في السادس عشر من آب (أغسطس) 1998، تعرّف جوزف إلى فريال في سهرة مع الأصدقاء تزامنت مع الاحتفال بعيد انتقال السيّدة العذراء. جذبته ضحكتها وأناقتها وثقتها بنفسها. بغض النظر عن إعاقتها، بقيت عيناه مسمّرة عليها طوال السهرة. انتهت السهرة، دعت فريال كلّ الأصدقاء لشرب القهوة في منزلها، وهناك علم أنّها مسافرة. فأصرّ على رؤيتها بعد عودتها إلى لبنان، وهكذا كان. توطدت العلاقة وتزوّجا وأنجبا توأمين وهما سعيدان رغم كلّ الصعوبات التي تواجههما كأي ثنائي.
كان جوزف يعمل في مركز يساعد الأشخاص الذين يعانون من إعاقة، لذلك كان تقبّل الأمر أسهل عليه، ويقول لـ "النهار": "16 عاماً مرّت على علاقتنا، وحتى الآن لم أشعر يوماً بإعاقة فريال. مازالت تعجبني كامرأة، أنوثتها تجذبني وتثير مشاعري". أمّا فريال التي عانت كثيراً من صغرها تعلّمت كيف تصقل شخصيّتها وتواجه الحياة بقوة، أعجبت بنفسيّة وطيبة جوزف قبل أن يلفتها شكله الخارجي، وتقول: "عندما تقبّلني جسديًا ولم يرَ إعاقتي صرت أحبّه أكثر، وحققت معه حلمي بتكوين عائلة".
عندما قرّرا الزواج تحدّثا في كلّ الأمور، هي فسّرت له إمكانياتها الجسديّة خصوصًا أنها تعاني شللاً في رجلها (شلل الأطفال – بوليو)، وهو بحكم عمله لفترة طويلة في مركز لذوي الحاجات الخاصّة كان يدرك معنى الإعاقة وكيفيّة التعامل معها. فاتفقا على التعاون وتغطية أي تقصير في واجبات المنزل رغم موقف العائلة. وتؤكّد فريال : "أقوم بكل واجبات المنزلية، أعمل خارج المنزل لمساعدة جوزف في المصاريف، وأهتمّ بأولادي وصحّتهم وأعتني بمنزلي، أنظّف وأطهو. هناك تقصير في مكان ما لكن جوزف دائمًا معي ويساعدني. نتشاجر أحيانًا، لكن ما من مشكلة لا نجد لها حلاً. لم ننم يوماً متخاصمين. الاحترام موجود والثقة أيضًا، إضافة إلى الحبّ والرومانسيّة اللذين يطبعان شخصيّة زوجي. وهذه العناصر مجتمعة كفيلة بإنجاح زواجنا واستمراره. وحتى الأولاد تقبّلوا الوضع وتعايشوا معه".
الحبّ أم المجتمع: أيّهما أقوى؟
في هذا السياق، استطلعت "النهار" آراء البعض حول قبولهم الارتباط بشخص لديه إعاقة. تقول سينتيا : "لا أمانع الارتباط بشخص لديه إعاقة ولا يهمّني رأي الناس لأنني أنا من سيعيش معه. الإنسان ذو الإعاقة لم يعد في أيّامنا هذه يشكّل عالة على عائلته، بل يختلط في المجتمع ولديه دور فاعل فيه. هناك أشخاص يتمتعون بنفسيّة جميلة تجعلك تنسين إعاقتهم. أمّا من ينتقد ويعاقب فهو صاحب الإعاقة".
يوافقها جوزف الرأي ويقول: "لا أمانع ذلك، هذه خلقة ربّنا، وبالتالي آراء الناس لا تهمّني. قرار الارتباط شخصي ولا يعني الآخرين. لاشكّ في أنّ هناك مصاعب كثيرة، ولكن الله لا يترك عباده، الإعاقة لا تهمّني بل الوفاء والحبّ والإخلاص والاحترام. هناك سيّدات ذات صحّة جيّدة ولكن إعاقتهن عقليّة".
