0
وكأنّ قرارات بلديّة طرابلس المتتالية باتت في الآونة الحسّاسة الأخيرة أشبه بتحفة نالت ما لم تنله أبرز الشّاعات المُتداوَلة من التّعليقات ووجهات النّظر المناهضة من جهة والموضّحة من الجهة المعنيّة الأخرى، والهرج والمرج الإعلاميّين على الشّاشات وصفحات الصّحف واتّخذتها بعض المواقع الإلكترونيّة كمادّة مُثيرة وجذّابة للزّوار والقرّاء بما تحمل من نزعة دينيّة !

فبعدما ضجّت أرجاء التّصاريح بالإعلان الطّرابلسيّ الرّمضانيّ مع بداية الشّهر الفضيل، صدر عن بلديّة عاصمة الشّمال بياناً يمنع الإعلانات الترويجية للبيرة والمشروبات الكحوليّة تبعته أخبار عن ضغوطات كثيفة على محلات المجوهرات في طرابلس لمنع بيع الصّلبان والأيقونات المسيحيّة .

تعقيباً على القرار الصّادر، كان للنّائب سامي الجميّل ردّاً عنيفاً واصفاً إياه بالــ"الطّاعن للحريات العامة والتعددية ووحدة الشعب والأرض والمؤسسات" مُعتبراً أنّ رئيس البلديّة الأستاذ نادر الغزال "مارس بهذا القرار صلاحياته بالشكل وتجاوزها بالمضمون" ومُعلناً عن أنّ ندوة المحامين في حزب الكتائب تحضّر مراجعة قانونية للطعن بعدم دستوريّة القرار وقانونيّته، على حدّ تعبير الجميّل.

وفي إتّصال خاصّ مع "ليبانون تايم" وبعد رفضه "تدعيش المدينة"، أوضح رئيس بلديّة طرابلس الدكتور نادر الغزال أنّ هذا الإجراء متّخذ عام 2004 موضّحاً أنّ "البلديّة لم تمنع شرب الكحول ولا خلفيّة دينيّة أبدا لهذا القرار". 


الغزال و حول الضّجة الإعلاميّة الّتي أثارت نفسها كردّة فعل على مواقع التواصل الإجتماعي، استنكر ما أوردته صحيفة "الديار" ونفى ما كتبته جملةً و تفصيلاً داعياً الإعلام إلى "مساعدة البلديّة على صعيد حفظ العيش المشترك والإنماء وصون الصّورة الحسنة للمنطقة وليس العكس".

وفي سياق آخر، نفى وزير العدل أشرف ريفي أن يكون قد تم منع عرض الصلبان في محال الصاغة في طرابلس مشيراً إلى انّ أصحاب هذه المحال بصدد عقد مؤتمر صحافي لنفي ذلك.

وفي الإطار نفسه، صرّح المحامي صالح المقدم: "بعد ان تواصلنا مع عدد من تجار الذهب واصحاب المحلات التجارية في سوق الصاغة في طرابلس نفوا نفيا تاما وقاطعا ما ورد في جريدة الديار عن دخول عدد من المسلحين لمنعهم من بيع الصلبان والايقونات وعلى هذا الاساس سوف أتقدم مع عدد من المحامين بدعوى قضائية بحق جريدة الديار لما تسبب أخبارها التي نعلم جميعنا لمن تعمل والغايات التي من اجلها تبث تلك الاخبار لاثارة النعرات الطائفية واعطاء صبغة لطرابلس بانها متطرفة".

ريكاردو الشدياق - ليبانون تايم - 14\8\2014

إرسال تعليق

 
Top