بين البيت الزغرتاوي العريق وبيني، علاقة بدأت بموقف وتطوّرت الى محبة وصداقة جلّلهما الرئيس سليمان فرنجية بفروسيته، ولا أزال أحفظ لهذا البيت ذلك الإرث من الصداقة والودّ ما يسمح لي بمصارحة الوزير سليمان فرنجية حول ما أسمع منه من وصف حيال الرئيس القوي وأسأل: كيف يُحدّد الوزير فرنجية الرئيس القوي في زمن تغيَّرت فيه كثيراً كل مقاييس القوة والضعف؟
ولماذا يعتبر العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع المرشحين الرئاسيَّين الأقويَين - لدرجة استثناء نفسه - وكأنما الله قد كسر القالب الذي به خلقهما، فيما اصبح هذان القويّان هما السبب القوي لتعطيل الانتخاب الرئاسي.
ولماذا استطراداً يكون الدكتور جعجع والعماد عون رئيسين قويّين والشيخ أمين الجميّل ضعيفاً ما دام كلٌ منهما قد امتلك قوّته الضاربة بمصادرة القاعدة الكتائبية الشعبية التي لم يحسن حزب الكتائب المحافظة عليها، ولم يرتقيا سلَّم الزعامة بالوراثة العائلية او بعرق الجبين السياسي وشق النفس النضالي.
ومثلما أن الكتائب قد عزَّزت كتلتها النيابية بفضل الأيدي الجنبلاطية البيضاء في عاليه والعباءة الحريرية السمحاء في طرابلس وبيروت، هكذا تعزَّزت كتلة جعجع في الشوف وزحلة، وكتلة عون في بعبدا وجبيل وبعلبك.
وحين اكتسح ميشال عون الأصوات الانتخابية بما يشبه الحصاد في معاقل الموارنة: المتن وكسروان وجبيل، ليس حباً بمعاوية بل نكاية بعلي وليس لأنّ ذلك القديس الذي كان إسمه مار مارون أصبح إسمه ميشال عون، بل لأنّ المعاقل المارونية هذه، كفرت بقداسة الأحزاب المارونية فانتفضت عليها جميعاً وعلى بكركي معها.
ولا يزال يذكر الذهن الماروني ما عاناه من الصدمات العنيفة والمحن المميتة من هذه الأحزاب، منذ أن اجتمعت في ما بينها تحت اسم القوات اللبنانية، ثم انشقَّت على نفسها عبر سلسلة من انتفاضات القوات على القوات، الى أن وقعت معارك الجيش والقوات، بهدف الاستئثار والإلغاء والاحتكار، فوقعت معها الواقعة على الطائفة المارونية وعلى كل من هو سيّدٌ وحرّ في «المجتمع المسيحي الحرّ».
في ضوء هذه المعادلة تنتفي مصادر القوة الشعبية التي قد يُستند إليها في تصنيف الأقوياء، ولا أخال الوزير فرنجية يمكن أن ينتخب الدكتور سمير جعجع بالرغم من اعترافه المتكرر بأنه مرشح قوي، ما دام يعلن أن لا رئيس في لبنان لا يرضى عنه الرئيس بشار الأسد ولا أظنّ أنّ الرئيس الأسد يرضى بالمرشح القوي الذي إسمه سمير جعجع.
أقول ذلك لا لأسقط الأهلية الرئاسية عن العماد عون والدكتور جعجع، ولا لأنفي عنهما صفة القوة في المطلق، بل لأنني أربأ بأن نسخّر بالطاقات المارونية الوافرة وهي لا يزال لها موقع صدارة البنية الوطنية وإن كتمتها قوة الزنود.
ولأنني ارفض أيضاً أن يُحتكر بإسم الموارنة حقُّ وراثة العرش الملكي حتى ولو اضطرت المملكة الى تنصيب لويس الثالث عشر ليكون الكاردينال ريشليو حاكماً بإسمه.
ولماذا يعتبر العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع المرشحين الرئاسيَّين الأقويَين - لدرجة استثناء نفسه - وكأنما الله قد كسر القالب الذي به خلقهما، فيما اصبح هذان القويّان هما السبب القوي لتعطيل الانتخاب الرئاسي.
ولماذا استطراداً يكون الدكتور جعجع والعماد عون رئيسين قويّين والشيخ أمين الجميّل ضعيفاً ما دام كلٌ منهما قد امتلك قوّته الضاربة بمصادرة القاعدة الكتائبية الشعبية التي لم يحسن حزب الكتائب المحافظة عليها، ولم يرتقيا سلَّم الزعامة بالوراثة العائلية او بعرق الجبين السياسي وشق النفس النضالي.
ومثلما أن الكتائب قد عزَّزت كتلتها النيابية بفضل الأيدي الجنبلاطية البيضاء في عاليه والعباءة الحريرية السمحاء في طرابلس وبيروت، هكذا تعزَّزت كتلة جعجع في الشوف وزحلة، وكتلة عون في بعبدا وجبيل وبعلبك.
وحين اكتسح ميشال عون الأصوات الانتخابية بما يشبه الحصاد في معاقل الموارنة: المتن وكسروان وجبيل، ليس حباً بمعاوية بل نكاية بعلي وليس لأنّ ذلك القديس الذي كان إسمه مار مارون أصبح إسمه ميشال عون، بل لأنّ المعاقل المارونية هذه، كفرت بقداسة الأحزاب المارونية فانتفضت عليها جميعاً وعلى بكركي معها.
ولا يزال يذكر الذهن الماروني ما عاناه من الصدمات العنيفة والمحن المميتة من هذه الأحزاب، منذ أن اجتمعت في ما بينها تحت اسم القوات اللبنانية، ثم انشقَّت على نفسها عبر سلسلة من انتفاضات القوات على القوات، الى أن وقعت معارك الجيش والقوات، بهدف الاستئثار والإلغاء والاحتكار، فوقعت معها الواقعة على الطائفة المارونية وعلى كل من هو سيّدٌ وحرّ في «المجتمع المسيحي الحرّ».
في ضوء هذه المعادلة تنتفي مصادر القوة الشعبية التي قد يُستند إليها في تصنيف الأقوياء، ولا أخال الوزير فرنجية يمكن أن ينتخب الدكتور سمير جعجع بالرغم من اعترافه المتكرر بأنه مرشح قوي، ما دام يعلن أن لا رئيس في لبنان لا يرضى عنه الرئيس بشار الأسد ولا أظنّ أنّ الرئيس الأسد يرضى بالمرشح القوي الذي إسمه سمير جعجع.
أقول ذلك لا لأسقط الأهلية الرئاسية عن العماد عون والدكتور جعجع، ولا لأنفي عنهما صفة القوة في المطلق، بل لأنني أربأ بأن نسخّر بالطاقات المارونية الوافرة وهي لا يزال لها موقع صدارة البنية الوطنية وإن كتمتها قوة الزنود.
ولأنني ارفض أيضاً أن يُحتكر بإسم الموارنة حقُّ وراثة العرش الملكي حتى ولو اضطرت المملكة الى تنصيب لويس الثالث عشر ليكون الكاردينال ريشليو حاكماً بإسمه.
جوزف الهاشم - الجمهورية 4\7\2014
إرسال تعليق