلق مع الأسف إخواننا المسلمين في هذه الحرب الضروس بين سنة وشيعة، نحن يجب أن نلعب دور التوافق والمصالحة، لا أن نندرج بين تيارين وكأننا نأجج النار. هذه غلطة السياسيين عندما اندرج هذان التياران وأججوا النار، المفروض على المسيحيين أن يلعبوا دورا آخر، دور الجسر والتوازن والتوافق، لأن هذا هو دور المسيحيين. لا نقدر أن نضع حيطانا وجدرانا، نحن علينا بناء الجسور".
أضاف: "يقول مار بولس "يسوع أتى وهدم جميع الأسوار كي تعيش البشرية بمحبة وسعادة". يجب أن نصلي على كل النواة من أجل المسيحيين في لبنان يدركوا أهمية دورهم ورسالتهم وكم المسيحيين في هذا الشرق مرتكزين ومطلعين عليهم وفي نفس الوقت من أجل اللبنانيين كافة، مسيحيين ومسلمين، أن يعرفوا كيف يتجاوزون الخلافات وأن يعيشوا بتفاهم وبتعاون وبتكامل، ونكون مسيحيين ومسلمين، على تنوعنا، ونسميها اليوم قيمة مضافة، كي نبني هذا النسيج من المجتمع".
وختم الراعي : "نحن سعداء اليوم أن نكون في طورزا وهذا الحديث لا يليق إلا بطورزا وأنتم موجودون أمامي، هذه الكنيسة لا يوجد أجمل منها، وهذه بيوتكم وهذا الكلام لا نستطيع قوله إلا في أرض طيبة مثل طورزا. نعرف أن نبني مجتمعا إنسانيا كاملا بكل معاني الإنسانية، وكل المعاني الوطنية، ونبني مواطنيتنا في السماء ولكن دورنا أن نبني مدينة الأرض على قيم مدينة السماء. يا رب نلتمس منك اليوم بشفاعة أمنا مريم العذراء التي تنعم ملكة السماء والأرض الى جانبك أيها الرب يسوع ملك الملوك ورب السماء أنت يا رب كمريم، عشتم في هذا المجتمع بإخلاص تام للمجتمع البشري واليوم في السماء والى الأبد".
وبعد القداس قدم كاهن الرعية ثوب القداس والوشاح المذهب للبطريرك الراعي والتي صممها أحد أبناء البلدة. ثم كرس البطريرك قاعة كنيسة البلدة.
بطرس
وألقى رئيس البلدية سيمون بطرس كلمة رحب فيها بالبطريرك في طورزا "التي كانت منذ القدم ممرا للبطاركة عندما كانوا يتوجهون من جبل لبنان الى قنوبين، لا تزال ممرا حتى يومنا هذا عند انتقالهم من بكركي الى المقر الصيفي في الديمان مانحين إياها البركة الروحية والرضى الأبوي".
وأضاف:"ها أنتم اليوم في داخل طورزا البلدة تمنحونها بركتكم الأبوية حيث تعذر مجيئكم إليها العام الماضي ، وذلك بسبب الأوضاع المأساوية التي مررنا بها بوفاة رئيس البلدية يوسف مقصود وعضو المجلس البلدي الشاب ريشارد يعقوب، وبسبب الأعمال الترميمية للصرح الطرزاوي الإجتماعي الذي تدشنونه اليوم وتباركونه . وما وجودكم بيننا إلا جرعة دعم وأمل لتزيدنا إيمانا بديننا وأرضنا رغم الظروف الصعبة التي يتعرض المسيحيون لها في هذا الشرق الجريح ضمن أتون البركان المشتعل".
وختم: أكرر بإسمي وبإسم المجلس البلدي في طورزا وبإسم كافة أهاليها الشكر لكم ولحضوركم وصحبكم الكريم لمباركة بلدتنا بإلتفاقة مجيدة من رأس الكينسة المارونية طالبين منكم البركة الأبوية ولكم منا كل محبة وتقدير".
ثم أقيم عشاء تكريمي في ساحة مدرسة الراهبات في طورزا، تخلله قصائد شعرية نوهت بالمواقف الوطنية والروحية الحكيمة للبطريرك".
19\8\2014
إرسال تعليق