لا ريب لدى أي عاقل أن مواقع التواصل الاجتماعي المتفشية لها جانب كارثي.
أعرف.. هناك من لا يعجبه هذا الكلام، سيحاضرنا عن حرية الرأي وتداول المعلومات وعصر الاتصالات والتحرر من السلطات، وإطلاق الإبداعات.. إلخ.
بصراحة هذا كلام مثالي غير مقنع، بالنظر إلى المردود الكارثي لهذه المواقع. نعم هناك جانب رائع ومفيد ومسلٍ لهذه النوافذ، غير أن الجانب الأسود مخيف ومرعب ويصل إلى درجة الوباء.
ليس هذا خاصا بمجتمعات العرب والمسلمين، بل يشمل حتى المجتمعات الغربية، ولا يدري المرء حقا أي طاقة شر حررتها هذه النوافذ.
قبل أيام فجع الأسوياء ومحبو البهجة في العالم بوفاة الممثل الأميركي الرائع «روبن ويليامز» بطريقة مأساوية، حيث أقدم على شنق نفسه في منزله، وكان هذا الخبر في مقدم اهتمام الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. الراحل ويليامز له عائلة، ومن ضمن عائلته ابنته الشابة «زيلدا».. فماذا حصل لزيلدا هذه جراء «تويتر»؟
يقول الخبر: «توقفت زيلدا ويليامز عن استخدام (تويتر) بعد أن طاردها عدد من الرسائل التي تلقي عليها باللوم في انتحار والدها شنقا، إذ أرسل لها مستخدمون صورا لوالدها جرى تغييرها لتظهر فيها كدمات حول رقبته».
وكتبت ويليامز في تدوينة لها بـ«تويتر»: «آسفة. سوف أحذف هذا الحساب من جميع أجهزتي لفترة طويلة، وربما إلى الأبد.. من يدري؟ وداعا».
التهديدات، وإطلاق الشتائم والبذاءات، كانت جزءا من سلوكيات الإنترنت قبل «تويتر» وأمثاله. ما حصل هو «انفجار» هذه السلوكيات العفنة لسبب واضح، هو سهولة الاستخدام وتفشيه للجميع.
ليت الأمر توقف عند حد الإساءات الشخصية، كما حصل مع زيلدا، بل تجاوز هذا إلى العبث بصميم الأمن الوطني، وإثارة الفزع العام، والتخطيط العلني للجريمة.
لا ريب أن جزءا من ازدهار «داعش» وأخواته يرجع إلى سهولة التواصل عبر هذه النوافذ، وتجنيد الشبان، بل والشابات، وأنه لولا هذه النوافذ لكان حجم هذه الجماعات أقل بكثير.
لا مجال للكلام عن حرية الرأي هنا، نحن أمام جريمة كاملة الأركان، وعند هذا الحد تسمح لنا الآنسة حرية التعبير بالانتظار قليلا.
في أميركا، بلد الحريات والأحلام، وبعد أحداث الشغب بمدينة فيرغسون، بسبب مقتل شاب أسود على أيدي الشرطة، واجهت الشرطة المظاهرات، وأوقفت صحافيين هما ويسلي لاوري، من «واشنطن بوست»، وراين ريلي، من «هافنغتون بوست»، بسبب نشرهما لمواد مهيجة في حساباتهما على «تويتر».
في إيران - لا يتحدث العالم عن هذا كثيرا! - «فيسبوك» و«تويتر» ممنوعان بأمر الحكومة.
في تركيا، حيث إردوغان، أيقونة الإسلاميين في العالم، عبّر الرجل بصراحة عن كراهيته الشديدة لـ«تويتر»، وجدد هذه الكراهية بعد فوزه الأخير. وكان سبق أن قال: «سنقضي على (تويتر).. لا يهمني ما يقوله المجتمع الدولي».
سيقال إن الحل بالقوانين وليس بالحجب، لكن إن لم تكن التشريعات كافية، هل تقوم دول الخليج، خاصة السعودية فشعبها هو الأكثر استخداما للإنترنت، بالضغط على الشركات المالكة لهذه المواقع من أجل فرض شروطها المتعلقة بصيانة السلم ومكافحة النشاط الإرهابي؟ الخطر حقيقي.