في المقابل يقول ربيع (يعاني من شلل): "من الصعب إقامة علاقة مع شخص آخر. الإعاقة تقف دائمًا عائقًا دون إنجاحها. لديّ خوف دائم من نظرة الناس ونظرة الحبيبة. أخاف من ردّة فعلها المحتملة أو أن تنظر إلى رجل غيري. يتطلّب الأمر تضحية كبيرة من الطرف الآخر لتحمّل عقدي النفسيّة الناجمة عن إعاقتي الجسديّة".
أمّا نتالي، فترض الفكرة بالمطلق وتقول: "من الصعب جدًّا أن أرتبط بشخص لديه إعاقة. أخشى نظرات الناس إلينا. من صغري أحلم بفارس وسيم كامل الأوصاف. ولا أظن أنني أقبل بكسر هذا الحلم".
عجز المجتمع يقود إلى الرفض
من جهة أخرى، تشرح الباحثة والاختصاصيّة في علم النفس العيادي، الدكتورة بولا حريقة، لـ"النهار" أسباب رفض الارتباط بشخصٍ لديه إعاقة، وتقول: "بداية أسباب الرفض كثيرة يحدّدها نوع الإعاقة وحجمها وجنس الشخص المعوّق. ما يعني أن المعوّق الذي يتنقل عبر كرسي مدولب يختلف عن الكفيف. والكفيف عن الأصم أو الأبكم. ومعوّق اليدين يختلف عن معوّق القدمين. وذلك من حيث قدرته على تدبّر أمره وتحمّل مسؤوليّاته الشخصيّة أو بعض منها، أو من حيث القدرة على القيام بالأعمال المنزليّة إذا كانت المرأة هي المعوّقة، أو تحمّل مسؤوليّة الأسرة من حيث الرعاية الماديّة إذا كان ربّ الأسرة هو المعوّق".
وتضيف حريقة: "من جهة أخرى، يطرح أهل الشخص السليم كمًّا من التساؤلات حول طبيعة حياة ابنهم أو ابنتهم في ما يتعلّق بحرمانه من أمور عدّة بارتباطه بشريك معوّق كالرقص والسباحة والنزهات والرياضة وممارسة بعض الهوايات المشتركة، والمساعدة في بعض الأعمال المنزليّة، أو خارج المنزل كشراء الحاجات من السوبرماركت أو مراجعة أوضاع الأبناء في المدارس، أو تحمّل مسؤولية رعاية الأبناء في مراحل العمر الأولى في حال مرض الأم، إذا كان الزوج معوقًا، إلى غير ذلك من أمور الحياة الطبيعيّة. ما يعني أن رفض الارتباط يأتي من أنّ حياة الشريك المعوّق صعبة وتتطلّب مساندة ووجودًا مساعدًا من جانب الشريك في بلد غير مجهّز لذوي الحاجات الخاصّة. فضلاً عمّا يعانيه المعوّق من أزمات بسبب عدم إدماجه في المجتمع أو عجزه عن إيجاد العمل الذي يضمن له الحياة الكريمة إلّا في حالات نادرة جدًا. كما ينتج رفض الارتباط بمعوّق من القلق على المصير والخوف من الشعور ببعض أنواع الحرمان ومن تطور الحالة ومن العامل الوراثي".
ثقافة الطرفين تحتّم القبول
في المقابل، هناك أسباب أخرى تدفع إلى قبول هذا النوع من الارتباط وهو ما تشرحه حريقة بالقول: "أسباب القبول منوّعة أيضًا، وترتبط بنوع الإعاقة الذي قد لا يحتاج إلى الكثير من التضحيات أو التنازلات، والوضع الاجتماعي والاقتصادي للمعوّق الذي قد يكون رئيس مجلس إدارة أو طبيبًا أو مالكًا لشركة، أو أستاذًا جامعيًا أو باحثًا أو صحافيًا أو معالجًا نفسيًا، مهندس كهرباء أو كومبيوتر، ما يعني انتفاء عامل القلق والخوف على المستقبل، يُضاف إلى ذلك عامل أساسي وعلى غاية من الأهمية هو ثقافة الشريك الموافق على الارتباط، وقناعته بأن الاعاقة الجسديّة لا تلغي العقل والقلب، وبأنّه قادر على التعاطي مع مفاجآت الحياة في شكل طبيعي، وعلى تقديم التضحيات والتنازلات من أجل شخص يملك من الأخلاق والصفات أكثر بكثير من أصحاب الأجسام الكاملة والثروات الطائلة".
