0
لم يحمل أمس جديداً يذكر على صعيد الوضع العام في البلاد، الذي بقي متأثراً تارة بالهبات الساخنة جراء الأوضاع الاقليمية وتداعياتها على لبنان، وتارة بالهبات الباردة التي تأتي عبر سفراء وموفدين من الخارج، وتحمل دعماً للجيش والقوى الأمنية في مواجهة الارهابيين، من غير ان يسجل على خط الاستحقاقات والملفات الداخلية ما يؤشر الى ان لبنان تلمس بداية الطريق للخروج من النفق، وان كان كلام النائب ميشال المر عن «ان أيلول طرفه بالشتي مبلول وفهمكم كفاية» قد فسر على ان شيئاً ما قد يحدث على خط انجاز الاستحقاقات، الرئاسية والنيابية...

وإذ اختلطت الذكرى الثامنة لانتهاء «حرب تموز» العدوانية الاسرائيلية على لبنان في العام 2006 بجملة تطورات إقليمية، من غزة، الى العراق وسوريا، وتداعيات هذه التطورات على لبنان، والتي كان من بينها المواجهة العسكرية على «جبهة عرسال» بين الجيش اللبناني ومسلحي «داعش» و«النصرة»، وما أعقب هذه المواجهة من استنفار عربي ودولي لنصرة الجيش اللبناني، تمثل في العنوان الأبرز، في هبة المليار دولار التي قدمها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحملها الرئيس سعد الحريري الى لبنان وأقرت في جلسة مجلس الوزراء أمس وستودع في المصرف المركزي وتصرف بحسب الاحتياجات... لدعم الجيش والقوى الأمنية، كما تمثل في الحراك الدولي اللافت، الاميركي والاوروبي، الداعم للمؤسسة العسكرية...

حراك دولي لدعم الجيش

وفي هذا السياق، فقد استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة أمس، عضو الكونغرس الاميركي لين وست مورلاند، على رأس وفد مرافق، في حضور السفير الاميركي ديفيد هيل، وتناول البحث الى الأوضاع العامة «العلاقات الثنائية بين الجيشين اللبناني والاميركي...» وهو موضوع كان محور لقاء بين قهوجي والسفير البريطاني طوم فليتشر... وكان هيل زار الرئيس سلام في السراي الحكومي أمس وأكد دعم الجيش بذخيرة إضافية وعتاد لتأمين الحدود ومواجهة التطرف...

وخلال استقباله عائلة العقيد الشهيد داني حرب، أكد قائد الجيش ان «لا مساومة على كرامة الجيش وعسكرييه كافة، وان قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين العسكريين ستبقى في طليعة اهتمامات المؤسسة العسكرية...».

وكان قهوجي زار أمس الرئيس نبيه بري في عين التينة و«تشاور معه في الوضع الأمني...».

العسكريون المختطفون

وكان ملف العسكريين المختطفين حطّ بكامل ثقله على طاولة مجلس الوزراء أمس، حيث جرى البحث في تفاصيل «المفاوضات» لاطلاق المخطوفين من جيش وقوى أمن، وتم استعراض مطالب الخاطفين والمساعي القائمة في هذا الاطار...

وفي وقت جرى التكتم على ما دار ويدور من معلومات حول هذه المسألة، فقد أشارت معلومات الى احتمال دخول المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، على خط المفاوضات والمساعي القائمة من أجل اطلاق المخطوفين، بالنظر الى «خبرته» وسعة اتصالاته...

وبشأن قضية العسكريين المخطوفين، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر «ان الدولة لن تقبل بتحرير ارهابيين من السجون...» آملاً في «ان يعود الأسرى قريباً».

من جهته كشف عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ عدنان امامة، الى ان «لائحة المطالب التي قدمها «داعش»، ونقلت الى الحكومة تشمل اطلاق سراح موقوفين من سجن رومية من دون تحديد أسماء... وتحسين الظروف الانسانية داخل مخيمات النازحين السوريين في عرسال خصوصاً...».

سليمان: هبة المليارات ليست لتصفية المقاومة

إلى ذلك، فقد أكد الرئيس ميشال سليمان، الذي زار أمس الرئيس أمين الجميل «أهمية الدعم السياسي والمادي للجيش اللبناني» موضحاً «ان هبة المليار دولار هي لتأمين الحاجات الضرورية والملحة، للأسلحة المتوافرة أصلاً عند الجيش، وهي متنوعة المصادر، من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين...».

