غريب وعجيب أمر التعاطي الرسمي حيال «تلفزيون لبنان»، وكأن هذه المؤسسة الإعلامية العريقة تابعة لبلد آخر أو لقطاع خاص. في الوقت الذي يفرض المنطق أن يكون هذا التلفزيون هو الأبرز والأهم بين أقرانه من التلفزيونيات الخاصة في لبنان وكما هو الحال في كل دول العالم.
والحقيقة المرّة أن تلفزيون لبنان لم يكن المونديال وموضوع بث المباريات عبر أثيره التحدّي الأول، حيث أن هذه المحطة لطالما واجهت ظروفاً صعبة وحصار مالي عطّل الكثير من مفاعيل دورها وجعلها كما هو حال المريض في غرفة الإنعاش، ما جعل الجمهور اللبناني يبتعد ويقاطع هذه الشاشة لمصلحة شاشات أخرى محلية وفضائية في عصر «الساتلايت»، ما يشكّل فعلاً أزمة تطال ذاكرتنا التي تحفظ لتلفزيون لبنان أننا من خلالها دخلنا عالم التلفزيون وتعرّفنا على هذا الجهاز الآسر والذي يدخل كل بيت دون إستئذان ويفرض حضوره ويجعلنا نتحلق من حوله لساعات وساعات.
ومعلوم أن تلفزيون لبنان كان له عصره الذهبي ودوره الإعلامي والوطني والتراثي، كما كانت له إنتاجات كبيرة ورائعة وبرامج ومسلسلات ما زالت محفوظة في الذاكرة، وفي كل مرة نستعيدها بالمشاهدة نستعيد معها مرحلة رائعة من حياتنا ومن تاريخ لبنان.
هذا التلفزيون فجأة تقررّ إهماله ومحاصرته، وهنا مسؤولية الدولة التي أرادت أن تتخلى عن صورتها الحقيقية وعن صوتها القوي والمحق وعن خطابها الإعلامي المسؤول والمتزن دون أي مبررات مقنعة سوى «الهرطقة» بأن التلفزيون يشكّل باباً للهدر المالي وهناك أزمة مالية في لبنان، وقد فات أصحاب هذا القول التبريري بأن المال لتلفزيون الدولة ليس هدراً وإنما الهدر والسرقات والسمسرات في أماكن أخرى.
هذا التلفزيون وكأن ما فيه من هموم لا يكفيه حتى جاءته قضية المونديال ليتكشف فيها أكثر من وجه بشع وتعاطٍ أقل ما يقال فيه إنه «بلطجة» خصوصاً عندما يمنع عنه بث المباريات وعبر آلية حل عجيبة وغريبة قضت بالمتابعة للمونديال عبر «الساتلايت» وبقي تلفزيون لبنان بعيداً عن هذا الاتفاق في الوقت الذي قيل وشاع وتردد أن النقل سيكون عبر شاشته كونه يمثل رمزية وطنية وهو تلفزيون الدولة.
لقد أكد رئيس مجلس الإدارة لتلفزيون لبنان طلال المقدسي أنه رجل الموقف عندما إنتفض ورفض أن يحجب بث المباريات من على شاشة هذه المحطة الوطنية، لا بل وقد ذهب بعيداً في المواجهة وكشف عن شخصية قيادية تتحلّى فيها المناقبية المهنية ولم يأبه حتى للدعوى القضائية ضد التلفزيون لأنه وبحسب مفهومه وثقافته بأن هذا المرفق الرسمي والوطني لا يجوز أن يكون التعاطي معه على هذا القدر من اللامسؤولية واللاوطنية. يقال أن تلفزيون لبنان هو اليوم تلفزيون «الفقراء» الذين لا يملكون اشتراكات في «الساتلايت» ونريد أن نصحح أنه ليس تلفزيون الفقراء في المبدأ والأساس وإنما هو تلفزيون لبنان كل لبنان بكل طوائفه ومذاهبه ومناطقه، وهو أيضاً تلفزيون المثقفين والنخبويين عندما تبث الروح في عروقه وشرايينه ويفرج عن الميزانيات المالية المطلوبة والضرورية.