وتضيف حريقة: "من أسباب الموافقة على الارتباط أيضًا أن يكون المعوّق صاحب شخصيّة قويّة لم تحبطه إعاقته ولم يتسلّل اليأس إلى نفسه وهو صاحب اتزان نفسي أكثر بكثير ممن لا يعانون أي إعاقة، ويكون قد طوّر قدراته على الإبداع والعطاء وحقّق نجاحات لافتة، فأثبت أن العزيمة والإصرار وقوة الإرادة أكبر تحدٍ للحياة وليس للإعاقة فقط. فالمسألة هنا قناعة خاصّة منطقيّة وإنسانيّة في العمق والبعد".
التردّد شخصي ومجتمعي
لكن لماذا يتردّد صاحب الإعاقة بالارتباط؟ تردّ حريقة: "خوفًا من ردة فعل رافضة من أهل الشريك؛ خوفًا على مشاعره من تجريح الألسنة التي تعيّره بالنقص الذي يعانيه؛ قلقه من أن تكون المشاعر التي تربطه بالشريك هي الشفقة وليس الحبّ؛ قلقه من أن يصبح عجزه، يومًا ما، عائقًا أمام إشباع رغبات الشريك العاطفيّة والجنسيّة، وأن يعاني الشريك نتائج هذه الإعاقة بصمت فيكون يزيد عليه الأعباء بدلًا من أن يتقاسماها معًا؛ أن يولد، من جديد، وفي لحظة معيّنة، شعوره بالنقص نتيجة بعض الأحداث الحياتيّة التي كانت مواجهتها لتكون أفضل لو لم يكن من ذوي الحاجات الخاصة".
وعن المسؤوليّة التي يتحمّلها المجتمع عن هذه النظرة إلى الإعاقة، تقول حريقة: "كل المسؤوليّة تقع على المجتمع الذي ينظر إلى الآخر على أنه جسد فقط، بعيدًا من كلّ مقومات الإنسان الأخرى. نحن نعلم كم تقتل ألسنتهم المعبّرة شفقة من خلال تعابير الوجوه والنظرات. فالمجتمع يعيّب السمين والقصير، فكيف بالمعوّق الذي يقرأ في عيون الآخرين رفضهم له وعدم تقبّلهم له".
كان جوزف يعمل في مركز يساعد الأشخاص الذين يعانون من إعاقة، لذلك كان تقبّل الأمر أسهل عليه، ويقول لـ "النهار": "16 عاماً مرّت على علاقتنا، وحتى الآن لم أشعر يوماً بإعاقة فريال. مازالت تعجبني كامرأة، أنوثتها تجذبني وتثير مشاعري". أمّا فريال التي عانت كثيراً من صغرها تعلّمت كيف تصقل شخصيّتها وتواجه الحياة بقوة، أعجبت بنفسيّة وطيبة جوزف قبل أن يلفتها شكله الخارجي، وتقول: "عندما تقبّلني جسديًا ولم يرَ إعاقتي صرت أحبّه أكثر، وحققت معه حلمي بتكوين عائلة".
عندما قرّرا الزواج تحدّثا في كلّ الأمور، هي فسّرت له إمكانياتها الجسديّة خصوصًا أنها تعاني شللاً في رجلها (شلل الأطفال – بوليو)، وهو بحكم عمله لفترة طويلة في مركز لذوي الحاجات الخاصّة كان يدرك معنى الإعاقة وكيفيّة التعامل معها. فاتفقا على التعاون وتغطية أي تقصير في واجبات المنزل رغم موقف العائلة. وتؤكّد فريال : "أقوم بكل واجبات المنزلية، أعمل خارج المنزل لمساعدة جوزف في المصاريف، وأهتمّ بأولادي وصحّتهم وأعتني بمنزلي، أنظّف وأطهو. هناك تقصير في مكان ما لكن جوزف دائمًا معي ويساعدني. نتشاجر أحيانًا، لكن ما من مشكلة لا نجد لها حلاً. لم ننم يوماً متخاصمين. الاحترام موجود والثقة أيضًا، إضافة إلى الحبّ والرومانسيّة اللذين يطبعان شخصيّة زوجي. وهذه العناصر مجتمعة كفيلة بإنجاح زواجنا واستمراره. وحتى الأولاد تقبّلوا الوضع وتعايشوا معه".