وتناول الرئيس سليمان هبة الثلاثة مليارات لافتاً الى أنها لتجهيز الجيش بالعتاد

والى أنها ليست سريعة المفاعيل، وقد يستغرق الوضع ثلاث سنوات لاتمامها... موضحاً ان «وظيفة هذه الهبات ليست تصفية المقاومة بل تقوية الجيش...» داعياً الى «وقف التشكيك الذي يربط تسييل الهبة بمشروع تصفية المقاومة...».

وفي الشأن السياسي أكد سليمان على وجوب «ان تحصل الانتخابات النيابية في موعدها...» والعمل لايصال الاستحقاق الرئاسي الى الشاطىء الأمين...».

المر: أيلول طرفه بالشتي مبلول

وإذ تراجعت نسبياً المواقف إزاء الانتخابات الرئاسية، فقد حضرت مسألة التمديد لمجلس النواب، في العديد من المواقف... وفي هذا، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، ان «تيار المستقبل» ضد التمديد للمجلس النيابي... لكن مع إجراء الانتخابات النيابية بعد الرئاسية... لأن الفراغ الرئاسي خطير جداً...».

وفي هذا الاطار، قال النائب ميشال المر، بعد لقائه وفد «حزب الطاشناق» ان الانتخابات النيابية «أريدها اليوم قبل الغد... وإذا كان صوتي مرجح في مجلس النواب من ناحية التمديد للمجلس فسأصوت ضد التمديد»...

وتطرق الى موضوع الرئاسة الأولى، التي «لاتزال حديث الناس والسياسيين في كل مكان...» لافتاً بكلام عابر للكثير من الاستنتاجات قائلاً: «أقول لكم ان أيلول طرفه بالشتي مبلول وفهمكم كفاية...»؟!

مجلس الوزراء يفوض بوصعب اصدار الافادات

أما على صعيد المطالب النقابية، وتحديداً تحرك المعلمين، فالذي بدا، ان مجلس الوزراء، أقفل الأبواب في وجه «هيئة التنسيق النقابية» وأدار ظهره لتهديدات المعلمين الاستمرار في مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية، خلافاً لكل التسريبات والمواقف التي كانت تحدثت عن «اتفاق وشيك وحلحلة مع الكتل النيابية» حيث حدد المجلس قراره السابق تفويض وزير التربية الياس بوصعب «اصدار الافادات لانقاذ مستقبل الطلاب...».

وتعقيباً على هذا القرار، اتهمت مصادر سياسية لـ«الشرق» مجلس الوزراء «بتجاهل أهمية الاستجابة لمطالب النقابيين (كما والمياومين)، حيث الشارع متجه الى المزيد من الغليان والفوضى، الأمر الذي قد يؤدي الى انفجار اجتماعي كارثي».

وكان مجلس الوزراء عقد في السراي الحكومة جلسة برئاسة الرئيس تمام سلام، حفلت بالعديد من الملفات الشائكة والضاغطة، من خارج جدول الأعمال، حيث وافق على الهبة السعودية بمليار دولار متناولاً قضية العسكريين المختطفين، مروراً بمطالب «هيئة التنسيق» وملف الشهادات الرسمية الرازحة تحت وطأة «سلسلة الرتب والرواتب»... وصولاً الى مسألة المياومين في «مؤسسة كهرباء لبنان» التي شهدت أمس فصلاً جديداً من فصول المواجهة المفتوحة، والفالتة من أي قيد بين المؤسسة والعمال المياومين حيث عقد مدير عام المؤسسة كمال حايك مؤتمراً صحافياً أكد فيه «تنفيذ توجيهات مجلس الخدمة المدنية» معتبراً ان مقولة «ان المياومين سيدخلون الى الملاك غير موجودة في القانون». وقد سارع «المياومون» الى الرد والتأكيد «ان تهديدهم بالقضاء لن يمنعهم من متابعة الحملة حتى خواتيمها السعيدة...».

عبد الامير بيضون - الشرق 15\8\2014
 

إرسال تعليق

 
Top