أعرف.. هناك من لا يعجبه هذا الكلام، سيحاضرنا عن حرية الرأي وتداول المعلومات وعصر الاتصالات والتحرر من السلطات، وإطلاق الإبداعات.. إلخ.
بصراحة هذا كلام مثالي غير مقنع، بالنظر إلى المردود الكارثي لهذه المواقع. نعم هناك جانب رائع ومفيد ومسلٍ لهذه النوافذ، غير أن الجانب الأسود مخيف ومرعب ويصل إلى درجة الوباء.
ليس هذا خاصا بمجتمعات العرب والمسلمين، بل يشمل حتى المجتمعات الغربية، ولا يدري المرء حقا أي طاقة شر حررتها هذه النوافذ.
قبل أيام فجع الأسوياء ومحبو البهجة في العالم بوفاة الممثل الأميركي الرائع «روبن ويليامز» بطريقة مأساوية، حيث أقدم على شنق نفسه في منزله، وكان هذا الخبر في مقدم اهتمام الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. الراحل ويليامز له عائلة، ومن ضمن عائلته ابنته الشابة «زيلدا».. فماذا حصل لزيلدا هذه جراء «تويتر»؟
يقول الخبر: «توقفت زيلدا ويليامز عن استخدام (تويتر) بعد أن طاردها عدد من الرسائل التي تلقي عليها باللوم في انتحار والدها شنقا، إذ أرسل لها مستخدمون صورا لوالدها جرى تغييرها لتظهر فيها كدمات حول رقبته».
وكتبت ويليامز في تدوينة لها بـ«تويتر»: «آسفة. سوف أحذف هذا الحساب من جميع أجهزتي لفترة طويلة، وربما إلى الأبد.. من يدري؟ وداعا».
التهديدات، وإطلاق الشتائم والبذاءات، كانت جزءا من سلوكيات الإنترنت قبل «تويتر» وأمثاله. ما حصل هو «انفجار» هذه السلوكيات العفنة لسبب واضح، هو سهولة الاستخدام وتفشيه للجميع.
ليت الأمر توقف عند حد الإساءات الشخصية، كما حصل مع زيلدا، بل تجاوز هذا إلى العبث بصميم الأمن الوطني، وإثارة الفزع العام، والتخطيط العلني للجريمة.
لا ريب أن جزءا من ازدهار «داعش» وأخواته يرجع إلى سهولة التواصل عبر هذه النوافذ، وتجنيد الشبان، بل والشابات، وأنه لولا هذه النوافذ لكان حجم هذه الجماعات أقل بكثير.
لا مجال للكلام عن حرية الرأي هنا، نحن أمام جريمة كاملة الأركان، وعند هذا الحد تسمح لنا الآنسة حرية التعبير بالانتظار قليلا.
في أميركا، بلد الحريات والأحلام، وبعد أحداث الشغب بمدينة فيرغسون، بسبب مقتل شاب أسود على أيدي الشرطة، واجهت الشرطة المظاهرات، وأوقفت صحافيين هما ويسلي لاوري، من «واشنطن بوست»، وراين ريلي، من «هافنغتون بوست»، بسبب نشرهما لمواد مهيجة في حساباتهما على «تويتر».
في إيران - لا يتحدث العالم عن هذا كثيرا! - «فيسبوك» و«تويتر» ممنوعان بأمر الحكومة.
في تركيا، حيث إردوغان، أيقونة الإسلاميين في العالم، عبّر الرجل بصراحة عن كراهيته الشديدة لـ«تويتر»، وجدد هذه الكراهية بعد فوزه الأخير. وكان سبق أن قال: «سنقضي على (تويتر).. لا يهمني ما يقوله المجتمع الدولي».
سيقال إن الحل بالقوانين وليس بالحجب، لكن إن لم تكن التشريعات كافية، هل تقوم دول الخليج، خاصة السعودية فشعبها هو الأكثر استخداما للإنترنت، بالضغط على الشركات المالكة لهذه المواقع من أجل فرض شروطها المتعلقة بصيانة السلم ومكافحة النشاط الإرهابي؟ الخطر حقيقي.
مشاري الذايدي - الشرق الأوسط 17\8\2014
إرسال تعليق