الحبّ أم المجتمع: أيّهما أقوى؟
في هذا السياق، استطلعت "النهار" آراء البعض حول قبولهم الارتباط بشخص لديه إعاقة. تقول سينتيا : "لا أمانع الارتباط بشخص لديه إعاقة ولا يهمّني رأي الناس لأنني أنا من سيعيش معه. الإنسان ذو الإعاقة لم يعد في أيّامنا هذه يشكّل عالة على عائلته، بل يختلط في المجتمع ولديه دور فاعل فيه. هناك أشخاص يتمتعون بنفسيّة جميلة تجعلك تنسين إعاقتهم. أمّا من ينتقد ويعاقب فهو صاحب الإعاقة".
يوافقها جوزف الرأي ويقول: "لا أمانع ذلك، هذه خلقة ربّنا، وبالتالي آراء الناس لا تهمّني. قرار الارتباط شخصي ولا يعني الآخرين. لاشكّ في أنّ هناك مصاعب كثيرة، ولكن الله لا يترك عباده، الإعاقة لا تهمّني بل الوفاء والحبّ والإخلاص والاحترام. هناك سيّدات ذات صحّة جيّدة ولكن إعاقتهن عقليّة".
في المقابل يقول ربيع (يعاني من شلل): "من الصعب إقامة علاقة مع شخص آخر. الإعاقة تقف دائمًا عائقًا دون إنجاحها. لديّ خوف دائم من نظرة الناس ونظرة الحبيبة. أخاف من ردّة فعلها المحتملة أو أن تنظر إلى رجل غيري. يتطلّب الأمر تضحية كبيرة من الطرف الآخر لتحمّل عقدي النفسيّة الناجمة عن إعاقتي الجسديّة".
أمّا نتالي، فترض الفكرة بالمطلق وتقول: "من الصعب جدًّا أن أرتبط بشخص لديه إعاقة. أخشى نظرات الناس إلينا. من صغري أحلم بفارس وسيم كامل الأوصاف. ولا أظن أنني أقبل بكسر هذا الحلم".
عجز المجتمع يقود إلى الرفض
من جهة أخرى، تشرح الباحثة والاختصاصيّة في علم النفس العيادي، الدكتورة بولا حريقة، لـ"النهار" أسباب رفض الارتباط بشخصٍ لديه إعاقة، وتقول: "بداية أسباب الرفض كثيرة يحدّدها نوع الإعاقة وحجمها وجنس الشخص المعوّق. ما يعني أن المعوّق الذي يتنقل عبر كرسي مدولب يختلف عن الكفيف. والكفيف عن الأصم أو الأبكم. ومعوّق اليدين يختلف عن معوّق القدمين. وذلك من حيث قدرته على تدبّر أمره وتحمّل مسؤوليّاته الشخصيّة أو بعض منها، أو من حيث القدرة على القيام بالأعمال المنزليّة إذا كانت المرأة هي المعوّقة، أو تحمّل مسؤوليّة الأسرة من حيث الرعاية الماديّة إذا كان ربّ الأسرة هو المعوّق".
وتضيف حريقة: "من جهة أخرى، يطرح أهل الشخص السليم كمًّا من التساؤلات حول طبيعة حياة ابنهم أو ابنتهم في ما يتعلّق بحرمانه من أمور عدّة بارتباطه بشريك معوّق كالرقص والسباحة والنزهات والرياضة وممارسة بعض الهوايات المشتركة، والمساعدة في بعض الأعمال المنزليّة، أو خارج المنزل كشراء الحاجات من السوبرماركت أو مراجعة أوضاع الأبناء في المدارس، أو تحمّل مسؤولية رعاية الأبناء في مراحل العمر الأولى في حال مرض الأم، إذا كان الزوج معوقًا، إلى غير ذلك من أمور الحياة الطبيعيّة. ما يعني أن رفض الارتباط يأتي من أنّ حياة الشريك المعوّق صعبة وتتطلّب مساندة ووجودًا مساعدًا من جانب الشريك في بلد غير مجهّز لذوي الحاجات الخاصّة. فضلاً عمّا يعانيه المعوّق من أزمات بسبب عدم إدماجه في المجتمع أو عجزه عن إيجاد العمل الذي يضمن له الحياة الكريمة إلّا في حالات نادرة جدًا. كما ينتج رفض الارتباط بمعوّق من القلق على المصير والخوف من الشعور ببعض أنواع الحرمان ومن تطور الحالة ومن العامل الوراثي".
