0
اولاً: لم يحصل الجيش اللبناني منذ نهاية الحرب الاهلية على موازنة دفاع تسمح له بشراء اسلحة جديدة أو صيانة معداته القديمة (90 في المئة من موازنة الجيش مخصصة للمرتبات والادارة). في حين صرف اكثر من 80 مليار دولار منذ نهاية الحرب الاهلية على مشاريع البنى التحتية والصفقات المشبوهة والسمسرات.

ثانياً: يعتمد الجيش اللبناني في صورة اساسية على المعدات التي يقدمها اليه بعض الدول على شكل منح، وفي مقدم هذه الدول الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ودولة الامارات العربية المتحدة.

ثالثاً: يواجه الجيش مشاكل في المحافظة على الجهوزية العملياتية بسبب تكلفة صيانة معداته القديمة والمستعملة، مما يؤدي الى وقف استعمال اجزاء كبيرة منها بعد مدة قصيرة من تسلمها بسبب اعطالها وكلفة تصليحها، ويستخدم الجيش مكوناتها كقطع غيار للمعدات الذي ما زالت قيد الاستعمال.

رابعاً: يملك الجيش اللبناني سلاح مدرعات قديم جدا ومتهالك (حوالي 300 دبابة قديمة من طراز T-54/55 روسية الصنع، ومن طراز ام-48 أميركية الصنع) وكون سلاح المدرعات هو العمود الفقري للجيوش، فان استبدال سلاح المدرعات هو اولوية ملحة.

خامساً: تم بيع طائرات ميراج 3 E بحجة عدم وجود مال للصيانة وشراء قطع غيار، مع العلم ان هذا النموذج قديم وقطع غياره رخيصة الثمن، وكان من الممكن صيانة الطائرات باسعار مخفضة، ولنفس الاسباب تم رفض الهبة الروسية من طائرات ال MIG-29، وهي طائرات جديدة ومتطورة والسبب المعلن كلفة صيانتها العالية. اذا كانت الطائرات القديمة غير مرغوبة وكذلك الطائرات الجديدة، فما الذي نريده، هل نريد فعلا سلاح جو؟

سادساً: يجري اعادة تأهيل أسطول طائرات الهيلكوبتر الموجود لدى الجيش اللبناني والمخزنة في قاعدة رياق في البقاع. وتقول المصادر ان الجيش اللبناني كان وقع اتفاقا عام 2011 بقيمة 276 الف يورو مع شركة استشارات فرنسية لصيانة أسطول مروحياته الانف الذكر، وقامت الشركة الانفة بتلزيم شركة فرنسية مختصة بتنفيذ العقد، الا ان عملية التنفيذ لم تبلغ نهايتها الكاملة حتى يومنا هذا. واليوم بمناسبة الهبة السعودية أعاد لبنان مطالبته بتأهيل أسطوله المروحي مفضلاً ذلك على منحه مروحيات مستعملة. وذلك يعني شلل لسلاح الطوافات لفترة طويلة من الزمن.

سابعاً: يتالف الجيش اللبناني من 56.000 عنصر يقسم على عدد سكان لبنان 4 مليون، اي بنسبة جندي واحد لكل 71 مواطن. وهي اعداد كبيرة واكثر من كافية بالمقارنة مع نسب الجيوش في العالم، فنسبة الجيش الكندي هي جندي واحد لكل 538 مواطن، نسبة الجيش الاميركي هي جندي واحد لكل 130 مواطن، نسبة الجيش المصري هي جندي واحد لكل 162 مواطن. مما يعني ان المشكلة ليست بالعديد بل بنقص العتاد والتدريب.

ان ما يحتاجه الجيش اللبناني هو ما لخصه العميد المتقاعد شربل فغالي القائد السابق لفوج المجوقل خلال مقابلة معه على المؤسسة اللبنانية للارسال حين قال: نحن بحاجة الى دبابات متطورة وطائرات حربية وطوافات قتالية. نعم هذا ما يريده الجيش اللبناني وهو نفسه ما يعمل وزراء الحكومات المتعاقبة على منعه من الوصول الى الجيش.

منع تسليح الجيش اللبناني هو بمعظمه قرار داخلي، وان التباكي ورفع الشعارات الداعمة للجيش من قبل السياسيين ليس سوى زرف لدموع التماسيح، فهم اساس المشكلة وهم من يتحملون مسؤولية وصول الجيش اللبناني الى وضعه الراهن.

يبقى التعويل على الدور الأساسي الذي يقوم به فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان الذي أظهر بوضوح شديد، حرصه على المؤسسة العسكرية بالرغم من انتهاء ولايته الرئاسية، فرأيناه يزور قائد الجيش لتقديم العون، ويستقبل سفير أميركا والسعودية ووزير الدفاع ويتصل به العاهل السعودي لاستكمال الهبة الاستثنائية واستتباعها بهبة إضافية ومن ثم يعلن السفير الأميركي اليوم أن بلاده بدأت بالإستجابة إلى متطلبات الجيش اللبناني.

تادي رشيد عواد - منبر "ليبانون تايم" - عضو الجمعية الدولية لمهندسي المتفجرات 14\8\2014

إرسال تعليق

 
Top