يتجه اهتمام معظم دول العالم نحو تطوير قطاعها الدفاعي بسبب أهميّة هذا القطاع في تحديد قوة البلاد، فبقدر ما تملك الدول من أسلحة وأنظمة دفاع، بقدر ما تصبح محوراً مهماً على صعيد السياسة الدولية، وقوة ضغط في الشؤون الاستراتيجية العالمية.
في بداية الستينات، كان لبنان أول بلد في الشرق الاوسط يجري تجارب ناجحة على اطلاق صواريخ بعيدة المدى، وبلغ مداها اكثر من 600 كيلومتر.
في بداية الستينات، كان لبنان أول بلد في الشرق الاوسط يجري تجارب ناجحة على اطلاق صواريخ بعيدة المدى، وبلغ مداها اكثر من 600 كيلومتر.
بداية المشروع كانت مع أستاذ الرياضيات مانوغ مانوغيان مع مجموعة من طلابه، كانت الدول الكبرى ترفض تزويد لبنان بوقود الصواريخ، فعمد فريق مانوغيان إلى صنع الوقود بنفسه، فأخذوا يجبلون بايديهم الوقود الصلب لصناعة الصواريخ. في عام 1962 وافقت الدولة اللبنانية على تقديم تمويل للمشروع ودخل الجيش اللبناني شريكاً، وبات مشروعا وطنيا يشترك فيه المدنيون والعسكريون. فتم صنع صواريخ "أرز" التي تحمل ارقاما من 1 الى 8 ، فتطورت لناحية الضخامة والدقة والمدى، وتمكن الفريق من اطلاق صاروخ وصل ارتفاعه الى 200 كلم، وتخطى مسافة 600 كلم قبل ان يقع في المتوسط.
وفي احدى التجارب كاد صاروخ "ارز" يسقط على سفينة حربية قبرصية بالقرب من ساحل الجزيرة، ما دفع ببريطانيا الى الاحتجاج رسميا على لبنان امام مجلس الامن. الى ان أمر الرئيس اللبناني فؤاد شهاب بوقف المشروع سنة 1964.
تلك التجربة الرائدة للجيش اللبناني في الستينات تثبت ان جيشنا يمكنه ان يصنع صواريخ أرض-أرض بإمكانات ذاتية وبصناعة محلية، وان تلك الصواريخ يمكنها ان تفوق مدى وقدرة الصواريخ الايرانية والسورية التي استعملها "حزب الله" في حروبه مع اسرائيل.
تلك التجربة الرائدة للجيش اللبناني في الستينات تثبت ان جيشنا يمكنه ان يصنع صواريخ أرض-أرض بإمكانات ذاتية وبصناعة محلية، وان تلك الصواريخ يمكنها ان تفوق مدى وقدرة الصواريخ الايرانية والسورية التي استعملها "حزب الله" في حروبه مع اسرائيل.
وبالتالي فلبنان ليس بحاجة الى اي دعم إيراني أو سوري لتحقيق توازن الرعب (حسب نظرية حزب الله للصراع مع اسرائيل)، ان صناعة الصواريخ في لبنان سيكون حلا (وبكلفة زهيدة) لمشكلة القوة النارية الرادعة للعدو الصهيوني، ليرسم الجيش اللبناني الاستراتيجية الدفاعية الوحيدة لحماية لبنان، بحيث ننتهي من التسلح والتسلح المضاد أياً كانت تسميتها، ونوقف عمل كلّ المجموعات المسلحة التي تعبث بالامن تحت مسميات سرايا المقاومة ودعم المقاومة وغيرها، والتي كادت ان تدخلنا في حرب أهلية جديدة.
كانت الضرورة ملحّة لاقفال الحدود مع سوريا من خلال نشر الجيش اللبناني على الحدود والالتزام بـ"إعلان بعبدا"، وبذلك كنا استطعنا تحييد لبنان عن صراعات المنطقة.
نحن بحاجة لخلق جو شعبي ضاغط على جميع السياسيين لاجبارهم على السماح بوصول المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، وعدم اهدار الهبات أكانت الروسية أم السعودية التي استطاع الرئيس ميشال سليمان الحصول عليها.
غير صحيح ان المؤامرة الأجنبية لا تسمح بتسليح الجيش اللبناني، فالحقيقة ان اطرفا داخلية هي من تقف خلف منع الجيش اللبناني من الحصول على الاسلحة.
تادي رشيد عواد - "ليبانون تايم" - عضو الجمعية الدولية لمهندسي المتفجرات 31\7\2014
تادي رشيد عواد - "ليبانون تايم" - عضو الجمعية الدولية لمهندسي المتفجرات 31\7\2014
إرسال تعليق