ثقافة الطرفين تحتّم القبول
في المقابل، هناك أسباب أخرى تدفع إلى قبول هذا النوع من الارتباط وهو ما تشرحه حريقة بالقول: "أسباب القبول منوّعة أيضًا، وترتبط بنوع الإعاقة الذي قد لا يحتاج إلى الكثير من التضحيات أو التنازلات، والوضع الاجتماعي والاقتصادي للمعوّق الذي قد يكون رئيس مجلس إدارة أو طبيبًا أو مالكًا لشركة، أو أستاذًا جامعيًا أو باحثًا أو صحافيًا أو معالجًا نفسيًا، مهندس كهرباء أو كومبيوتر، ما يعني انتفاء عامل القلق والخوف على المستقبل، يُضاف إلى ذلك عامل أساسي وعلى غاية من الأهمية هو ثقافة الشريك الموافق على الارتباط، وقناعته بأن الاعاقة الجسديّة لا تلغي العقل والقلب، وبأنّه قادر على التعاطي مع مفاجآت الحياة في شكل طبيعي، وعلى تقديم التضحيات والتنازلات من أجل شخص يملك من الأخلاق والصفات أكثر بكثير من أصحاب الأجسام الكاملة والثروات الطائلة".
وتضيف حريقة: "من أسباب الموافقة على الارتباط أيضًا أن يكون المعوّق صاحب شخصيّة قويّة لم تحبطه إعاقته ولم يتسلّل اليأس إلى نفسه وهو صاحب اتزان نفسي أكثر بكثير ممن لا يعانون أي إعاقة، ويكون قد طوّر قدراته على الإبداع والعطاء وحقّق نجاحات لافتة، فأثبت أن العزيمة والإصرار وقوة الإرادة أكبر تحدٍ للحياة وليس للإعاقة فقط. فالمسألة هنا قناعة خاصّة منطقيّة وإنسانيّة في العمق والبعد".
التردّد شخصي ومجتمعي
لكن لماذا يتردّد صاحب الإعاقة بالارتباط؟ تردّ حريقة: "خوفًا من ردة فعل رافضة من أهل الشريك؛ خوفًا على مشاعره من تجريح الألسنة التي تعيّره بالنقص الذي يعانيه؛ قلقه من أن تكون المشاعر التي تربطه بالشريك هي الشفقة وليس الحبّ؛ قلقه من أن يصبح عجزه، يومًا ما، عائقًا أمام إشباع رغبات الشريك العاطفيّة والجنسيّة، وأن يعاني الشريك نتائج هذه الإعاقة بصمت فيكون يزيد عليه الأعباء بدلًا من أن يتقاسماها معًا؛ أن يولد، من جديد، وفي لحظة معيّنة، شعوره بالنقص نتيجة بعض الأحداث الحياتيّة التي كانت مواجهتها لتكون أفضل لو لم يكن من ذوي الحاجات الخاصة".
وعن المسؤوليّة التي يتحمّلها المجتمع عن هذه النظرة إلى الإعاقة، تقول حريقة: "كل المسؤوليّة تقع على المجتمع الذي ينظر إلى الآخر على أنه جسد فقط، بعيدًا من كلّ مقومات الإنسان الأخرى. نحن نعلم كم تقتل ألسنتهم المعبّرة شفقة من خلال تعابير الوجوه والنظرات. فالمجتمع يعيّب السمين والقصير، فكيف بالمعوّق الذي يقرأ في عيون الآخرين رفضهم له وعدم تقبّلهم له".
فيفيان عقيقي - النهار 2014/8/17
إرسال تعليق