حرام ولم يعد مقبولاً أن يستقوي كائناً من كان على تلفزيون لبنان الرسمي لأنه عنوان للولاء ومعلم من معالم الدولة التي تحترم نفسها أولاً وشعبها ثانياً..
والحقيقة المرّة أن تلفزيون لبنان لم يكن المونديال وموضوع بث المباريات عبر أثيره التحدّي الأول، حيث أن هذه المحطة لطالما واجهت ظروفاً صعبة وحصار مالي عطّل الكثير من مفاعيل دورها وجعلها كما هو حال المريض في غرفة الإنعاش، ما جعل الجمهور اللبناني يبتعد ويقاطع هذه الشاشة لمصلحة شاشات أخرى محلية وفضائية في عصر «الساتلايت»، ما يشكّل فعلاً أزمة تطال ذاكرتنا التي تحفظ لتلفزيون لبنان أننا من خلالها دخلنا عالم التلفزيون وتعرّفنا على هذا الجهاز الآسر والذي يدخل كل بيت دون إستئذان ويفرض حضوره ويجعلنا نتحلق من حوله لساعات وساعات.
ومعلوم أن تلفزيون لبنان كان له عصره الذهبي ودوره الإعلامي والوطني والتراثي، كما كانت له إنتاجات كبيرة ورائعة وبرامج ومسلسلات ما زالت محفوظة في الذاكرة، وفي كل مرة نستعيدها بالمشاهدة نستعيد معها مرحلة رائعة من حياتنا ومن تاريخ لبنان.
هذا التلفزيون فجأة تقررّ إهماله ومحاصرته، وهنا مسؤولية الدولة التي أرادت أن تتخلى عن صورتها الحقيقية وعن صوتها القوي والمحق وعن خطابها الإعلامي المسؤول والمتزن دون أي مبررات مقنعة سوى «الهرطقة» بأن التلفزيون يشكّل باباً للهدر المالي وهناك أزمة مالية في لبنان، وقد فات أصحاب هذا القول التبريري بأن المال لتلفزيون الدولة ليس هدراً وإنما الهدر والسرقات والسمسرات في أماكن أخرى.
هذا التلفزيون وكأن ما فيه من هموم لا يكفيه حتى جاءته قضية المونديال ليتكشف فيها أكثر من وجه بشع وتعاطٍ أقل ما يقال فيه إنه «بلطجة» خصوصاً عندما يمنع عنه بث المباريات وعبر آلية حل عجيبة وغريبة قضت بالمتابعة للمونديال عبر «الساتلايت» وبقي تلفزيون لبنان بعيداً عن هذا الاتفاق في الوقت الذي قيل وشاع وتردد أن النقل سيكون عبر شاشته كونه يمثل رمزية وطنية وهو تلفزيون الدولة.
لقد أكد رئيس مجلس الإدارة لتلفزيون لبنان طلال المقدسي أنه رجل الموقف عندما إنتفض ورفض أن يحجب بث المباريات من على شاشة هذه المحطة الوطنية، لا بل وقد ذهب بعيداً في المواجهة وكشف عن شخصية قيادية تتحلّى فيها المناقبية المهنية ولم يأبه حتى للدعوى القضائية ضد التلفزيون لأنه وبحسب مفهومه وثقافته بأن هذا المرفق الرسمي والوطني لا يجوز أن يكون التعاطي معه على هذا القدر من اللامسؤولية واللاوطنية. يقال أن تلفزيون لبنان هو اليوم تلفزيون «الفقراء» الذين لا يملكون اشتراكات في «الساتلايت» ونريد أن نصحح أنه ليس تلفزيون الفقراء في المبدأ والأساس وإنما هو تلفزيون لبنان كل لبنان بكل طوائفه ومذاهبه ومناطقه، وهو أيضاً تلفزيون المثقفين والنخبويين عندما تبث الروح في عروقه وشرايينه ويفرج عن الميزانيات المالية المطلوبة والضرورية.
حرام ولم يعد مقبولاً أن يستقوي كائناً من كان على تلفزيون لبنان الرسمي لأنه عنوان للولاء ومعلم من معالم الدولة التي تحترم نفسها أولاً وشعبها ثانياً..
حسان محيي الدين - اللواء 5\7\2014
إرسال تعليق