0
الهبة السعودية المزدوجة تساهم بشكل كبير في دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية


يصعب على الداخل إلى دارة الرئيس العماد ميشال سليمان في اليرزة التمييز بينها وبين قصر الرئاسة في بعبدا، لناحية نوعية زوار الرئيس.. بطاركة، رؤساء، علماء، وزراء، نواب، شخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية ووفود. نشاط استثنائي للرئيس الدائم كما يحلو للكثيرين تسميته.. كيف لا، وكرسيّ الرئاسة ما زال شاغراً بالرغم من خروج الرئيس سليمان في 24 يونيو الماضي، حيث درجت شائعة في لبنان مفادها أن «الرئيس الدائم» خرج من القصر آخذاً معه كرسيّ الرئاسة. 

صفاء قره محمد - صحيفة «اليوم» السعودية 


صحيفة «اليوم» التقت فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، فكان معه هذا الحوار:

دقّ خادم الحرمين الشريفين في كلمته الأخيرة ناقوس الخطر، فدعا جميع المسؤولين لمواجهة شبح الإرهاب، من هذا المنطلق، إلى أي مدى تساهم الهبة الأخيرة للجيش والهبة الاستثنائية السعودية السابقة في زيادة قدراته على مكافحة الارهاب؟
 

هذه الهبة المزدوجة تساهم بشكل كبير في دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ولم يسبق أن حصل الجيش على دعم مماثل عبر تاريخه لا من الداخل ولا من الخارج، وهذه بادرة طيبة من خادم الحرمين الملك عبدالله المعروف بمحبته للشعب اللبناني.

وماذا عن حديث بعض الصحف عن قبول لبنان هبة سعودية ورفضه المساعدة الايرانية لتسليح الجيش؟
 

لم يعرض على الجيش أي هبة تسليح إيرانية طيلة فترة ولايتي كقائد للجيش ولا خلال ولايتي الرئاسية، كما لم يصل إلى علمي أنه بالأشهر الثلاثة الماضية عُرضت أي مساعدة لتسليح الجيش من قبل إيران.

كما بات معلوماً للجميع، أن تمني فخامتكم على خادم الحرمين الشريفين ، كان وراء الهبة السعودية، وهو ناتج عن خوفكم على أمن لبنان واستقراره، هل نسبة القلق ما زالت مرتفعة، ومما يخشى الرئيس سليمان؟
 

أنا طلبت من خادم الحرمين الشريفين المساعدة الفورية للمؤسسة العسكرية عندما اتصل بي للتعزية بشهداء الجيش اللبناني، واستفسر مني عن الوضع الأمني في مواجهة الارهاب، فالجيش اللبناني قوي بعزيمته واحتضان شعبه له، لكنه بحاجة لأسلحة أكثر تطوراً.

بعد العودة المفاجئة لدولة الرئيس سعد الحريري، هل كنتم على علم بها، وهل من ضمانات أمنية لها؟
 

ما أعلمه أن دولة الرئيس سعد الحريري كان على أتم الاستعداد للعودة وعودته أتت في التوقيت المناسب.

ماذا تعني هذه العودة، وما الإشارات السياسية التي تحملها، وكيف ترى مستقبل لبنان؟
 

لا شك أن عودة دولة الرئيس الحريري تساهم بشكل مباشر في تعزيز الاعتدال، وتتجسد في تضافر جهود المعتدلين لحماية لبنان من أي اعتداء على وحدته وأمنه وسلامة أراضيه.

ارتفعت في الأيام الماضية الاحتمالات عن امكانية انجاز الاستحقاق الرئاسي قريباً، هل من معلومات جديدة، وهل ستنهي عودة الحريري الخلاف حول هذا الملف، ونرى رئيساً جديداً في قصر بعبدا؟
 

وجود سعد الحريري في بيروت ينبغي أن يُساهم في إيجاد المخارج لانتخاب الرئيس.

ماذا يعني أن يزور الرئيس سليمان قائد الجيش على وقع طبول الحرب في عرسال؟
 

كان من واجبي الوطني كقائد أعلى للقوات المسلحة طيلة ولايتي الرئاسية وكقائد سابق للجيش اللبناني أن أقف إلى جانب المؤسسة العسكرية التي أحببت، وأن أضع خبراتي في مكافحة الارهاب بتصرف القيادة لأنه لا يجوز تركها وحيدة.

وماذا عن هذا الحراك الملفت واستقبالكم الرؤساء والوزراء والسفراء والبطريرك، سيما اللقاء الذي حصل في دارتكم؟
 

المستغرب هو عدم حصول هذا النوع من الحراك من قبلي لمتابعة الشؤون الوطنية والمساهمة في البحث عن كلّ السبل لتحصين الوطن وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية. «أرى من واجبي أن أكون عامل جمع لكلّ الأفكار التي من شأنها أن تقودنا إلى سفينة الأمان».

ما الفرق بين الهبة الإضافية وهبة الـ3 مليارات؟
 

هبة الـ3 مليارات الاستثنائية تحتاج لبعض الوقت لتنفيذها وهي كناية عن اعتماد مالي لشراء الأسلحة من الدولة الفرنسية، أما فيما يتعلق بالهبة الإضافية، فهي تتيح للجيش اللبناني والقوى الأمنية شراء الذخائر وقطع الغيار والأعتدة الضرورية أياً كان مصدرها وبشكلٍ فوري.

سمعنا بعض الكلام في الإعلام عن سمسرات تعيق تنفيذ الهبة؟
 

أطلب من رئيس الحكومة تمام سلام تشكيل وفد سياسي قضائي وعسكري وتكليفه بإطلاق تنفيذ الهبة الاستثنائية بسرعة، والاستعلام عما تتم إشاعته حول العمولات المطلوبة من قبل الفريق اللبناني لدى الجانبين الفرنسي والسعودي ورفع التقرير إلى الحكومة ليُبنى على الشيء مقتضاه حفاظاً على كرامة الواهب والمستفيد من الهبة والدولة الفرنسية.

ماذا عن التمديد النيابي؟
 

سبق لي أن رفضت التمديد النيابي الأول وطعنت بدستوريته، ومن المؤكد أني أرفض أي شكل من أشكال التمديد، وأدعو فوراً إلى إقرار قانون انتخابي جديد تُدرج فيه المواد الدستورية التي تُلزم النواب المنتخبين حضور جلسات انتخاب الرئيس وتوضح الالتباس المتعلق بالنصاب القانوني لهذه الجلسات.

وماذا عن الجبهة السياسية التي تحدثتم عنها لتدعيم «إعلان بعبدا»؟
 

الهدف من أي جبهة سياسية نعمل على تشكيلها، هو دعم تنفيذ إعلان بعبدا ووضع سقف سياسي يُمكّن الرئيس العتيد من الانطلاق من المكان الصحيح الذي يحفظ الدولة اللبنانية ويضمن سيادتها على كامل أراضيها.

كيف تنظرون للهجوم على مواقفكم؟
 

الهجوم على الرئيس سليمان ومواقفه يهدف إلى وضع دفتر شروط على الرئيس الخلف وترهيبه واحراجه مسبقاً.

كلمة أخيرة

نعول على دور خادم الحرمين الشريفين في مساعدة لبنان ومحاربة الارهاب الذي يتناقض مع تعاليم الأديان السماوية والمبادئ الانسانية، كما نتمنى عليه متابعة المبادرات لحماية الأقليات الموجودة في الدول العربية، ووضع خطة تؤمن عودتهم بأسرع وقت ممكن إلى جذورهم، لأنهم أهل الأرض.



17\8\2014

إرسال تعليق

 
Top