0
دونَ سابِقِ إِنْذارْ،وَبَعْدَ سِنينِ انْتِظارْ

أَيْقَنْتُ أَنَّهُ لا يَزالُ مَوْجوداّ في الْبَلَدْ،

كَما فِي عَرْشِ فؤادِي ..

أَرَدْتُ أَنْ أَراه، كَيْ أُطْفِئَ نار شَوْقي،

وَرَغِبْتُ أَنْ يَنْظُرَنِي كَما تَرَكَنِي..

تِلْكَ الصَّبِيَّةُ الْفاتِنَةُ الّتي أَبْهَرَتِ الْفِتْيان!

رَتَّبْتُ أُمورِي، وَحَرَصْتُ عَلى أَدَقِّ التَّفاصِيل..

أَسْدَلْتُ شَعْرِي، فَباتَ كالْحَرِيرِ الْمُتَمايِلِ

فِي نُسَيْماتِ مَساءٍ رَبيعِيّ عَليل..

وَكَحَّلْتُ عينايِ إِلى أَنْ اتَّسَعَتا،

لِتَحْتَضِنا صورَةَ وَجْهِهِ الْمُنير..

غالَيْتُ فِي تَأَنُّقي لِأَكونَ أَمامَهُ

كَعَروسٍ باهِرَةٍ لَيْلَةَ الزَّفاف..

ارْتَدَيْتُ أَفْخَمَ مَلابِسي،

وَانْتَعَلْتُ حِذاءً بِكَعْبٍ عالٍ،

لِيَزيدَ مِنْ رَشاقَةِ قَوامِي..

وَتَعَطَّرْتُ بِأَثْمَنِ الْعُطورْ،

فَكُنْتُ كُلَّما تَمايَلَ جَسَدِي

تَعْبُقُ رائِحَةُ الْمِسْكِ فِي الأَرْجاء..

وَكَراقِصَةٍ تُمارِسُ أْجْمَلَ لَوْحَةٍ

بِشَغَفٍ وَهُيام،تَوَجَّهْتُ إِلَيْه..

وَصَلْتُ،وَلَمْ أُصَدِّق أَنَّني أَمامَ مَنْزِلِه..

طَرَقْتُ الْبابَ بِسُرْعَةٍ،

وَبِحَماسةِ طِفْلٍ صَغير،

فَسَمِعْتُ صًوْتاً عَميقاً يُجِيب:

حَبِيبَتي..حَبيبَتي.. إِبْنَتِي ...

وَيا لِسوءِ حَظَّي !!!

أَيْقَظَنِي صَوْتُ والِدَتِي،

فَعَجِزْتُ عَنْ تَحْقِيقِ مُرادِي..

حَتّىَ فِي الأَحْلامْ...

لينا دياب - منبر ليبانون تايم 18\8\2014

إرسال تعليق

 
Top